تواصلت عملية سفر المرضى والمصابين من قطاع غزة، لليوم الثاني على التوالي، من خلال معبر رفح البري الفاصل عن الأراضي المصرية، والذي أعيد فتحه بعد إغلاق طويل قارب من التسعة أشهر.
ودخلت المعبر في ساعات الصباح حافلات تقل المرضى والمصابين وعوائلهم، نسقت لمرورها منظمة الصحة العالمية، ووصلت إلى صالة المسافرين في معبر رفح من الجهة الفلسطينية، حيث جرى التدقيق في وثائقهم الخاصة بالسفر، بوجود بعثة الاتحاد الأوروبي، ومن ثم انتقلوا عبر الحافلات، إلى الجهة المصرية من المعبر.
وجرى في اليوم التالي مغارة 46 مريضا وجريحا ومرافقيهم من قطاع غزة.
وفي أول أيام تشغيل المعبر السبت، تمكن 37 مريضا من القطاع من المغادرة إلى جانب مرافقيهم، بعد إتمام إجراءات السفر.
وقد كان الأمين العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، قال في منشور عبر منصة إكس “بدعم من الصحة العالمية وشركائنا، عبر 37 مريضا هم 34 طفلا و3 بالغين، برفقة 39 مرافقا، من غزة عبر معبر رفح لمواصلة تلقي العلاج في مصر”، وشدد على ضرورة تسريع عمليات الإجلاء الطبي عبر جميع المسارات الممكنة لإنقاذ آلاف الأرواح.
وفي هذه الأوقات خصصت عملية السفر لخروج المرضى والمصابين، من خلال كشوفات أعدتها وزارة الصحة، فيما تقوم منظمة الصحة العالمية على إجراءات نقلهم إلى المعبر.
وقال الدكتور محمد زقوت مدير المستشفيات في قطاع غزة، إن المرضى والمصابين سيجري علاجهم في المستشفيات المصرية، وطالب كذلك بالتنسيق لسفر المزيد من المرضى والمصابين للعلاج في عدة دول مثل قطر وتركيا والإمارات.
وأشار إلى أن هناك حالات مرضية كثيرة توصف بـ”المستعصية”، وقال “لدينا ما يزيد عن 6 آلاف حالة جاهزة للسفر، ووهناك 12 ألف حالة مرضية بحاحة للعلاج في الخارج.
وأكد أن العدد القليل الذي يسمح له بالخروج كل يوم “لا يغطي هذه الحالات”، مشيرا إلى أن أعداد من يخرجوا بهذه الطريقة “لا يلبي حاجات قطاع غزة”.
وجاءت عملية فتح المعبر، بعد أن جرى إيكال مهمة تشغيله إلى السلطة الفلسطينية، بوجود بعثة المراقبة الأوروبية، وفقا لاتفاق وقع عام 2005، والذي جاء بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من القطاع في ذلك العام.
وتمت العملية الجديدة الخاصة بفتح المعبر الذي أغلقه جيش الاحتلال، منذ بدء الهجوم البري الكبير على مدينة رفح، في بدايات شهر مايو من العام الماضي، وفقا لاتفاق التهدئة الذي دخل حيز التنفيذ يوم 19 من الشهر الماضي.
ونص الاتفاق على تولي فرق من السلطة الفلسطينية مهمة التشغيل، بدلا من الفرق المختصة التي كانت تتبع سلطة حركة حماس في قطاع غزة قبل الحرب وحتى إغلاقه في مايو الماضي.
وقامت قوات الاحتلال التي لا تزال تحتل الشريط الحدودي الفاصل بين غزة ومصر والمعروف باسم “محور فيلادلفيا” بالانسحاب من محيط المعبر.
ووفق اتفاق التهدئة، فإنه من المقرر أن يخرج يوميا عشرات المصابين والمرضى، حيث قدرت أعداد من هم بحاجة للعلاج خارج غزة بأكثر من 12 ألف مريض، بينهم أعداد كبيرة من المصابين، الذين سقطوا خلال فترة الحرب.
ولم تكن سلطات الاحتلال تسمج سوى لعدد قليل جدا من مصابي ومرضى غزة، بالسفر من خلال آلية دولية خلال فترة إغلاق المعبر، على خلاف فترة ما قبل الإغلاق التي غادر فيها أعداد كبيرة من المصابين والمرضى، لا زال الكثيرون منهم يتلقون علاجا في مشافي مصرية وعربية وأجنبية.