تجربة صاروخ اعتراض إسرائيلي تودي بحياة الشاب ميخائيل سمارة من كفرياسيف

الخميس 30 يناير 2025 01:39 ص / بتوقيت القدس +2GMT
 تجربة صاروخ اعتراض إسرائيلي تودي بحياة الشاب ميخائيل سمارة من كفرياسيف



القدس المحتلة/سما/

كشف تقرير صحافي أن الشاب ميخائيل سمارة من بلدة كفر ياسيف (27 عامًا)، استشهد من جراء إصابته بصاروخ اعتراض أطلقه الجيش الإسرائيلي أثناء تجربة عملياتية أولى لمنظومة "سبايدر" الدفاعية، التي أُدخلت للخدمة على عجل دون استكمال إجراءات الفحص والاختبار المعتادة.

ورغم مرور نحو خمسة أشهر على الحادث، امتنعت الجهات الرسمية في إسرائيل عن إبلاغ عائلة سمارة بأي تفاصيل حول ما جرى، ولم تتواصل معهم أي جهة عسكرية أو حكومية لتوضيح الملابسات، ولم تقدم أي تفسير لأسباب سقوط الصاروخ، الذي يعكس استهتارًا واضحًا بحياة المواطنين العرب.

وفي التفاصيل جاء أنه 6 آب/ أغسطس 2024، خلال المواجهات مع حزب الله وقبل أن تصعد إسرائيل عدوانها على لبنان، سقط صاروخ اعتراضي أطلقه سلاح الجو الإسرائيلي على شارع رقم 4 بالقرب من نهريا، أثناء محاولة لاعتراض طائرة مسيّرة تابعة لحزب الله. أدى ذلك إلى إصابة ميخائيل سمارة بجروح خطيرة، توفي على إثرها بعد ثلاثة أيام في المستشفى، كما أُصيب في الحادث 20 شخصًا آخرين.


وأفادت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11")، مساء الأربعاء، بأن الصاروخ الذي سقط على شارع رقم 4 وأصاب سمارة الذي يقود مركبته في المنطقة، يعود إلى نظام دفاع جوي تجريبي يُعرف باسم "سبايدر"، وهو من إنتاج شركة "رفائيل" للصناعات العسكرية. وقد تم إدخال هذه المنظومة إلى الخدمة في سلاح الجو الإسرائيلي قبل أيام من الحادث، لتعمل إلى جانب نظامي "القبة الحديدية" و"مقلاع داود".

ولفت التقرير إلى أنه تمت المصادقة على تشغيل نظام "سبايدر" في محاولة من سلاح الجو للتعامل مع تهديد الطائرات المسيّرة التابعة لحزب الله. وبسبب "الحاجة الملحّة"، تم تسريع عملية إدخالها للخدمة، متجاوزةً الإجراءات والبروتوكولات المعتادة في الفترات الاعتيادية. وخلال الحادث الذي أدى إلى استشهاد سمارة، أخطأ الصاروخ الاعتراضي من طراز "بيتون 5" هدفه (المسيّرة) وأصاب الطريق بدلاً منها.

وتبيّن أنه قبل ثمانية أشهر من الحادث، أجرت "رفائيل" اختبارًا ناجحًا لنظام "سبايدر" المطوّر (All in One)، حيث تمكّن من اعتراض طائرة مسيّرة مستهدفة، على إثر ذلك، مارست الشركة ضغوطًا على الجيش الإسرائيلي لإدخال المنظومة إلى الخدمة، من أجل اكتساب خبرة عملياتية ميدانية، بحسب ما نقلت التقرير عن مصادر في الصناعة العسكرية الإسرائيلية.

ورغم مرور خمسة أشهر على الحادث، لم تتلقَّ عائلة سمارة أي معلومات رسمية من السلطات الإسرائيلية حول ما جرى. كما أن الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو لم يرسلا أي ممثلين لشرح ملابسات الحادث للعائلة.

وقبل استشهاده، كان سمارة، يعيش في السنوات الأخيرة في سلوفاكيا، بلد والدته، حيث كان يواصل دراسته لنيل درجة الدكتوراه في الكيمياء. وخلال الحرب، عاد إلى البلاد لزيارة عائلته وأصدقائه، لكن حياته انتهت بسبب الصاروخ الإسرائيلي الذي أخطأ هدفه.


وفي ردّه على التقرير، قال الجيش الإسرائيلي إنه "عمل خلال الحرب على تعزيز قدراته في مواجهة تهديد المسيّرات الانتحارية متعددة الجبهات، وتم توسيع الموارد المخصصة لذلك. قبل الحرب، لم يتم إدخال منظومة سبايدر إلى الخدمة بسبب أولوية أنظمة اعتراض أخرى وفقًا للموارد المتاحة".

وأضاف أنه "خلال القتال، تقرر اعتماد المنظومة بما يتناسب مع الحاجة العملياتية العاجلة، وبعد تقييم عسكري ومهني. وقد تمت عملية الإدخال بشكل منظّم وبمصادقة جميع الجهات المعنية. التحقيق في الحادث على شارع 4 أدّى إلى تطبيق فوري للدروس المستخلصة، مع الاستمرار في تشغيل المنظومة ضمن الدفاعات الجوية لحماية المدنيين من التهديدات المتصاعدة".

بدورها، قالت شركة "رفائيل" إنها "تُعدّ ركيزة أساسية في الدفاع عن إسرائيل ضد عشرات الآلاف من التهديدات، وقد زوّدت وزارة الأمن بأنظمة القبة الحديدية، مقلاع داود، ومنظومة سبايدر. الأنظمة التي طوّرتها الشركة أنقذت حياة العديد من الإسرائيليين، وهي من الأفضل والأكثر كفاءة في العالم".

وأضافت أنه "خلال الحرب، عملت رفائيل بشكل وثيق مع المؤسسة الأمنية، واستجابت للاحتياجات التي حددتها القيادة العسكرية. الجيش هو الذي يحدد الأولويات، يستوعب الأنظمة، ويشغّل الحلول المقدّمة، بينما يتم تنفيذ التحقيقات العملياتية وفقًا لتقديراته".

وأضاف البيان "الانطباع الذي تتركه الأسئلة الموجهة إلينا هو أن رفائيل متهمة باستغلال الحرب لاكتساب خبرة تشغيلية. نحن نرفض هذه الادعاءات جملةً وتفصيلًا، خصوصًا بعد فترة كانت فيها رفائيل تعمل ليلًا ونهارًا لصالح أمن إسرائيل ومواطنيها، دون أي اعتبار آخر سوى حماية الدولة".

عرب48