مساعي ترمب لتهجير الفلسطينيين خطة إسرائيلية قديمة..

الأربعاء 29 يناير 2025 06:48 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مساعي ترمب لتهجير الفلسطينيين خطة إسرائيلية قديمة..



القدس المحتلة/سما/

 الانشغال الجارف في العالم العربي بتصريحات الرئيس دونالد ترمب حول ترحيل فلسطينيي غزة إلى الأردن ومصر، ولاحقاً الترويج لألبانيا وإندونيسيا، ينشغل الإسرائيليون في مدى جدية الطرح وهل هو بالون اختبار يتعرف بواسطته على ردود الفعل، أم أنه خطة عمل قرر دحرجتها في الشارع الشرق أوسطي.

وتتابع وسائل الإعلام العبرية بدقة تفاصيل الاقتراح وكيف وأين تبلور. ولأن اليمين المتطرف تحمس بشكل زائد للفكرة، وراح قادته ينافسون على تبنيها وترجمتها إلى برنامج عمل، بدأت تتكشف خيوط الفكرة وأساساتها.

المراسل السياسي لـ«القناة 12» الإسرائيلية، عميت سيجال، وهو يميني مقرب من نتنياهو، قال إن اقتراح ترمب «لم يكن مجرد زلة لسان بل هو جزء من مخطط مدروس يجري التداول به بجدية في البيت الأبيض ووزارة الخارجية في واشنطن». وأضاف: «نتنياهو، وغيره من المسؤولين في اليمين رفيعي المستوى أكدوا علمهم بهذه الأفكار وقالوا إن (الحديث يجري عن خطة واسعة النطاق تتحدث عن نقل مؤقت أو دائم إلى الأردن ومصر ودول إسلامية عدة)».

وثيقتان سابقتان

لكن الأهم، هو أن هذه الخطة ليست أميركية بل إسرائيلية بحتة، سبق أن تم تداولها منذ شهر أكتوبر 2023، ففي حينه جرى كشفها في وثيقتين (نشرتهما الشرق الأوسط حينها)؛ الأولى: أعدتها في وزارة الاستخبارات الإسرائيلية ونُشرت على ورق رسمي للوزارة، والثانية: صاغها معهد أبحاث أقامه مئير بن شبات، البروفيسور الذي كان مبعوثاً خاصاً لنتنياهو إلى الدول العربية، والمكلف بملف «اتفاقيات إبراهيم»، ويعد من أصحاب عقيدة اليمين الآيديولوجية، والوثيقتان تحدثتا عن ترحيل أهل غزة إلى مصر.

واستعرضت وثيقة بن شبات الأوضاع التفصيلية الاقتصادية في مصر، وزعم أن «عدداً هائلاً» من الوحدات السكنية «فارغة»، ويمكن منحها للفلسطينيين مقابل مبالغ تُدْفَع لهم تعويضاً عن بيوتهم التي سيهجرونها في فلسطين، وبذلك ينتعش الاقتصاد المصري، ولمَّح إلى ترحيل أيضاً لأماكن أخرى.

وأدركت مصر والأردن الخطر، وحدث اصطفاف عربي لمنع المخطط، ومورست ضغوط على الإدارة الأميركية، بقيادة جو بايدن، في حينه، فتدخلت وأعلنت رفضها للمخطط، وهكذا وُضِعَ جانباً.

ترويج جديد

ويبدو الآن أن اليمين الاستيطاني العقائدي الذي يقوده وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش مع قادة المستوطنات وأولئك الذين وضعوا المخطط، لم ينسوا الخطة، بل راحوا يعملون بشكل حثيث على ترويج الفكرة، من خلال المحاضرات في أمريكا وأوروبا وإسرائيل، واللقاءات مع طاقم ترمب، قبل وبعد الفوز بالحكم.

وأضاف تيار اليمين دراسات جديدة عن الوضع الاقتصادي في ألبانيا وإندونيسيا والبوسنة والهرسك وإمكاناتها لاستيعاب مهاجرين فلسطينيين.

وحرص المستوطنون اليهود على طرح الموضوع بلغة إيجابية، تُظْهِرهم كأنهم متعاطفون مع الفلسطينيين «الذين يعدون عمالاً مهنيين قديرين جداً ومتعلمين جيداً، ولكنهم باتوا الآن فقراء ومُعْوِزين لسنين طويلة في غزة، وخير ما نفعله لهم هو استيعابهم في مناطق إنتاجية راقية في العالم».

مستوطنون يرقصون في مؤتمر يدعو إلى إعادة إنشاء المستوطنات اليهودية في غزة أكتوبر الماضي (تايمز أوف إسرائيل)

ويعتقد ذلك التيار أن ترمب اشترى الفكرة، وقرر جس نبض الشارع الفلسطيني والعربي والإسلامي والأميركي الغربي إزاءها، فرمى الفكرة خلال لقائه مع صحافيين في الطائرة الرئاسية، السبت الماضي، وأشعل ردود الفعل.

ترمب متأثر

من يتعمق في تصريحات ترمب يجد فيها آثاراً واضحة للدراسات الإسرائيلية، فقد استخدم كلمة «تطهير المنطقة»، وقال: «نتحدث على الأرجح عن مليون ونصف المليون شخص. ونحن بكل بساطة نطهر المنطقة بالكامل».

وعن تاريخ غزة والصراعات التي تعرضت لها قال: «كما تعلمون، على مر القرون، شهدت هذه المنطقة نزاعات كثيرة. لا أعرف ولكن يجب أن يحصل أمر ما»، ثم أضاف: «يمكن أن يكون النقل مؤقتاً أو طويل الأجل».

والدراسات الإسرائيلية كانت تتحدث عن «تطهير» من الفلسطينيين، وتسوية المباني بالأرض وبناء عمارات ومنتجعات تكون امتداداً لتلك الموجودة في تل أبيب ويافا وأسدود.

وكشف بتسلئيل سموتريتش أنه يعمل على خطة وضعها مع رئيس الحكومة والكابينيت، لتنفيذ رؤية ترمب، وقال الصحافي سيجال إن نتنياهو سيطرح الموضوع على ترمب عندما يلتقيه قريباً في البيت الأبيض.