قالت حركة حماس إن وفدا من قادتها برئاسة محمد درويش رئيس المجلس القيادي التقى مع رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد، حيث جرى “بحث معمق حول مجريات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي تم بوساطة مصرية قطرية”.
وبحسب بيان للحركة، اليوم الثلاثاء، فإن الوفد ضم المجلس القيادي للحركة ووفد التفاوض، وهم خالد مشعل وخليل الحية وزاهر جبارين ونزار عوض الله ومحمد نصر وغازي حمد.
وقال البيان إن الوفد عبر عن “تقديره وشكره لدور الإخوة الأشقاء في جمهورية مصر العربية الشقيقة وجهودهم الجارية في إدخال المساعدات واحتياجات شعبنا والتخفيف من معاناته، مشيدا بالموقف المصري الثابت برفض تهجير الشعب الفلسطيني”.
كما بحث الوفد آليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والخروقات التي تمت وضرورة التزام الاحتلال بكل ما تم التوافق عليه “بدون تسويف أو تعطيل”.
أيضا، تم استعراض الجهود المبذولة في إطار “ترتيب البيت الفلسطيني والخيارات المطروحة، وخاصة تشكيل حكومة توافق وطني أو الذهاب نحو تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي، بحسب البيان.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار مع الاحتلال ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة.
قيادة حماس تبحث إطار المرحلة الثانية للتهدئة في مصر.. ومصدر فلسطيني: المفاوضات لن تكون سهلة
شرعت قيادة حركة حماس في إجراء لقاءات مع المسؤولين المصريين، تضمن البحث في إطار المرحلة الثانية لاتفاق وقف إطلاق النار، وتنفيذ باقي بنود المرحلة الأولى، خاصة بعد إعاقة إسرائيل تطبيق بعض البنود لعدة أيام.
نقاش الاتفاق القادم
وللمرة الأولى وصل إلى العاصمة المصرية القاهرة، وفد المجلس القيادي لحركة حماس كاملا منذ اختياره، بقيادة محمد درويش رئيس مجلس الشورى، إلى جانب كل من خليل الحية رئيس حماس في غزة، وخالد مشعل رئيس الحركة في الخارج، وزاهر جبارين رئيس الحركة في الضفة، إلى جانب أعضاء وفد الحركة المفاوض بخصوص التهدئة.
وبدأ وفد الحركة بعد تنظيم فعالية استقبال جرى فيها تكريم الأسرى المحررين الذين وصلوا مصر السبت الماضي، ضمن العملية الثانية للتبادل، في عقد اجتماعات مع مسؤولي الفصائل الفلسطينية التي حضرت إلى القاهرة، وهي الجهاد الإسلامي ممثلة بأمينها العام زياد النخالة، والجبهة الشعبية التي يمثلها نائب الأمين العام جميل مزهر.
وعلى طاولة النقاش، جرى بحث الملفات الخاصة بكيفية تطبيق بنود اتفاق التهدئة بمرحلته الأولى في قطاع غزة، والمطلوب فلسطينيا في المرحلة الثانية من الصفقة، والتي سيجري التوافق على خطوطها الرئيسية بين حماس والفصائل، لحملها إلى الوسطاء، خاصة وأن هذه المرحلة تعد أكثر حساسية من المرحلة الأولى، وفيها سيجري تثبيت وقف إطلاق النار، وانسحابات إسرائيلية أكثر من قطاع غزة، وتنفيذ عمليات تبادل تشمل كبار الأسرى وآخرين من المحكومين بالمؤبدات.
تضع الفصائل الفلسطينية التي تأسر إسرائيليين في غزة، أسماء أسرى كبار، ضمن المرحلة الثانية للتبادل، وتشمل مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وأحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية
وتضع الفصائل الفلسطينية التي تأسر إسرائيليين في غزة، أسماء أسرى كبار، ضمن المرحلة الثانية للتبادل، وتشمل مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وأحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية، وقيادات كبيرة من حماس والجناح العسكري منهم عبد الله البرغوثي وعباس السيد وإبراهيم حامد وحسن سلامة.
وحسب المعلومات المتوفرة بدأ وفد الحركة بعقد لقاءات مع المسؤولين المصريين عن ملف الوساطة يوم الثلاثاء، تشمل بحث تفاصيل الخطة الرامية لتثبيت وقف إطلاق النار، ونقل وجهة نظر الحركة حيال هذه النقطة، على أن يبدأ وفد الحركة المفاوض بعد ذلك، وفقا للجدول المتفق عليه، بالدخول في جولة مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال عن طريق الوسطاء.
مفاوضات صعبة
ويؤكد مسؤول في أحد التنظيمات الفلسطينية التي التقت حماس، أن هناك إصرارا من الوسطاء على إنجاح جولات الحوار القادمة، وأن هذا الأمر تيقنوا منه بعد اللقاءات الأخيرة التي جرت في الدوحة والقاهرة، لكنه توقع ألا تكون المفاوضات سهلة، بسبب كثرة التفاصيل الميدانية الخاصة بالاتفاق، وبما تشمل من نقاط خصوصا الانسحاب من القطاع، وبالأخص من محوري “نتساريم وفيلادلفيا”.
وذكر المسؤول لـ”القدس العربي” أنه سيجري الطلب من الوسطاء، إيجاد آلية مراقبة للتواجد الإسرائيلي في قطاع غزة، وبشكل يضمن عدم قيام جيش الاحتلال بأي توسعة للنقاط المقامة على طول الحدود “المنطقة العازلة”، أو تنفيذ أي هجمات جديدة ضد القطاع، في المراحل اللاحقة.
وأعلنت الحركة في بيانها أن قيادتها ستلتقي بالقيادة المصرية، لبحث تطورات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بمراحله الثلاث.
تهديد إسرائيلي
وتأتي هذه التحركات، في الوقت الذي يتوعد فيه وزراء متطرفون في حكومة بنيامين نتنياهو بالعودة إلى الحرب، بعد انتهاء المرحلة الأولى، والتي تمتد لـ 42 يوما.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش قوله “إسرائيل ستعود للحرب على قطاع غزة بعد المرحلة الأولى من الصفقة”، بدعوى “تحقيق الأهداف والحسم العسكري ضد حركة حماس”.
وأشار إلى أنه سيعد خطة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تهدف إلى تشجيع هجرة سكان قطاع غزة، وزعم “على المدى الطويل، تشجيع الهجرة هو الحل الوحيد الذي سيجلب السلام والأمن إلى إسرائيل ويخفف أيضًا من معاناة سكان غزة”.
وقد تبنى الوزير المتطرف المستقبل ايتمار بن غفير ذات الأفكار، ودعا لتهجير سكان قطاع غزة، وقال “إن تشجيع الهجرة هو الشيء الوحيد الذي سيجلب الحل، والراحة والسكينة لإسرائيل وأيضًا لسكان غزة”.