شيخ الأزهر: الفلسطينيون لم يقترفوا ذنبا إلا التشبث بأرضهم ‏

السبت 04 يناير 2025 03:41 م / بتوقيت القدس +2GMT
شيخ الأزهر: الفلسطينيون لم يقترفوا ذنبا إلا التشبث بأرضهم ‏



القاهرة/سما/

جدد شيخ الأزهر أحمد الطيب المطالبة بوقف العدوان الذي يتعرض له ‏الأبرياء في غزة منذ أكثر من 15 شهرا.

وقال الطيب، خلال زيارته البابا تواضروس للتهنئة بعيد الميلاد، إنه يجب "تسخير هذه المناسبات للمطالبة بوقف المأساة والعدوان الذي يتعرض له إخواننا ‏الأبرياء في غزة"، متابعا: "لا يمكن أن نفرح وإخواننا لا يطعمون ‏الطعام ولا يشربون الشراب، وإنما يطعمون الموت ويتذوقون مرارة الفقد، ويعانون إبادة جماعية وتطهيرا ‏عرقيا في ظل صمت وخزي لم يسبق لهما مثيل".

وأشار الطيب، إلى أن منع وصول المساعدات الإنسانية ‏في ظل المطر الشديد والظروف المناخية الصعبة هو سلوك معاد للإنسانية، متسائلا: "لماذا هذه ‏القسوة المدعومة بهيئات عالمية صورت نفسها بأنها وجدت لحفظ السلام وحقن دماء الأبرياء؟".

وواصل: "الواقع ‏كشف عن ضعف هذه الهيئات وعدم قدرتها على اتخاذ موقف جاد لوقف شلالات دماء الأبرياء من الأطفال ‏والنساء، الذين لم يقترفوا ذنبا إلا أنهم حاولوا التشبث بأرضهم والبقاء فيها". ‏

وهنأ الطيب، الذي زار الكاتدرائية على رأس وفد رفيع المستوى، البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بأعياد الميلاد،وقال: "جئنا هنا لنجدد حبل المودة والصداقة والتآلف والتعارف، ولنعبر عما في ‏قلوبنا من مودة وأخوة".

وأضاف الطيب: "جئنا مدفوعين بما تعلمناه في القرآن الكريم ومن سنة نبينا، من تكريم للتوراة ‏والإنجيل وللمسيح عيسى ابن مريم، وما ‏تربينا عليه في الأزهر وتأسس في وجداننا من ثناء القرآن الكريم ورسول الإنسانية والسلام على المسيح عيسى ابن مريم".

من جانبه، رحب البابا تواضروس بشيخ الأزهر والوفد المرافق له، مؤكدا أن هذه الزيارة تعكس الروح ‏الأخوية التي تجمع المصريين مسيحيين ومسلمين، متمنيا أن تأتي الأعوام القادمة على العالم أجمع بالخير ‏والسلام والاستقرار.

وقال البابا إنه تربطهبالطيب "محبة ومشاعر طيبة"، ويتبادلان الأحاديث والنقاشات حول مختلف القضايا، "وهو ما يكشف قدر الوحدة والأخوة الموجودة ‏على أرض مصر"، مضيفا أن "الدعوات دائمة من أجل استمرار هذه اللحمة الوطنية القوية ونموها". ‏

وأكد البابا تواضروس أنه لا يمكن صناعة السلام والقلوب مملوءة بالخطايا والشر وفي ظل غياب ‏الإخلاص والأمانة، لافتا إلى أن عملية صناعة السلام هي صناعة ثقيلة ونحن مأمورون بها في تعاليمنا ‏الدينية.

وأكد دور علماء الدين ورجالاته في حفظ إنسانية الإنسان وسعادته وفقا للتعاليم الدينية وتوجيه ‏سلوكه ليكون فاعلا أساسيا في صناعة هذا الكون وتسخيره فيما ارتضاه الخالق، ومجابهة الاتجاه السائد ‏لإنكار الخالق وارتفاع نبرات الإلحاد والقتل والصراعات وما نعانيه من شر ينزع إنسانية الإنسان، وهو ما ‏أدى إلى زيادة حدة الصراعات والعنف في العالم.