خصّصت إسرائيل 150 مليون دولار إضافية لميزانيتها لعام 2025 وفقاً للكنيست، وذلك لإعادة تشكيل الدعاية الإسرائيلية للرأي العام العالمي بشأن إبادتها الجارية في غزة، التي خلّفت حتى اليوم الأربعاء 45 ألفاً و553 شهيداً، و108 آلاف و379 مصاباً، وأزيد من 11 ألف فلسطيني، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، ووسط تجاهل إسرائيلي لمذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
زيادة بـ20 ضعفاً
تمثّل الميزانية الجديدة زيادة بمقدار 20 ضعفاً عن السنوات السابقة، وتهدف إلى تعزيز الدعاية الإسرائيلية المعروفة بالعبرية باسم "هسبراه"، وهو مصطلح يشير إلى جهود إسرائيل لشرح وتبرير سياساتها، والتحكم في الروايات المحيطة بأفعالها، بهدف تصوير النضال الفلسطينيّ "إرهاباً" "لاسامياً" و"نازياً" يهدف إلى القضاء على اليهود، وتعزيز الإسلاموفوبيا في الدول الأوروبيّة لصبغ النضال الفلسطينيّ بصبغة دمويّة لا تختلف عن "داعش"، لقطع الطريق أمام أيّ تعاطف أو مناصرة للقضيّة الفلسطينيّة، وتبرير جرائم الإبادة في غزة.
وفي تعليقه على الزيادة، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر: "لم تتلقّ جهود الدعاية الإسرائيلية وحرب الوعي لعقود من الزمان الموارد والأدوات الحاسمة والمنقذة للحياة التي تتطلبها" بحسب ادعاءاته التي تناست ملايين الدولارات المصروفة سنوياً في جماعات الضغط على السياسات والإعلام لصالح الدعاية الإسرائيلية. وتابع: "أنا مصمم على إحداث تغيير. إن كل شيكل مخصص لهذه القضية هو استثمار وليس نفقات، وسيعزز إسرائيل ومكانتها في العالم".
الدعاية الإسرائيلية تعاني وعي الشباب
بدعم من المنظمات الصهيونية الأميركية، تهدف الميزانية الموسعة إلى التأثير في منصات مختلفة واستهدافها، بما في ذلك الجامعات الأميركية، التي شهدت انتفاضة غير مسبوقة تضامناً مع الفلسطينيين وانتقاداً للاحتلال وكل العلاقات معه. وتستهدف الميزانية طبعاً وسائل الإعلام، التي ما انفكّت تبرّر جرائم الاحتلال أو تتستّر عليها منذ عقود، بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، المصدر الرئيسي للأخبار بالنسبة إلى الجيل الشاب.
وبينما تُحكِم جماعات الضغط سيطرتها على كل منافذ الأخبار والصور والمشاهد التي يمكن أن تفضح جرائمها، تتسلّل هذه الأخيرة على أية حال متسبّبة في أضرار غير مسبوقة لصورة إسرائيل التي بذلت الجهود لعقود لتلميعها. في أميركا وجد استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث أن 46 في المائة من الأميركيين الذين تراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً يرون أن "رد إسرائيل على هجوم 7 أكتوبر" والحرب على غزة غير مقبولين، بينما قال 21 في المائة فقط منهم إنهما مقبولان، وأجاب الباقون بأنهم غير متأكدين. وفي أستراليا وجد استطلاع أجرته مؤسسة يوغوف أن 81 في المائة من الأستراليين يؤيدون وقف إطلاق النار في غزة، والأغلبية (53 في المائة) تؤيد اتخاذ الحكومة الأسترالية المزيد من الإجراءات لتحقيق هذا الهدف.