تحيّة لأنصار الله في اليمن”.. إخوان الأردن : تظاهرات مع “الطوفان” وتأييد ثوار سورية عن بُعد..

السبت 28 ديسمبر 2024 02:18 م / بتوقيت القدس +2GMT
تحيّة لأنصار الله في اليمن”.. إخوان الأردن : تظاهرات مع “الطوفان” وتأييد ثوار سورية عن بُعد..



عمان / وكالات /

رغم أن قادة الحركة الإسلامية الأردنية يساجلون ويناقشون على منصات التواصل الاجتماعي بعناوين مرتبطة بالرد على كل من يؤيد النظام السوري السابق إلا أن الحركة الإسلامية وهي تشرف على فعاليات شعبية حاشدة بعد صلاة ظهر أمس الجمعة تجنبت تماما رفع لافتات تؤيد الثورة السورية.
كما تجنّبت إطلاق هتافات مرتبطة بالمشهد السوري الأمر الذي يعكس رغبة من جماعة الإخوان المسلمين بصورة حصرية في تجاوز أي خلافات أو استقطابات حادة يمكن أن يُثيرها تحويل تأييد الثورة السورية العلني عمليا في بيانات رسمية إلى الشارع.
 واضح تماما في السياق أن الإسلاميين الأردنيين لا يرغبون بالتأسيس لحالة شعبية في الشارع الأردني تُناصر الثورة السورية أو تتحدّث ضد النظام السوري السابق على حساب معركة طوفان الأقصى التي لا تزال تحظى بالأولوية.
مثل هذا المضمون تم إبلاغه للسلطات الأردنية برسالة خاصة من قبل قياديين في الحركة الإسلامية.

والهدف من هذا التأطير إظهار أن معركة الدفاع عن الاردن عبر التضامن مع أهل قطاع غزة والبقاء في حالة مناصرة لمعركة طوفان الأقصى هو الأساس الجوهري بالنسبة للتيار الإسلامي الأردني في هذه المرحلة وليس التغيير الذي حصل في سوريا المجاورة والذي يمكن تأييده بنعومة وفقط عن بعد بعيدا عن شرعية الشارع.
 ويُحيك الإسلاميون بذكاء ومهارة موقفهم من المشهد السوري فيُشاركون بقدرٍ من التحفّظ إلى حد ما بمعنى أنهم يقدمون دليلا على برمجية شعبوية تقرر مسبقا بأن مسألة مناصرة الثورة السورية وإن كانت متاحة في هذه المرحلة ووسط الكثير من الشكوك لن يقرر التيار الإسلامي إسقاطها عبر  الحراكات الشعبية.
 والقرار التنظيمي واضح هنا أن تنحصر الحراكات الشعبية قدر الإمكان في مناصرة أهل غزة والمقاومة الفلسطينية.
من هنا لفت النظر أن ثلاث فعاليات جماهيرية في ثلاثة مدن اردنية ظهر الجمعة نظمت بدون رفع  لافتات لها علاقة بسورية ولا ترديد هتافات تناصر  ثوار دمشق الجدد الذين يحكمونها الآن، الأمر الذي أثار الحيرة والغموض بالنسبة لبعض الأوساط المحلية لكنه يؤسس لجملة تكتيكية مقصودة وعميقة من جهة مطبخ الحركة الاسلامية الاردنية قوامها ترك هامش إضافي للدولة الأردنية لكي تقرر ما تراه مناسبا بشأن المسألة السورية.
 والاكتفاء في دعم وإسناد التغيير في سوريا بالجملة التي رددها نواب حزب جبهة العمل الاسلامي تحت قبة البرلمان وهم يطالبون حكومة بلادهم بدعم وإسناد ثورة الشعب السوري.
دون ذلك لا بيانات رسمية تصدر عن الحركة الإسلامية لمناصرة الثورة السورية ولا هتافات ولا لافتات في الشارع وتظاهرات الشارع للمرة الثالثة أو للأسبوع الثالث على التوالي محصورة على الأرجح في  التأكيد على دعم المقاومة الفلسطينية والبقاء في دائرة التركيز علي معركة طوفان الأقصى ضمن تراتبية تفاعلية مرجح أن لها علاقة بسعي الحركة الاسلامية للبقاء في حالة تضامنية شعبية بالأردن لتفكيك الحصار العربي والسياسي عن حركة حماس رأس الحربة في العمليات المقاومة في غزة ضد الاحتلال الاسرائيلي.
 لذلك نظمت المسيرات يوم أمس الجمعة تحت شعار البقاء في معركة التضامن مع طوفان الأقصى.
وكلمة الأقصى هنا ضرورية لجذب واستقطاب شرائح إضافية في المجتمع خلافا لأن التظاهرات الثلاثة نظمت في الوقت نفسه تحت لافتة توجيه التحية لجماعة أنصار الله التي تُناصر أهل غزة والمقاومة في اليمن وإظهار الامتنان باسم الشعب الأردني للدور الذي تلعبه اليمن في مناصرة القضية الفلسطينية خصوصا وأنها تتحمل اليوم العبء الناتج عن هذا التضامن لا بل تُعتبر الطرف الوحيد المتحرك ضمن محور المقاومة في بؤرة وعمق مشهد معركة طوفان الأقصى.