أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس أن الإطاحة في دمشق بحليفه الوثيق الرئيس بشار الأسد ليس “هزيمة” لموسكو، معتبرا أن الجيش الروسي الموجود في سوريا منذ عام 2015 “حقق هدفه”.
وقال خلال مؤتمره الصحافي السنوي الكبير “ثمة من يحاول تصوير ما حدث في سوريا على أنه هزيمة لروسيا. أؤكد لكم أن الأمر ليس كذلك”.
واضاف “لقد جئنا إلى سوريا قبل عشر سنوات لمنع إنشاء جيب إرهابي فيها، كما في أفغانستان. وبصورة عامة، حققنا هدفنا”.
كما أكد الرئيس الروسي أنه لم يلتق الرئيس الأسد منذ لجوئه إلى روسيا بعد الإطاحة به في مطلع كانون الأول/ديسمبر الجاري، لكنه قال إنه “عازم” على مقابلته.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير إن بلاده لم تفشل حين تدخلت في سوريا قبل تسع سنوات لكنه عبر عن مخاوفه إزاء العمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل هناك منذ الإطاحة بحليفه بشار الأسد.
وفي رده على أسئلة متعددة عن سوريا في مؤتمر صحفي سنوي، ذكر بوتين أن روسيا قدمت اقتراحات للحكام الجدد في دمشق بشأن إبقاء القاعدتين العسكريتين هناك.
وفي أول تصريح علني منه عن هذه المسألة، قال بوتين إنه لم يلتق بعد بالرئيس السوري المخلوع بشار الأسد لكنه يعتزم مقابلته. واضطر الأسد للفرار إلى موسكو هذا الشهر بعد تقدم قوات من المعارضة المسلحة وسيطرتها على دمشق.
وقلل بوتين من حجم الضرر الذي لحق بروسيا نتيجة سقوط الأسد، قائلا إن تدخل روسيا العسكري في سوريا منذ 2015 ساعد في منع البلاد من أن تصبح “جيبا إرهابيا”.
وأضاف أن إسرائيل هي “المستفيد الرئيسي” من الوضع الحالي.
وبعد سقوط الأسد، حركت إسرائيل قواتها إلى داخل المنطقة العازلة على الجانب السوري من الخط الفاصل مع هضبة الجولان المحتلة وشنت مئات الغارات الجوية لتدمير أسلحة وعتاد الجيش السوري.
وأضاف بوتين “تندد روسيا بالاستيلاء على أي أراض سورية. هذا واضح”. وذكر أن إسرائيل توغلت إلى عمق 25 كيلومترا داخل الأراضي السورية ووصلت إلى تحصينات أقامها الاتحاد السوفييتي السابق لسوريا.
وعبر عن أمل روسيا في أن تغادر إسرائيل الأراضي السورية في مرحلة ما، لكنه قال “لدي انطباع بأنهم لن يكتفوا بعدم المغادرة بل سيعززون وجودهم هناك أيضا”.
وأضاف أن تركيا تتدخل أيضا في سوريا لتحقيق مصالحها الأمنية الخاصة فيما يتعلق بالمسلحين الأكراد الذين تعتبرهم إرهابيين.
وقال بوتين “ندرك جميعا ذلك. ستكون هناك مشكلات عدة. لكننا في صف القانون الدولي وسيادة كل الدول واحترام سلامة أراضيها، أي سوريا”.
وتابع قائلا إن معظم من تواصلت معهم روسيا في سوريا بشأن مستقبل قاعدتيها العسكريتين الرئيسيتين هناك يدعمون بقاءهما، لكن المحادثات جارية.
وذكر أن روسيا أبلغت دولا أخرى أيضا بأنها تستطيع استخدام قاعدتيها الجوية والبحرية لإيصال مساعدات إنسانية لسوريا. وأشار إلى أن بلاده أجلت أربعة آلاف مقاتل إيراني من سوريا عبر قاعدة حميميم الجوية في سوريا.
وردا على سؤال عن مصير الصحفي الأمريكي أوستن تايس المفقود في سوريا، قال بوتين إنه سيسأل الأسد عن مصيره ومستعد أيضا لسؤال حكام سوريا الجدد عن مكانه.