موجة التحريض الإسرائيلي تتصاعد: لحملة عسكرية شاملة على اليمن

الجمعة 13 ديسمبر 2024 10:56 ص / بتوقيت القدس +2GMT
موجة التحريض الإسرائيلي تتصاعد: لحملة عسكرية شاملة على اليمن



صنعاء/ وكالات/

على رغم تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية على صنعاء، واصلت جبهة الإسناد اليمنية لقطاع غزة، أمس، تنفيذ هجمات في عمق الكيان الإسرائيلي. وذكر جيش الاحتلال أن طائرة مُسيّرة أُطلقت من الشرق في اتجاه جنوب تل أبيب، معلناً في بيان أن دفاعاته «تمكّنت من اعتراضها»، وأنه جرى تفعيل صفارات الإنذار، في حين قالت إذاعة الجيش إن المُسيّرة أُطلقت من اليمن، مشيرة إلى أن مسارها كان مشابهاً لنظيرتها التي ضربت مبنى في مدينة يفنه، جنوب تل أبيب، قبل أيام.
وفي الوقت الذي تفيد فيه مصادر يمنية بأن العملية الأخيرة هي الرابعة منذ مطلع الأسبوع الجاري، تقول وسائل إعلام إسرائيلية إنها السابعة في الفترة نفسها، موضحة أن القوات اليمنية هاجمت الكيان بصواريخ فرط صوتية بداية الأسبوع الحالي، في عملية لم يتم الإعلان عنها. وكانت صنعاء أعلنت، الثلاثاء الماضي، تنفيذ عمليتين في عمق الكيان الإسرائيلي، ضد هدفين عسكريين في منطقتي تل أبيب وعسقلان، بطائرتين مُسيّرتين.
ويأتي ذلك في وقت تزايد فيه الحديث في الإعلام العبري عن مخاطر هجمات صنعاء، وتنامي قدراتها العسكرية. وفي هذا الإطار، أفردت صحيفة «معاريف» مساحة واسعة للعملية التي استهدفت أشدود منتصف الأسبوع الجاري. وتحت عنوان «رجال اليمن ليسوا خائفين»، أشارت إلى تصميم حركة «أنصار الله» على استهداف إسرائيل. وقالت إن الطائرة المُسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه تمثّل «أحدث مظاهر تصعيد الحوثيين»، مضيفة إليها أيضاً استمرار القوات اليمنية في إطلاق صواريخ أرض - أرض على الكيان، وتنفيذ عمليات بحرية ضد السفن الإسرائيلية والأميركية في مضيق باب المندب.


واعتبرت أن «نشاط الحوثيين لافت للنظر بشكل خاص»، مقرّةً بأن «الهجمات البحرية لقوات صنعاء، ألحقت أضراراً كبيرة بالتجارة الإسرائيلية، ما أدى إلى ركود في ميناء إيلات وتباطؤ في الواردات من شرق آسيا»، مؤكدة فشل محاولات إسرائيل والولايات المتحدة في ردع «أنصار الله»، بل وتسبّبها بتسريع تلك العمليات، ما يعكس عدم تأثّر الحركة بالضربات الإسرائيلية أو الأميركية. وأشارت الصحيفة إلى أن «الحوثيين ليست لديهم أصول استراتيجية تدفعهم إلى التراجع، ما يجعلهم أكثر شراسة واستمرارية في الهجمات»، معتبرة أن هذه العمليات ستتواصل حتى إذا تمّ التوصل إلى وقف لإطلاق نار في قطاع غزة. وعليه، دعت الصحيفة إلى «التفكير في حملة عسكرية طويلة الأمد تهدف إلى إسقاط النظام في صنعاء، بالتعاون مع الولايات المتحدة ودول المنطقة»، معتبرة أن «غياب حملة شاملة من هذا النوع، سيجعل من الصعب جداً وقف الهجمات الصاروخية من اليمن».
من جهة ثانية، أكد قائد «أنصار الله»، عبدالملك الحوثي، أن «الجماعات التي سيطرت على سوريا أمام اختبار حقيقي تجاه العدوان الإسرائيلي وتجاه القضية الفلسطينية»، لافتاً في خطابه الأسبوعي إلى أنه «أمام العدو الإسرائيلي غابت عناوين الوقوف في وجه الظلم والجهاد في سبيل الله والعروبة والأمن القومي العربي، وما نراه هو الصمت والجمود».
وحول مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بشأن محاربة إيران، قال الحوثي إن «ما حدث من العدو بعد سيطرة تلك الجماعات على سوريا شاهد دامغ على أن المسألة ليست من أجل ملاحقة إيران كما يردّد الإسرائيلي»، مضيفاً أن «موقف الجماعات المسلحة التي سيطرت على سوريا معروف في عدائها الشديد لإيران ومع ذلك يستهدف العدو الإسرائيلي سوريا». وتابع: «كم نتمنى أن تواجه الجماعات المسلحة التي سيطرت على سوريا الاجتياح الإسرائيلي ببنادقها ودباباتها وكل القدرات السورية»، واعتبر أن «ذلك كان سيرفع من قدرها ويعزّز دورها وحضورها وهذه مسؤولية».
وذكر الحوثي أن «جيش العدو تقدّم من دون أي مواجهة أو اكتراث بالشعب السوري ولا بالجماعات التي سيطرت على سوريا أو داعميها ومن دون أي مبالاة بالعالم كله»، مشيراً إلى أن «المجرم نتنياهو تحدّث بأن سقوط نظام الأسد يخلق فرصا جديدة ومهمة لإسرائيل، وتمت ترجمة هذه الفرص بالفعل»، وأن المعلومات تقدّر أن «جيش العدو يبعد 25 كيلومتراً عن دمشق وهذا يشهد على حجم التوغّل الإسرائيلي مع احتمال أن يواصل التمدّد والاجتياح». وحذر من «مخطط واسع تنفّذه إسرائيل بدعم أميركي». وأوضح أن «العدو يسعى إلى صنع الفرص لاستغلالها بشكل كبير ضد شعوب أمتنا كلها، بدءاً من محيط فلسطين في الشام ومصر في إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد».