واشنطن بوست: "انتقام ونيران وتدمير.. عام من فيديوهات الجنود الإسرائيليين في غزة"

الثلاثاء 03 ديسمبر 2024 05:34 م / بتوقيت القدس +2GMT
واشنطن بوست: "انتقام ونيران وتدمير.. عام من فيديوهات الجنود الإسرائيليين في غزة"



واشنطن/سما/

 نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تحقيقا مصورا ومشفوعا بلقطات فيديو احتفالية للجنود الإسرائيليين في غزة وبعنوان “انتقام، نيران ودمار: عام من أشرطة فيديو الجنود الإسرائيليين من غزة”، وشارك في إعداده والتحقق من الأشرطة كل من لافدي موريس وسارة كهلان وجوناثان باران ولويزا لافلاك.

 وجاء فيه: “مع انسحاب وحدتهم من شمال غزة في أواخر العام الماضي، أطلق جنود الاحتياط الإسرائيليون من كتيبة النقب 9208 قذائف الدبابات ونيران المدافع الرشاشة على ما كان في السابق منطقة سكنية. ونشر جندي من الوحدة مقطع فيديو للقصف الذي استمر أربع دقائق على فيسبوك. “وداعا”، هذا ما جاء في المنشور، مصحوبا بأربعة رموز تعبيرية لإطلاق النار. وحذر في نظام الاتصالات عبر الفيديو وقبل إعطاء الأمر بالتفجير: من الآن فصاعدا، سيفهم أي شخص يريد العبث معنا أن هذه ستكون النتيجة”.

وتضيف الصحيفة أنه وخلال 14 شهرا منذ إطلاق القوات الإسرائيلية عملية الغزو ضد غزة، أظهرت الصور ولقطات الفيديو المنشورة على منصات التواصل الجنود وفي أكثر من مرة وهم يدمرون بنايات بأكملها، بما في ذلك المنازل والمدارس، فضلا عن نهبها وإحراقها.

وتظهر صور أخرى جنودا إسرائيليين يقفون بجوار جثث القتلى ويدعون إلى إبادة وطرد الفلسطينيين. وما يجمع معظم هذه الصور هو موضوع “الانتقام” من غزة بسبب هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر التي شنتها حماس.

ونشر الجنود الإسرائيليون آلاف الصور ومقاطع الفيديو من ساحة المعركة وسجلوا أفعالهم في الحرب وبثوها على وسائل التواصل الاجتماعي.

وعلى الرغم من أن القوات الإسرائيلية أمرت الجنود بعدم تصوير ونشر مقاطع فيديو “انتقامية”، إلا أنهم لا يزالون ينشرونها. وكانت النتيجة مخزنا من المواد تعطي صورة نادرة ولكنها مقلقة حول تصرف عناصر الجيش الإسرائيلي خلال واحدة من أكثر الحروب دموية وتدميرا في الذاكرة الحديثة.

وقد تحققت “واشنطن بوست” من أكثر من 120 صورة ومقطع فيديو للحرب في غزة نشرت بين ما بين تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وتشرين الأول/أكتوبر 2024، وقد سجل معظمها جنود أو تمت مشاركتها علنا على حساباتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي.

 وتظهر الصور جنودا يفجرون أو يشعلون النار في المباني، وغالبا ما يحتفلون بالتدمير.

 وتظهرهم وهم يحتلون المباني المدمرة ويسخرون من الفلسطينيين ويدعون إلى إعادة المستوطنين إلى غزة. كما أجرت الصحيفة مقابلات مع سبعة جنود حول تجربتهم في غزة، وقامت أيضا بفحص تصريحات القادة العسكريين العلنية.

وتمثل المواد البصرية والشهادات صورة عن الحرب التي ارتكب فيها الجنود أعمالا في ساحات القتل، وفي بعض الأحيان حرق البيوت، حيث قالوا إنهم كانوا يتبعون الأوامر.

 وقال آسا كاشير، الأستاذ الذي ساعد في كتابة مدونة أخلاقيات جيش الدفاع الإسرائيلي، التي تنص على أن الجنود يجب أن يتصرفوا باحترافية وانضباط، والذي شاهد مقاطع فيديو التي أكدت صحتها “واشنطن بوست”: “إنه انهيار ليس فقط للانضباط العسكري، بل إنه انقطاع في فهم ما يلزم لتمثيل الجيش الإسرائيلي وإسرائيل”.

وقد شاركت “واشنطن بوست” مقاطع فيديو تم التحقق منها مع الجيش الإسرائيلي، الذي قال إنه أجرى “حوارات تأديبية” مع بعض الجنود المتورطين بسبب حوادث “انحرفت عن قيم الجيش الإسرائيلي ومبادئه وتناقضت مع اللوائح”. ولم يقدم تفاصيل أخرى.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه إذا كان وجد شبهة سوء السلوك الجنائي فإنه يتم إحالة الحالات إلى الشرطة العسكرية، ووصف مثل هذا السلوك بأنه “حوادث استثنائية”.

وتقول الصحيفة إن الجيش حاول فرض قيود صارمة على مقاطع الفيديو المثيرة للجدل وسط مخاوف من أنها قد تساهم في التحقيقات الجارية بشأن إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية.

 وفي رسالة إلى القادة في شباط/فبراير، حث رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي هيرتسي هاليفي الجنود على عدم نهب أو “تصوير مقاطع فيديو انتقامية”.

وقال بعض الجنود الذين تحدثوا إلى “واشنطن بوست” إن تصرفات زملائهم الجنود جعلتهم يشعرون بعدم الارتياح. وقال يوفال غرين، وهو طبيب عسكري يبلغ من العمر 26 عاما نقل إلى خان يونس لمدة شهرين في كانون الأول/ ديسمبر، إنه واجه جنودا مدفوعين بالتعصب الديني أو الرغبة في الانتقام. وكانوا على معرفة بأشخاص ماتوا أثناء هجوم حماس. وقال إن هذه الدوافع “أخبرتهم بأنه يجب عليهم تدمير غزة وأن يتسببوا بالضرر”، مضيفا أن الأفعال من المفترض أن تخدم غرضا عسكريا ولكن “كل شيء ممتزج” بالعاطفة.

وردد مايكل زيف، 29 عاما، جندي الاحتياط في لواء القدس التابع لوحدة متمركزة على ممر نتساريم، وهو الخط الفاصل الذي يقسم غزة إلى قسمين، نفس الرأي. وقال: “إنك تشعر بهذا الشعور القوي للغاية بالانتقام من الجميع”. وأضاف أن نظام الانضباط الذي من المفترض أن يحمل الجنود المسؤولية “لا يعمل”.

وقال خبراء قانونيون راجعوا مقاطع الفيديو التي جمعتها “واشنطن بوست” إن الجنود في أكثر الحالات فظاعة يسجلون فعليا أدلة على انتهاكات محتملة للقانون الإنساني الدولي.

وعلقت شانتال ميلوني، بروفسورة القانون بجامعة ميلان، والمستشارة بالجرائم الدولية في المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان والتي راجعت الأدلة بطلب من الصحيفة إن من بين المخاوف التي تثيرها مقاطع الفيديو هو التدمير غير المتناسب للبنية التحتية المدنية.

ولم يستجب العديد من الجنود الأفراد الذين نشروا مقاطع فيديو وصورا على وسائل التواصل الاجتماعي أو رفضوا طلبات التعليق. لكن البعض لم يعتذروا أو قالوا إنهم لا يعتقدون أن الجنود يسخرون أو يهينون أحدا. وقال شمعون زكرمان، الجندي الذي نشر مقاطع فيديو تظهر تفجير ما لا يقل عن عشرات المباني في غزة العام الماضي، إن الجيش طلب منه التوقف عن النشر عبر الإنترنت في وقت سابق من هذا العام. وقال: “لقد التقطت هذه المقاطع لرفع معنويات الناس في البيوت، ولست نادما على ذلك ولو للحظة”.

 وقد تحققت الصحيفة من مقاطع فيديو وصور متعددة أظهرت جنودا يشعلون النيران في المباني أو يقفون أمام منازل مشتعلة، وهي حوادث امتدت من بيت حانون في الشمال إلى خان يونس في الجنوب. وتتوافق الأدلة المرئية مع شهادات الجنود الذين وصفوا في حوادث منفصلة ​​تلقيهم تعليمات بحرق منازل خاصة، ومن الفلسطينيين الذين يقولون إنهم عادوا إلى أحيائهم ليجدوا شققا محترقة.

وقال غرين: “كنا نترك منزلا، وكانوا يخبروننا عندما نخرج منه أن نحرقه”. وعندما سأل قائده عن الغرض من هذه السياسة، قيل له إن السبب هو أن المعدات العسكرية التي يتركها الجنود وراءهم يمكن أن تقدم معلومات للعدو. وقال غرين، واصفا كيف أشعل الجنود النيران: “قليل من البنزين على تلك الفرش، وسوف تحترق، سيستغرق الأمر بعض الوقت، لكن كل شيء يحترق”. وأخبر قائده أنه إذا استمر الحرق، فسوف يغادر. وقال: “وغادرت في اليوم التالي”.

وشرح جندي آخر يبلغ من العمر 22 عاما، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، بالتفصيل كيف كان الجنود يشعلون النار في المنازل، وهي ممارسة قال إنها حدثت “منذ بداية” الحرب. و”طلب منا أن نحرق كل بيت بعلامة حماس” و”لكن حماس هي القوة الرئيسية في غزة ومعظم البيوت عليها علم حماس أو صورة هنية”، في إشارة لرئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية الذي اغتيل في تموز/يوليو. أما البيوت التي علقت فيها صورة ياسر عرفات فقد كان للجنود “خيار حرقها”.

 وقال إن الوحدة حرقت على الأقل 20 بيتا خلال خمسة أشهر من خدمته. وبرر الجيش أن الحرق كان في ظروف تبررها الضرورات العسكرية.

وكان الجنود يجمعون عفش المنزل في غرفة ثم يرشونها بمادة مشتعلة ويشعلون النار. وقال الجندي “كانوا يستمتعون بعمل هذا” و”عندما تقضي الكثير من الوقت هناك، تتوقف عن التفكير في الفلسطينيين الذين يعيشون في هذا المنزل، وبالفلسطينيين الذين سيعيشون هناك في المستقبل”.

ويظهر مقطع فيديو نشر في شباط/ فبراير منزلا يحترق من الداخل. ويقول شخص ما خارج الكاميرا: “كل شيء سيحترق”، مضيفا أن الموقع كان “منزلا للإرهابيين” في “قلب خان يونس”.

 وعندما سئل الجيش إن كان حرق بيوت المدنيين مسموحا به في غزة أجاب بأن الهدم هو لبنية حماس والأهداف العسكرية الأخرى. وقد تحولت مساحات واسعة من غزة وعلى مدار العام الماضي والحالي إلى أنقاض، إما بسبب الغارات الجوية أو الجرافات العسكرية.

وقال أحد الجنود في مقطع فيديو نشر في كانون الثاني/يناير، قبل أن ينفجر المبنى متعدد الطوابق خلفه في سحابة من الغبار: “لا يوجد سوى حل واحد لغزة”.

وبحسب تقييم أجرته الأمم المتحدة في غزة فإن نسبة 66% من مباني غزة تضررت، بما في ذلك 227,591 منزلا تقريبا. وقال زكرمان، الذي يعمل ضمن طاقم هندسي تابع للجيش الإسرائيلي مكلف بإجراء تفجيرات محكومة، إن المباني لم يتم تفجيرها إلا إذا كانت مفخخة أو اعتبرت “بنية تحتية إرهابية”. إلا أن جنودا آخرين تحدثوا إلى “واشنطن بوست” قالوا إنهم غالبا ما لم يفهموا الغرض العسكري من التفجيرات. وتظهر صور أخرى تم التحقق منها من قبل الصحيفة جنودا يقيمون معسكرا في منازل مهجورة ويخربون الممتلكات ويلتقطون الصور مع الملابس الداخلية المسروقة من النساء الفلسطينيات. وفي بعض الأحيان، استخف الجنود بالدمار الواسع النطاق.

وتظهر مجموعة من مقاطع الفيديو التي تم التحقق منها من قبل الصحيفة جنودا يطرقون الأبواب أو يقرعون أجراس الأبواب، ثم يستديرون ليسألوا الكاميرا عن مكان الجميع، ثم يبتعدون لإظهار أنها دمرت.

وفي صور أخرى، يقدم الجنود جولات إرشادية ساخرة للمباني المدمرة والمزينة بالرسومات الغرافيكية. وفي منشور من شهر تشرين الأول/أكتوبر، نشر الجندي إيريل نيستل صورة لنفسه وهو يحمل لافتة لشركة العقارات التي يعمل بها أمام منزل مدمر. وجاء في التعليق: “جديد للبيع حصريا في مخيم النصيرات للاجئين” و”نتوقع إخلاء المبنى”. وتظهر صور أخرى لجندي آخر فصلا دراسيا مغطى بالحطام ولوحة طباشير مكتوبا عليها “لكل فعل رد فعل” مع نجمة داوود. وعلق الجندي على المنشور: “لن تكون هناك مدرسة غدا”.

ويظهر مقطع فيديو مرفق مع المنشور تفجير مساحة كبيرة من المباني إلى الشمال الغربي من المدرسة.

وفي بعض الأحيان كرس الجنود التفجيرات لقتلى في هجمات حماس. وقد استخدمت جنوب أفريقيا بعضا من أشرطة الفيديو في ملفها الذي قدمته لمحكمة العدل الدولية واتهمت فيه إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة. ويقول الخبراء إن مقاطع الفيديو التي تصور سوء معاملة المعتقلين والجثث تثير أيضا مخاوف بموجب القانون الدولي. وفي بداية كانون الأول/ ديسمبر تم اعتقال مجموعات كبيرة من الرجال الفلسطينيين في عملية اعتقال جماعي في بيت لاهيا شمال غزة.

وتم توثيق الاعتقالات في عدة مقاطع فيديو. وظهر في أحدها، أكثر من 100 فلسطيني راكعين على الطريق وأيديهم خلف رؤوسهم في برد الشتاء. ويخبر جندي إسرائيلي الرجال أن الجيش الإسرائيلي “يهدم غزة” ويعمل على احتلالها بالكامل. “هذا ما تريدونه؟ هل تريدون حماس معكم؟”.

وقال مارك إليس، الخبير في القانون الجنائي الدولي والمدير التنفيذي لنقابة المحامين الدولية، إن الفيديو “فظيع بشكل خاص”، مستشهدا بحقيقة مفادها أنه بموجب قوانين الحرب يجب حماية المعتقلين من أعمال العنف والمعاملة المهينة، بما في ذلك التعرض للإهانات وإثارة “فضول الجمهور”.

وفي مقطع فيديو تم تصويره بعد أيام قليلة من بدء الغزو البري، يسحب الجنود جثة خلف مركبة. وفي مقطع آخر، ظهر في وقت مبكر من هذا العام، يعلن جندي ساخرا عن “شركة عائلية” بالقرب مما يبدو أنه جثث فلسطينيين. ويحمل الجندي لافتة لصالون حلاقة بالقرب من تل أبيب يسمى “هاميراغيش”، يحمل شعاره “نحن المثيرون”. وتوجد ثلاث جثث هامدة بملابس مدنية مبعثرة على الطريق بجواره؛ ولا تزال هوياتهم وظروف وفاتهم غير واضحة.

ويلوح الجندي باللافتة في الوقت المناسب لأغنية الراب العبرية “حربو دربو”، التي تدعو إلى الانتقام لقتلى 7 تشرين الأول/ أكتوبر وانتشرت في إسرائيل وقت الحرب.

 وعلق فرناندو ترافيسي، المدير التنفيذي للمركز الدولي للعدالة الانتقالية، بالقول إن الفيديو يبدو أنه ينتهك القوانين الإنسانية الدولية التي تلزم المقاتلين بمعاملة جثث الموتى باحترام. ولم يستجب مالك صالون الحلاقة لطلبات التعليق. لكنه ضاعف جهوده في مواجهة الانتقادات: “جنودنا الأعزاء، ستحصلون على خصم 20٪ على المتجر بالكامل!”. وهو ما جاء في منشور على حساب صالون الحلاقة على إنستغرام في 8 شباط/فبراير ردا على انتقادات من مجموعة حقوق إنسان إسرائيلية.

ويحذر الخبراء من أن مقاطع الفيديو من ساحة المعركة لا يمكن أن توفر سوى “صورة” وتتطلب مزيدا من التحقيق. لكنهم قالوا إن شهادات الجنود – وفي بعض الحالات التصريحات العامة من قبل القادة – تظهر تجاهلا للقانون الدولي.

وفي شباط/ فبراير، قال المقدم إسرائيل بن بازي لإذاعة إسرائيل: “بالنسبة لنا، كان كل من كان موجودا هناك عدو”، مستشهدا بحقيقة أن المنطقة هي محور حرب. وقال: “سواء كان يحمل سلاحا أم لا، فهذا لا يهم”.

وفي مقاطع فيديو أخرى التقطت في غزة، دعا الجنود إلى عودة المستوطنين الإسرائيليين إلى غزة، أو طرد الفلسطينيين. وهو ما ظهر في مقطع فيديو يعود إلى تشرين الثاني/نوفمبر 2023، وتعهد جندي بأن كتيبته لن تتوقف حتى تكمل ما يقول إنه مهمتها بـ”الغزو والطرد والاستيطان”. ويتحدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: “هل سمعت يا بيبي؟ الغزو والطرد والاستيطان”، في إشارة إلى رئيس الوزراء بلقبه.

وقد عرض مقطع من الفيديو خلال حفل افتتاح مؤتمر انتصار إسرائيل في كانون الثاني/يناير، وهو المؤتمر الذي دعا إلى “الهجرة الطوعية” للفلسطينيين في غزة، وتضمن خطابات من ساسة اليمين المتطرف وقادة المستوطنات، بمن فيهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش. كما يظهر الجندي في صورة من غزة تم التحقق منها من قبل “واشنطن بوست” وظهر وهو يحمل علما إسرائيليا مزينا بكلمات “العودة إلى الوطن” – شعار حركة إعادة التوطين.