الاحتلال يعاقب رافضي النزوح من شمال غزة بـ"المجازر"

الإثنين 18 نوفمبر 2024 03:50 م / بتوقيت القدس +2GMT
الاحتلال يعاقب رافضي النزوح من شمال غزة بـ"المجازر"



غزة/سما/

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين الذين رفضوا أوامر النزوح والتهجير القسري من محافظة الشمال بقطاع غزة.

ويتعمد جيش الاحتلال استهداف البنايات السكنية التي تضم داخلها عشرات الأهالي والنازحين، ما يوقع أعدادا كبيرة من الضحايا بين قتلى ومصابين، بحسب تقرير لوكالة الأناضول، نقلا عن شهود عيان.

وأوضح الشهود، الاثنين، أن "شابين فلسطينيين قتلا في قصف جوي ومدفعي إسرائيلي عنيف ومستمر على مخيم جباليا".

واستهدف قصف مدفعي إسرائيلي منطقة الميدان في مشروع بيت لاهيا، تزامنا مع إطلاق نار كثيف وقصف مناطق متفرقة بالقنابل الضوئية.

وأفاد الشهود بتفجيرات شديدة ناجمة عن عملية نسف الجيش الإسرائيلي لمبان ومربعات سكنية شمال قطاع غزة.

وفي 5 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي اجتياحا بريا شمال قطاع غزة؛ بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة".

بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.

الدفاع المدني خارج الخدمة
وتستمر المجازر الإسرائيلية بالقطاع في ظل غياب تام لخدمات جهازي الإسعاف والدفاع المدني اللذين خرجا عن الخدمة إثر استهداف الجيش الإسرائيلي لهما منذ أسابيع.

وقال الدفاع المدني، في بيان، الاثنين، إن "عدد شهدائه بلغ 85، إلى جانب 301 مصاب، و20 معتقلا من قبل قوات الجيش الإسرائيلي".

وأشار إلى "تدمير 17 مركزا ومقرا تابعا له، منها 14 مركزا دُمرت بشكل كلي، وثلاثة تضررت جزئيا، إضافة إلى تعرض 56 مركبة للتدمير أو أضرار".

وفي 23 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أخرج جيش الاحتلال منظومة الدفاع المدني عن العمل في محافظة شمال قطاع غزة بعد تدميرها بالكامل، ما أجبر الطواقم على النزوح إلى المناطق الوسطى والجنوبية من القطاع.

ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي في ظل أزمة إنسانية متفاقمة تعيشها غزة، حيث تواجه الطواقم الإغاثية صعوبات كبيرة في تقديم الخدمات وسط استمرار القصف والحصار.

قتلى وجرحى بالعشرات
استشهد، الأحد، نحو 67 فلسطينيا وأصيب آخرون، فيما لا يزال عدد من المفقودين تحت الأنقاض إثر قصف إسرائيلي استهدف منازل في بيت لاهيا بشمال غزة.

آخر المنازل المأهولة المستهدفة، كان لعائلة "غباين" الواقع بمنطقة "مشروع بيت لاهيا" وكان داخله أكثر من 50 شخصاً وقت قصفه من قبل الطائرات الإسرائيلية، فجر الأحد.

محمود عويضة الذي يقطن بجوار المنزل المستهدف، قال لوكالة الأناضول: "القصف الإسرائيلي طال منزل عائلة غباين وقت الفجر تقريبا، وأحدث انفجارا ضخما دمر البيت المكون من عدة طوابق بشكل كامل".

وأوضح عويضة أن "المنزل كان مأهولا، وتسكنه عدد من العائلات التي نزحت من مناطق مخيم جباليا وتل الزعتر بسبب التقدم الإسرائيلي البري في تلك المناطق وقوامها أكثر من 50 فردا".

وأضاف: "معظم من كانوا بالمنزل هم نساء وأطفال، وجميعهم صاروا تحت الركام، ولم يتبقَ أي أثر يدل عليهم سوى بعض الأشلاء التي تطايرت بالشارع وعلى أسطح المنازل المجاورة".

وتابع: "لا يوجد إسعافات ولا خدمات طبية تساعد في انتشال جثث الشهداء ومعرفة ما إذا كانوا لا يزالون على قيد الحياة".

وذكر عويضة أن "جيران المنزل يحاولون منذ الصباح الباكر نبش الركام للبحث عن جثث شهداء أو مصابين أو أحياء دون توفر أي معدات تساعدهم على ذلك".

 خامس استهداف
على بعد عشرات الأمتار من المنزل الأول، قصفت الطائرات الإسرائيلية منزل عائلة "عبد العاطي" الذي يسكنه إلى جانب أهله عدد من العائلات النازحة.

وقال الصحفي عبد الحميد عبد العاطي، في حسابه عبر منصة "فيسبوك": "قصف جيش الاحتلال منزل عائلتي في بيت لاهيا وتم تدميره على رؤوس ساكنيه، ما أدى إلى استشهاد عدد من النازحين داخله وأصيب أخي وأفراد عائلته بإصابات مختلفة".

وأردف بأن هذا الاستهداف هو "الخامس" لمنزل عائلته منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وذكرت مصادر طبية لمراسل "الأناضول" أن "الحصيلة الأولية لعدد الشهداء في منزل عائلة عبد العاطي هي 15 شهيدا على الأقل، مع وجود مفقودين تحت الركام".

مشاهد مروعة
فادي أبو الجديان، كان من أول الواصلين لمكان الاستهداف، ليل الأحد، قال: "تم قصف المنزل عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل تقريبا، وحينما وصلت للمكان كانت أصوات كثيرة تخرج من تحت الركام".

وزاد: "وصل عدد آخر من الأهالي للمكان وحاولنا بأقل الإمكانات انتشال الشهداء والمصابين، في ظل غياب تام للمعدات وأجهزة الإسعاف والدفاع المدني، ونقلنا حملا على الأكتاف أشخاصا إلى مستشفى كمال عدوان الذي يعمل جزئيا في مشروع بيت لاهيا".

وعطّلت العملية العسكرية الإسرائيلية أيضا، عمل المستشفيات الثلاثة الكبرى بالمحافظة؛ وهي "الإندونيسي" و"العودة" و"كمال عدوان" الذي اعتقل فيه الجيش عددا من الأطباء والممرضين عقب اقتحامه وتخريب مرافقه.

ويصف أبو الجديان مشاهد انتشال الضحايا بأنها "مروعة"، قائلا إن "أطفالا ونساء تحولوا إلى أشلاء، دون أي ذنب، والعالم لا يزال يتفرج على المذبحة".

وتابع: "قُتل الأهالي الأبرياء وهم نيام وجياع وعطشى، بسبب حرمان الاحتلال لهم من الطعام والماء منذ بدء العملية العسكرية على شمال قطاع غزة".

ودعا أبو الجديان "جميع دول العالم لوضع حد لجرائم الاحتلال خاصة في شمال قطاع غزة الذي يعيش حصارا ويموت أهله بكل الأشكال منذ أكثر من 40 يوما".

وبدعم أمريكي، ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر 147 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل "إسرائيل" مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.