“قمة الرياض” تؤكد على رفض الإبادة الجماعية في غزة وانتهاك سيادة لبنان (صور وفيديو)

الإثنين 11 نوفمبر 2024 04:49 م / بتوقيت القدس +2GMT
“قمة الرياض” تؤكد على رفض الإبادة الجماعية في غزة وانتهاك سيادة لبنان (صور وفيديو)



الرياض/سما/

طالب أكثر من 50 زعيما وممثلا في القمة العربية الإسلامية غير العادية بالرياض، الإثنين، بوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، والعدوان الذي تشنه على لبنان.

وخلال كلمته الافتتاحية قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان “تنعقد هذه القمة في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية الآثمة على الشعب الفلسطيني واتساع نطاق الاعتداءات على الأراضي اللبنانية”.

وأضاف: “تجدد المملكة رفضها وإدانتها القاطعة للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل”، مؤكدا “رفض انتهاك سيادة لبنان”.

وشدد على رفض انتقاص دور السلطة الفلسطينية، مؤكدا مواصلة جهود إقامة الدولة المستقلة.

وشجب ولي العهد السعودي حظر إسرائيل لعمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ومنع المنظمات الإغاثية من تقديم المساعدات بغزة.

ودعا عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني إلى تكثيف الجهود على 4 مسارات رئيسية، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان.

وأشار إلى أن القمة “تنعقد والمنطقة تعيش مأساة لا يمكن السكوت عنها، وتستدعي تحركا فوريا لوقفها”.

وتابع “أكثر من عام مضى منذ شنت إسرائيل حربها على غزة. عام من الدمار، وقتل الأبرياء، وخرق القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية”.

وأوضح أن “المجتمع الدولي لم يوقف إسرائيل، فتمادت في تصعيدها ضد الشعب الفلسطيني بالضفة الغربية، وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وأشعلت حربا على لبنان الشقيق”.

ومضى قائلا إن “هذه الحروب يجب أن تتوقف فورا، لنحمي الأبرياء، وننهي الدمار، ونمنع دفع المنطقة نحو حرب شاملة، سيدفع الجميع ثمنها”.

وتساءل “كيف لنا أن نخاطب الأجيال في بلادنا؟ كيف لنا أن نبرر لهم الفشل العالمي في وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان؟ وكيف يمكن إقناعهم أن القانون الدولي موجود ليحمي كل الشعوب وحقها في الحياة، من دون تمييز بين شعب وآخر، أو دولة وأخرى؟”.

ودعا عاهل الأردن لتكثيف الجهود على مسارات رئيسة، وهي “كسر الحصار على أهلنا في غزة لإنهاء الكارثة الإنسانية، وقف التصعيد في الضفة الغربية والاعتداءات على الأماكن المقدسة، التي تضعف فرص السلام وتهدد أمن المنطقة كلها”.

كما أكد على “دعم سيادة لبنان وأمنه ووقف الحرب عليه وتوفير كل ما يحتاجه الشعب اللبناني الشقيق من مساعدات، و(رابعا) إيجاد أفق سياسي حقيقي لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، فهو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار والأمن في المنطقة”.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الواجب العربي والإسلامي “يفرض علينا أن نتحلى بأعلى درجات التضامن والتعاون، في ظل فشل المجتمع الدولي، بوقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية، التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني، منذ أكثر من عام”.

وأضاف عباس أن “جرائم الاحتلال تتطلب منا جميعا العمل على تحقيق تنفيذ قرار مجلس الأمن 2735، القاضي بوقف العدوان وتأمين وصول الاحتياجات الإنسانية، وانسحاب الاحتلال من القطاع، ورفض مخططات فصله عن الضفة، وتولي دولة فلسطين مسؤولياتها السيادية”.

ودعا الرئيس الفلسطيني الدول العربية والإسلامية إلى مطالبة مجلس الأمن والجمعية العامة بتعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، “ما لم تلتزم بالقانون الدولي وبتعهداتها الموثقة وتنهي جرائمها ضد الشعب الفلسطيني”.

وطالب الرئيس بـ “دعوة دول العالم لمراجعة علاقاتها مع دولة الاحتلال وعدم تطبيع علاقاتها معها، أمام عدم التزامها بالقانون الدولي، وارتكاب الإبادة الجماعية، واستهداف الأونروا، وتنفيذ قرار الجمعية العامة الذي يطالب الدول بفرض عقوبات على إسرائيل وتحديد العلاقات معها كما يطالبها بإنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان خلال عام واحد، وفقا لفتوى محكمة العدل الدولية”.

من جانبه، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال  اللبنانية نجيب ميقاتي، إن بلاده تمر “بأزمة تاريخية مصيرية غير مسبوقة تهدد حاضره ومستقبله”، مؤكدا أنه “لا يجوز ولا يمكن أن تستمر إسرائيل في عدوانها المتمادي على لبنان وشعبه، وانتهاك سيادته وتهديد وجوده من دون حسيب أو رقيب”.

وأضاف ميقاتي “لقد تسبب العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان بخسائر انسانية فادحة، فتجاوز عدد الضحايا حتى الآن أكثر من ثلاثة الآف شهيد، والجرحى أكثر من ثلاثة عشر ألف شخص”.

وأوضح: “تسبب هذا التصعيد بإجبار حوالي مليون ومئتي الف لبناني على النزوح في غضون ساعات معدودة مما أضاف عبئا جديدا على كاهلنا وعلى وضعنا الداخلي المثقل بالازمات المتتالية. وتأتي الآثار الاقتصادية لهذا التصعيد العسكري لتزيد من حجم المأساة، إذ، وفقا لتقديرات البنك الدولي الأخيرة، قدرت الأضرار والخسائر المادية لغاية اليوم بثمانية مليار و500 مليون دولار”.

وأكد رئيس الحكومة أنه “لا يمكن لأي دولة أن تتحمل وحدها عبء هذا الدمار الهائل، فكيف بلبنان، الذي يواجه أزمة اقتصادية ومالية متفاقمة وغير مسبوقة منذ خمس سنوات”، مضيفا: “باسم جميع اللبنانيين انتهز هذه المناسبة لأوجه كلمة شكر وامتنان لكل الدول التي دعمت لبنان وتدعمه باستمرار، مثنيا على الروابط التي تشدكم دوما إلى لبنان وتشدنا دوما اليكم”.

وفي كلمته، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن بلاده ستقف ضد كل المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدة إدانتها لـ”حملة القتل الممنهج التي تُمارس بحق المدنيين في قطاع غزة”.

وأضاف أن القمة “تأتي في ظل ظرف إقليمي شديد التعقيد وعدوان مستمر لأكثر من عام على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، وسط صمت مخجل وعجز فادح من المجتمع الدولي عن القيام بالحد الأدنى من واجباته، في مواجهة هذا التهديد الخطير، للسلم والأمن الدوليين”.

وتابع أن “المواطنين في دولنا العربية والإسلامية، بل وجميع أصحاب الضمائر الحرة عبر العالم، يسألون ولهم كل الحق عن جدوى أي حديث عن العدالة والإنصاف في ظل ما يشاهدونه من إراقة يومية لدماء الأطفال والنساء والشيوخ”.

وأردف: “نقولها بمنتهى الصراحة: إن مستقبل المنطقة والعالم، أصبح على مفترق طرق، وما يحدث من عدوان غير مقبول على الأراضي الفلسطينية واللبنانية، يضع النظام الدولي بأسره على المحك”.

وشدد السيسي على “وقوف مصر ضد جميع المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، سواء عبر تهجير السكان المحليين المدنيين، أو نقلهم قسريا، أو تحويل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة.. هذا أمر لن نقبل به تحت أي ظرف من الظروف”.

وأضاف أن “الشرط الضروري لتحقيق الأمن والاستقرار، والانتقال من نظام إقليمي، جوهره الصراع والعداء.. إلى آخر؛ يقوم على السلام والتنمية.. هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها “القدس الشرقية”.

وأرجع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحالة الصعبة التي آلت إليها الأوضاع في غزة إلى عجز الدول الإسلامية، على عكس دول غربية تقدم إلى إسرائيل سائر أنواع الدعم.

وأشار الرئيس التركي إلى “استشهاد 50 ألف فلسطيني حتى الآن، 70 بالمئة منهم أطفال ونساء، في مجازر إسرائيل بغزة وبقية الأراضي الفلسطينية”.

وتابع: “بينما تقدم حفنة من الدول الغربية كل أنواع الدعم لإسرائيل تعجز الدول الإسلامية عن إبداء رد فعل ما أدى إلى وصول الوضع (في غزة) لهذا المستوى”.

وأكد استعداد تركيا لتنفيذ كل المقترحات الملموسة والواقعية “التي من شأنها أن تجعل حكومة نتنياهو تشعر بأن احتلال الأراضي الفلسطينية له تكلفة”.

وأردف: “علينا تشجيع أكبر عدد ممكن من الدول للانضمام لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية”.

وأشار أردوغان إلى إرسال تركيا أكثر من 84 ألف طن من المساعدات إلى غزة حتى الآن، وأعرب عن استعدادها لإرسال المزيد عندما تزول العوائق.

ولفت إلى أن “إسرائيل لا تطيق حتى إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وتترك المساعدات المرسلة تنتظر في مصر منذ أشهر”.

وقال ولي العهد الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح إن “ما يحصل في غزة إبادة جماعية، واستهداف ممنهج لحياة الفلسطينيين”.

وأشار الصباح إلى أنه “لا يجوز التعامل مع الاحتلال على أنه فوق القانون الدولي”، مؤكدا أن “مؤسسات المجتمع الدولي أصبحت على المحك مع استمرار الحرب في غزة ولبنان”.

بدوره، شدد نائب رئيس مجلس الوزراء البحريني خالد بن عبد الله آل خليفة في كلمته أن “الحرب المستمرة لأكثرَ من عام على غزة، وامتدت إلى لبنان، أدت إلى تفاقم التوترات والتصعيد العسكري في المنطقة”.

ودعا آل خليفة “المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة، والوفاء بمسؤولياته الإنسانية والقانونية، والعمل على الوقف الفوري والشامل لإطلاق النار بغزة ولبنان، والحفاظ على أمن وسيادة الدول، ومنع تصعيد الصراع”.

تصعيد خطير

في السياق، قال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إن “آثار الوضع المأساوي في فلسطين المحتلة ولبنان أصبح يشكل تصعيدا خطيرا في مناطق أخرى في الشرق الأوسط، ما يهدد الاستقرار الإقليمي بأسره”.

وأشار إلى أن “السبيل الوحيد للاستقرار في المنطقة الذي ينشده الجميع لا يتحقق إلا عبر رؤية شاملة تقوم على الحق والعدل”.

بدوره، قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إن “إسرائيل تواصل التدمير والإبادة في غزة، وسط فشل كل ضغوط المجتمع الدولي في وقف الإبادة”

وأكد أن “وقف إطلاق النار والشروع في العمل على تمكين الشعب الفلسطيني من استيفاء حقه المشروع في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، يشكل شرطا أوليا في قيام سلام وأمن مستديمين في عموم المنطقة”.

وفي كلمة السودان، قال رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان: “نضم صوتنا معكم جميعا بمناشدة المجتمع الدولي للتسريع بتنفيذ حل الدولتين، ووقف إطلاق النار، والحيلولة دون توسع نطاق الصراع في المنطقة ووقف التهجير القسري لسكان غزة، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية للنازحين واللاجئين” .

كما شدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في كلمته على أن “عدوان إسرائيل على غزة ولبنان، يضع المنطقة على شفا تصعيد عسكري يهدد أمننا القومي”.

“العالم ينتظر” من ترامب وقف الحرب

من جهته، اعتبر نائب الرئيس الإيراني محمد رضا عارف أن “العالم ينتظر” من إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إنهاء حروب إسرائيل “على الفور”.

وقال عارف “إن الحكومة الأمريكية هي الداعم الرئيسي لتصرفات النظام الصهيوني، والعالم ينتظر وعد الحكومة الجديدة في هذا البلد بوقف الحرب ضد الناس الأبرياء في غزة ولبنان على الفور”.

وأضاف أن عمليات “القتل المستهدف والتي يتم خلالها قتل نخب فلسطينية وزعماء بلدان أخرى في المنطقة واحدا تلو الآخر أو بشكل جماعي، ليست سوى خروجا عن القانون وإرهابا منظما”.

عجز دولي

على مستوى المنظمات، قال أمين عام منظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه إن “هذه القمة تنعقد في ظل استمرار جرائم العدوان العسكري الغاشم والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ولبنان”، داعيا لوقف فوري وشامل لإطلاق النار بغزة ولبنان.

وأكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في كلمته، أن “عجز وسلبية المجتمع الدولي أثارا شھية الاحتلال المتعطشة للدم، فانطلقت دائرة النار من غزة ووصلت إلى لبنان، مُعرضة استقرار المنطقة كلھا للخطر البالغ”.

وأكد أبو الغيط أن “المطلوب وقف فوري لإطلاق النار في غزة وفي لبنان، وقمة اليوم ھي رسالة بأن منسوب الخطر بلغ مستوى لا يمكن احتماله”.

ونهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي دعت الرياض إلى عقد قمة متابعة عربية إسلامية مشتركة، لبحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان، وتطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة، وفق بيان الخارجية السعودية حينها.

وجاءت دعوة السعودية بينما ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة منذ 7 أكتوبر 2023، خلفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.