كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، الأربعاء، عن ثوابت حزب الله في المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي لوقف العدوان على لبنان، مشيرة إلى أن الحزب لا يرى أن "إسرائيل" تمتلك أفضلية لفرض شروطها.
ونقلت الصحيفة اللبنانية المقربة من حزب الله، عن مصادر سياسية وصفتها بـ"المطلعة" دون تسميتها، قولها إن ثوابت حزب الله في المفاوضات "واضحة".
ولخصت هذه المصادر ثوابت حزب الله في ثمانية بنود أساسية، أولها التأكيد على أن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري هو من يمثله في أي مفاوضات تجري بما خصّ ملف الحرب ووقف إطلاق النار، وأنه في حالة تنسيق مستمرة مع بري، كما لديه قنوات اتصال مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وجهات أخرى في الدولة معنية بملف التفاوض.
وثانيا، أشارت المصادر إلى أن التواصل لم ينقطع بين حزب الله وبعض الجهات الخارجية التي تعمل على خط المفاوضات، من مصر والجزائر وقطر وفرنسا.
وكرر حزب الله أمام هذه الأطراف على ثوابته التي تستند إلى أن "وقف العدوان بصورة تامة هو شرط إلزامي لأي بحث حول ما يفترض حصوله لاحقا".
والبند الثالث، تمثل في تأكيد حزب الله على أنه لا يرى أي أفضلية للاحتلال الإسرائيلي لفرض أي تعديل على الوضع الذي قام بعد عام 2006.
وشددت الصحيفة اللبنانية على أن حزب الله لن يقبل تحت أي ظرف بإدخال أي تعديل لا على بنود القرار 1701 ولا على آليات التنفيذ.
وفي حين تمثل البند الرابع في عدم رهان حزب الله على تغييرات دراماتيكية في الموقف الأمريكي، فإن البند الخامس شدد على أن حزب الله يضع في بياناته العسكرية العبارات التي تقول بأن ما يقوم به هو إسناد للمقاومة في غزة مع إضافة عبارة "الدفاع عن لبنان".
وأشارت مصادر "الأخبار" إلى أن حزب الله "لم يقدم أي التزام، لأي طرف في لبنان أو خارجه، بالقبول بفك الارتباط بين جبهة لبنان وجبهة غزة".
وبحسب الصحيفة اللبنانية، فإن حزب الله "لا يرى بعد كل ما حصل، ووسط استمرار الوحشية الإسرائيلية في غزة، أنه من المنطقي ترك غزة".
سادسا، لفتت المصادر إلى أن حزب الله يرى أن إصرار الاحتلال على التفاوض تحت النار يعكس حقيقة أن إسرائيل تراهن على انكسار المقاومة، مشيرة إلى أن الحزب اللبناني يتصرف على أساس أنه قد يكون عرضة لعمليات اغتيال جديدة.
أما البند السابع، فقد تمثل في عدم تعامل حزب الله "بتوتر أو انفعال مع كل ردود الفعل الداخلية التي أظهرت حقدا على المقاومة"، حسب صحيفة "الأخبار".
ثامنا، قالت المصادر إن حزب الله يعتقد أن "على الحكومة القيام بواجباتها تجاه المواطنين لناحية تأمين مستلزمات صمودهم وتوفير بيئة حاضنة للنازحين".
وشددت الصحيفة اللبنانية على أن حزب الله يريد من الشعب اللبناني فهم أن سلاحه "لن يكون محل تفاوض مع أحد"، مشيرة إلى أن المقاومة تمثل بعد الحرب "خيارا إلزاميا سيعمل الحزب بكل ما يملك لحفظه".
وفي وقت سابق، شدد أمين عام حزب الله نعيم قاسم على استمرارهم في التصدي للعدوان الإسرائيلي المتواصل على الأراضي اللبنانية، مشيرا إلى أن حزب الله لن يقبل بوقف إطلاق النار سوى بـ"الشروط التي يراها مناسبة".
وأشار قاسم في أول كلمة مصورة له بعد انتخابه أمينا عاما للحزب، إلى أن "أي حل يبقى عبر التفاوض غير المباشر"، موضحا في الوقت ذاته أنه "لم يتم إلى الآن طرح أي مشروع لوقف إطلاق النار".
ومنذ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية عنيفة وغير مسبوقة على مواقع متفرقة من لبنان، ما أسفر عن سقوط الآلاف بين شهيد وجريح، فضلا عن نزوح ما يزيد على الـ1.2 مليون، وفقا للبيانات الرسمية.
في المقابل، يواصل حزب الله عملياته ضد الاحتلال الإسرائيلي موسّعا نطاق استهدافاته؛ ردا على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة في لبنان، منذ بدء التصعيد الإسرائيلي الكبير ضد الأراضي اللبنانية.