أعلن حزب الله اللبناني، رسميا، اليوم الثلاثاء، انتخاب نعيم قاسم أمينًا عامًّا للحزب، خلفا لحسن نصر الله، الذي كان قد اغتيل في الضاحية الجنوبية لبيروت، فيما عدّت حركة حماس، أن هذه الخطوة، "دليل تعاف" لحزب الله، بينما هدّد وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، باغتياله، مشدّدا على أن "التعيين مؤقت، وبدأ العدّ العكسي".
وذكر حزب الله في بيان أصدره اليوم، أنه "انطلاقًا من الإيمان بالله تعالى، والالتزام بالإسلام المحمدي الأصيل، وتمسُّكًا بمبادئ حزب الله وأهدافه، وعملا بالآلية المعتمدة لانتخاب الأمين العام، توافقت شورى حزب الله على انتخاب سماحة الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًّا لحزب الله، حاملا للراية المباركة في هذه المسيرة، سائلين المولى عز وجلّ تسديده في هذه المهمة الجليلة في قيادة حزب الله ومقاومته الإسلامية".
وأضاف البيان ذاته: "إننا نعاهد الله تعالى ونعاهد روح شهيدنا الأسمى والأغلى سماحة السيد حسن نصر الله (رض) والشهداء، ومجاهدي المقاومة الإسلامية، وشعبنا الصامد والصابر والوفيّ، على العمل معًا لتحقيق مبادئ حزب الله وأهداف مسيرته، وإبقاء شعلة المقاومة وضَّاءة ورايتها مرفوعة حتى تحقيق الانتصار، والله غالب على أمره، إنَّ الله قويٌ عزيز".
من جانبها، قالت حركة حماس في بيان: "نبارك في حركة المقاومة الإسلامية حماس، للإخوة في حزب الله في لبنان الشقيق، انتخابَ سماحة الشيخ نعيم قاسم أمينا عاما للحزب، خلفا للأمين العام الشهيد سماحة السيد حسن نصر الله رحمه الله الذي عاش مجاهدًا، واستشهد مجاهدا على طريق القدس".
وأضاف البيان: "إننا نعتبر هذا الانتخاب دليل تعافي الحزب من الاستهدافات التي تعرضت لها الهيئات القيادية، ونؤكد وقوفنا إلى جانب القيادة الجديدة للحزب، ونسأل الله تعالى أن يعينها على مواصلة مسيرة الجهاد والمقاومة، وأن يوفق سماحة الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، وأن يحفظه ويسدد خطاه في قيادة حزب الله والمقاومة الإسلامية في مواجهة العدو الصهيوني وأطماعه الاستعمارية في لبنان وفلسطين والمنطقة".
وكان قاسم قد أكّد في كلمة كانت الثالثة له منذ اغتيال حسن نصر الله في بيروت، في الخامس عشر من الشهر الجاري، أن إسرائيل "كيان غاصب محتلّ، يشكل خطرا حقيقيا على المنطقة والعالم"، مشددا على أنها تعدّ لبنان، ضمن "مشروع التوسّع" الذي تسعى إلى تحقيقه، وأن رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو "يريد شرق أوسط جديدا".
وذكر قاسم أن حزب الله، قد انتقل إلى "مرحلة إيلام العدو"، وأن له "الحق في استهداف أي نقطة في إسرائيل".
وقال إن "إسرائيل تراهن على الإجرام الذي يرعب الآخرين والتبني المطلق من أميركا". وأضاف أن "من حق الفلسطينيين القيام بعمل يطرد الاحتلال، ويهز حضوره، ويمنعه من الاستمرار".
وذكر أن "طوفان الأقصى جاء بعد 75 عاما من الاحتلال، وهذا حق مشروع"، مشيرا إلى أنه "في لبنان لا يمكن أن نفصل لبنان عن فلسطين، ولا المنطقة عن فلسطين".
وقال قاسم حينها: "صواريخنا طالت تل أبيب، ودفعنا مليوني إسرائيلي إلى الملاجئ، وعطّلنا مطار بن غوريون".
وتابع: "نستطيع استهداف أي نقطة في الكيان الإسرائيلي، وسنختار النقطة المناسبة"، مضيفا: "أقول للجبهة الداخلية الإسرائيلية، إن الحل هو وقف إطلاق النار". وتوجّه للإسرائيليين، وقال: "أقول للإسرائيليين لا تصدقوا ما يعلنه مسؤولوكم، وانظروا إلى قتلاكم في الحرب".