أكد الرئيس السابق للشؤون الدينية في تركيا، د. "محمد غورماز" أن حرب غزة ليست مجرد حربإسرائيلية ضد قطاع غزة وحده، بل هي حرب العالمعلى غزة، وحرب العالم كله ضد الإسلام والمسلمينفي غزة، وحرب الشر المطلق ضد القيم الإنسانية،وحرب الفساد والفاسدين ضد الفطرة.
وبمناسبة مرور عام كامل من الحرب على غزة، وصف "غورماز" في كلمة مسجلة هذا العام بعامالظلم والعار لكل دول الأرض، وأنه شهد قفزات على طريق الضمير الإنساني، مؤكدًا أن ما جرى في السابع من أكتوبر العام الماضي بأنه تاريخ ميلاد جديد له ما بعده.
حصار الانسانية
واستذكر "غورماز" هذه المناسبة، مشيدًا بأهل غزة اللذين يتعرضون لإبادة جماعية، من قتل وتهجير، وهدم لمنازلهم، وفقدان أموالهم، مؤكدًا أنهم بصبرهم، استطاعوا أن يعلموا العالم كله كيف يكون الدفاع عن الأوطان، وأظهروا دفاعًا عن الحرية لم يُعرف له التاريخ المعاصر مثيل.
وأضاف أن الحرب كشفت حقيقة الحصار على غزة، كونه حصارًا على الإنسانية وقيمها، موضحًا أن البشرية كانت تظن أن العالم كله حر إلا غزة، لكن غزة أكدت لهم أنه لا حر في العالم إلا هي.
ومن زوايا أخرى كشفت عن الوجه الحقيقي لإرهابالدول، وعلمت الجميع أن واشنطن وبرلين ولندنوباريس وبروكسيل هي عواصم لدولة الاحتلال.
فضائع الصهيونية
وتابع الوزير التركي السابق أن فضائع الصهيونية في فلسطين وغزة تجاوزت فضائع النازية، حيث لم يحرق أهل غزة في الأفران، بل حُرقوا تحت منازلهم المدمرة، وفي مراكز الإيواء، وألقى الصهاينة على غزة آلاف الأطنان من المتفجرات، مبينًا أن حرب غزة فندت مقولة الجيش الإسرائيلي الذي لا يهزم، حيث ظهر ضعيفا مهزوما أمام صمود الغزيين.
وقال إن غزة وضعت العالم الإسلامي أمام اختبار وسؤال واحد هو هل يستطيع مليارين مسلم حماية مليوني مسلم؟، مشيرًا إلى أن العالم الإسلامي رسب في هذا الاختبار.
وقال إن المسلمين انقسموا في هذه الحرب لثلاثة أقسام، فمنهم من فضل السكوت، ومنهم من خان ووقف مع العدو ودعمه، وقسم ثالث اكتفى بأضعف الايمان وهو الإدانة والاستنكار، مضيفا أن حرب غزة أظهرت عمق المسافة بين هذه الدول وشعوبها.
ورأى أن هذه الإبادة الاسرائيلية المجنونةواللاإنسانية ستبقى عارا خالدا على جبين إمبرياليةالغرب الذي كال بمكيالين، دون أن ينسى هبة الأحرار في هذه الدول ضد المجازر الإسرائيلية في غزة.
أسرى للصهيونية
على صعيد آخر قال وزير الشؤون الدينية التركي السابق إن غزة أظهرت أن النخب العلمية والفكرية والفنية هم أسرى للصهيونية، وأنهم لا يفكرون ولا يطالبون إلا بما يسمح لهم.
كما أكد أن أكبر خاسر من النخب الفكرية هم علماء الدين، متسائلًا عن دورهم من الذي يحدث في غزة؟، وقال إن معظمهم لجأ إلى السكوت والانكسار، ولم يقوموا بدورهم في التوجيه والقيادة.