مخرج سينمائي عالمي يكشف "تواطؤ" الكاميرات في شرعنة الإبادة الإسرائيلية بغزة

الأربعاء 16 أكتوبر 2024 11:04 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مخرج سينمائي عالمي يكشف "تواطؤ" الكاميرات في شرعنة الإبادة الإسرائيلية بغزة



واشنطن / وكالات/

عبر المخرج السينمائي الأميركي الياباني العالمي، نيو سورا، عن استيائه العميق تجاه ما وصفه بـ"تواطؤ الكاميرات" في الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

تحدث سورا، في مقابلة مثيرة للجدل مع وكالة "الأناضول"، بصراحة عن كيفية تعامل وسائل الإعلام وصناعة السينما مع الأحداث المأساوية في فلسطين، مشيرًا إلى أن الكثير من الأطراف إما تتجاهل، أو تشوه الواقع بما يخدم مصالحها السياسية.

السينما و"التكافؤ الزائف"

شارك سورا في مهرجان البندقية السينمائي الدولي 2024، حيث ظهر مرتديًا الكوفية الفلسطينية وحاملاً علم فلسطين مع عبارة "فلسطين حرة"، ليحظى بتصفيق حار من الجمهور. كانت تلك اللحظة واحدة من أكثر اللحظات تعبيرًا عن دعمه للقضية الفلسطينية. إلا أن خلف هذا الدعم، كان هناك استياء عميق من الجدول الذي وصفه سورا بأنه يعكس "تكافؤًا زائفًا" بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأوضح أن عرض فيلم إسرائيلي وفيلم فلسطيني في نفس القسم بمهرجان كبير مثل البندقية، هو محاولة غير عادلة لخلق نوع من المساواة بين المعتدي والمعتدى عليه، مشيرًا إلى أن "إسرائيل تمارس احتلالًا وتطهيرا عرقيًا ضد الفلسطينيين".

كما أشار سورا إلى توقيعه على رسالة مفتوحة تعارض إدراج الفيلم الإسرائيلي في المهرجان، مؤكدًا أن الفيلم مرتبط بشركات إنتاج متورطة في الإبادة الجارية بغزة.

الإعلام وشرعنة الإبادة

اتهم سورا وسائل الإعلام العالمية بالانخراط في "شرعنة" الإبادة الجماعية الإسرائيلية. وقال: "نعلم أن هناك وسائل إعلام تقوم بتحريف الواقع لصالح المصالح السياسية، وتضفي شرعية على الإبادة طالما أنها تتوافق مع مصالحها". وشدد على أن دور الإعلام والفن يجب أن يكون في تسليط الضوء على تلك الانتهاكات وكشفها للعالم، بدلاً من التواطؤ مع الجرائم.

صناعة السينما والتخاذل

رغم أهمية الدور الذي يلعبه الفن في نشر الوعي، أعرب سورا عن خيبة أمله في صناعة السينما العالمية، قائلاً: "لم تسلط السينما العالمية الضوء بما يكفي على الإبادة في غزة". وأضاف أن الفنانين عليهم مسؤولية أخلاقية كبيرة لفضح الانتهاكات، سواء من خلال توقيع خطابات تضامن أو المشاركة في حملات توعية، وغيرها من الوسائل التي تساعد في رفع مستوى الوعي بما يحدث على الأرض.

تأثير الإبادة على مسيرته الفنية

سورا تحدث عن الأثر النفسي العميق الذي تركته الأحداث الجارية في غزة عليه، قائلاً إنه وجد صعوبة في مواصلة العمل في مجال السينما بعد ما شاهده. "ما الفائدة من سرد قصص عن الكرامة الإنسانية بينما نشاهد عنفا وحشيا يحرم الناس من إنسانيتهم؟" تساءل سورا، مشيرًا إلى أن الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل بدأت منذ عقود، وليس فقط منذ 7 أكتوبر.

استمرارية الإبادة والفن كوسيلة للمقاومة

اختتم سورا حديثه بالإشارة إلى استمرار الإبادة لأكثر من عام، مع امتداد الفظائع إلى دول أخرى مثل لبنان، ما يؤكد، حسب رأيه، أن الفنانين لم يقوموا بما يكفي لمواجهة هذا الواقع المرير. ورغم شعوره بالإحباط، أكد أنه سيواصل دعم القضية الفلسطينية والعمل على كشف الحقيقة من خلال أعماله الفنية، لأن "الفن يبقى وسيلة قوية لمقاومة الصمت".