أثارت صحيفة "الغارديان" تساؤلات بشأن مدى الدور السعودي الإيراني، الذي يمكن أن يلعبه الطرفان، لمنع تحول لبنان إلى غزة ثانية.
وأشارت للقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع نظيره السعودي، حيث جاء عراقجي إلى بيروت ودمشق ولم يكشف عن أوراقه، لكن دوره مهم لقرار حزب الله والحاجة للتراجع من أجل تنظيم نفسه ومنع تحول لبنان إلى غزة ثانية.
وحتى هذا الوقت نفى الحزب أنه يئن من وطأة الاغتيالات لقياداته. مع أنه عبر عن استعداده للاستماع إلى مناقشات وقف إطلاق نار يقودها حلفاؤه السياسيون في لبنان، ولكنه لم يعلن عن استعداد لوقف إطلاق النار طالما لم يتم وقفه في غزة. وكان لبنان في الماضي مصدر توتر بين طهران والرياض، حيث كانت السعودية تريد تقييدا لتأثير حزب الله والإيرانيين.
ويواجه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود تحديا كبيرا، فمن جهة يريد المضي بتحسين العلاقات مع إيران، على المدى البعيد كما يريد من الولايات المتحدة أن تبذل المزيد من الجهود للاعتراف بالمخاطر المزدوجة المتمثلة في التصعيد الإسرائيلي، في لبنان، والهجوم الكبير على إيران.
ومن جهة ثانية تعتقد الرياض أن حزب الله كان عقبة أمام تشكيل دولة فاعلة في لبنان. ويشعر أيضا بالإحباط الشديد من الرفض الإسرائيلي لدعم إنشاء دولة فلسطينية، حيث أشار دبلوماسيون سعوديون إلى تصريحات رئيس الدائرة السياسية في حركة حماس، باسم نعيم الذي قال: "لو كانت هناك فرصة لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة فسنتعاون ونكون جزءا من هذا"، وتعيد التصريحات علامات ظهرت من حماس بأنها قد تقبل حل الدولتين.
وقال وينتور إن معظم المباحثات السعودية- الإيرانية ستركز على كيفية الرد على الغزو الإسرائيلي للبنان وإن كانت إيران تريد إحياء المسار الدبلوماسي للتخفيف عن حزب الله أو تعتقد أنه قادر على التعافي عسكريا. وقد لعبت السعودية دورا فعالا في دعم الدعوة لوقف إطلاق النار لمدة 21 يوما، والتي تم الكشف عنها في الأمم المتحدة في 25 أيلول/سبتمبر، بدعم من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
وقد تم تحديد المدة بثلاثة أسابيع لإفساح المجال أمام اللبنانيين لانتخاب رئيس جديد وربما لحزب الله للموافقة على فصل أزمة لبنان عن غزة. بعد أن أطلق حزب الله الصواريخ على الاحتلال من لبنان منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023 دعما لحماس في غزة.
وتقول الصحيفة إن الساسة اللبنانيين المعارضين لحزب الله وجدوا أنفسهم وسط الرغبة في وقف إسرائيل قصفها للبنان والموافقة على وقف إطلاق النار من جهة والغضب المتزايد على حزب الله الذي لا يريد مواجهة الواقع وتقديم التنازلات السياسية المطلوبة بما فيها انتخاب الرئيس، من جهة أخرى.
ويعيش لبنان أزمة سياسية منذ انتخابات 2022 والتي قادت إلى تشكيلة لبنانية منحت حزب الله وحلفاءه حق الفيتو على انتخاب الرئيس.
وحتى يتم اختياره يجب موافقة الثلثين من أعضائه أو 86 نائبا لانتخاب رئيس لولاية مدتها ست سنوات. ولم تسفر جولات التصويت المتعاقبة في عامي 2022 و2023 عن أي اتفاق. وتدفع الولايات المتحدة الآن باتجاه انتخاب جوزيف عون، القائد العام الحالي للجيش اللبناني.
وعبرت كل من بريطانيا والولايات المتحدة عن تقديم الدعم المالي من أجل تقوية الجيش وإضعاف حزب الله وتخفيض التأثير الإيراني. وقد مولت بريطانيا في السابق أبراج مراقبة على الحدود السورية والتي قد تؤدي إلى إبطاء تدفق الأسلحة إلى حزب الله.
وقد تعرضت خطة وقف إطلاق النار لضربة قوية بعد 48 ساعة من إطلاقها في نيويورك عندما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شروطها ثم قام، دون استشارة الولايات المتحدة، باغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله في بيروت. ويبدو أن الولايات المتحدة قد دفنت خطة وقف إطلاق النار.
وأيد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكي هجمات الاحتلال قائلا: "لا شيء رأيناه حتى الآن يقودنا إلى الاستنتاج بأنهم يفعلون أي شيء آخر غير استهداف منظمة إرهابية، حزب الله، الذي شن ضربات واستمر في شن الضربات ضد إسرائيل، بما في ذلك في الأيام القليلة الماضية".