ما الدور الذي يمكن لإيران والسعودية لعبه من أجل منع تحول لبنان إلى غزة ثانية؟

الأربعاء 09 أكتوبر 2024 07:00 م / بتوقيت القدس +2GMT
ما الدور الذي يمكن لإيران والسعودية لعبه من أجل منع تحول لبنان إلى غزة ثانية؟



لندن/سما/

أثارت صحيفة "الغارديان" تساؤلات بشأن مدى الدور السعودي ‏الإيراني، الذي يمكن أن يلعبه الطرفان، لمنع تحول لبنان إلى غزة ثانية.

وأشارت للقاء ‏وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع نظيره ‏السعودي، حيث جاء عراقجي إلى بيروت ودمشق ولم ‏يكشف عن أوراقه، لكن دوره مهم لقرار حزب الله والحاجة ‏للتراجع من أجل تنظيم نفسه ومنع تحول لبنان إلى غزة ثانية. ‏

وحتى هذا الوقت نفى الحزب أنه يئن من وطأة ‏الاغتيالات لقياداته. مع أنه عبر عن استعداده للاستماع إلى ‏مناقشات وقف إطلاق نار يقودها حلفاؤه السياسيون في ‏لبنان، ولكنه لم يعلن عن استعداد لوقف إطلاق النار طالما لم ‏يتم وقفه في غزة. وكان لبنان في الماضي مصدر توتر بين ‏طهران والرياض، حيث كانت السعودية تريد تقييدا لتأثير ‏حزب الله والإيرانيين.

ويواجه وزير الخارجية السعودي ‏الأمير فيصل بن فرحان آل سعود تحديا كبيرا، فمن جهة ‏يريد المضي بتحسين العلاقات مع إيران، على المدى البعيد ‏كما يريد من الولايات المتحدة أن تبذل المزيد من الجهود ‏للاعتراف بالمخاطر المزدوجة المتمثلة في التصعيد ‏الإسرائيلي، في لبنان، والهجوم الكبير على إيران.

ومن جهة ‏ثانية تعتقد الرياض أن حزب الله كان عقبة أمام تشكيل دولة ‏فاعلة في لبنان. ويشعر أيضا بالإحباط الشديد من الرفض ‏الإسرائيلي لدعم إنشاء دولة فلسطينية، حيث أشار ‏دبلوماسيون سعوديون إلى تصريحات رئيس الدائرة ‏السياسية في حركة حماس، باسم نعيم الذي قال: "لو كانت ‏هناك فرصة لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة فسنتعاون ‏ونكون جزءا من هذا"، وتعيد التصريحات علامات ظهرت ‏من حماس بأنها قد تقبل حل الدولتين.

وقال وينتور إن معظم ‏المباحثات السعودية- الإيرانية ستركز على كيفية الرد على ‏الغزو الإسرائيلي للبنان وإن كانت إيران تريد إحياء المسار ‏الدبلوماسي للتخفيف عن حزب الله أو تعتقد أنه قادر على ‏التعافي عسكريا. وقد لعبت السعودية دورا فعالا في دعم ‏الدعوة لوقف إطلاق النار لمدة 21 يوما، والتي تم الكشف ‏عنها في الأمم المتحدة في 25 أيلول/سبتمبر، بدعم من ‏الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

وقد تم تحديد المدة ‏بثلاثة أسابيع لإفساح المجال أمام اللبنانيين لانتخاب رئيس ‏جديد وربما لحزب الله للموافقة على فصل أزمة لبنان عن ‏غزة. بعد أن أطلق حزب الله الصواريخ على الاحتلال من لبنان ‏منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023 دعما لحماس في غزة‎.‎

وتقول الصحيفة إن الساسة اللبنانيين المعارضين لحزب الله ‏وجدوا أنفسهم وسط الرغبة في وقف إسرائيل قصفها للبنان ‏والموافقة على وقف إطلاق النار من جهة والغضب المتزايد ‏على حزب الله الذي لا يريد مواجهة الواقع وتقديم التنازلات ‏السياسية المطلوبة بما فيها انتخاب الرئيس، من جهة أخرى‎.‎

ويعيش لبنان أزمة سياسية منذ انتخابات 2022 والتي قادت ‏إلى تشكيلة لبنانية منحت حزب الله وحلفاءه حق الفيتو على ‏انتخاب الرئيس.

وحتى يتم اختياره يجب موافقة الثلثين من ‏أعضائه أو 86 نائبا لانتخاب رئيس لولاية مدتها ست ‏سنوات. ولم تسفر جولات التصويت المتعاقبة في عامي ‏‏2022 و2023 عن أي اتفاق. وتدفع الولايات المتحدة الآن ‏باتجاه انتخاب جوزيف عون، القائد العام الحالي للجيش ‏اللبناني.

وعبرت كل من بريطانيا والولايات المتحدة عن ‏تقديم الدعم المالي من أجل تقوية الجيش وإضعاف حزب الله ‏وتخفيض التأثير الإيراني. وقد مولت بريطانيا في السابق ‏أبراج مراقبة على الحدود السورية والتي قد تؤدي إلى إبطاء ‏تدفق الأسلحة إلى حزب الله.

وقد تعرضت خطة وقف إطلاق ‏النار لضربة قوية بعد 48 ساعة من إطلاقها في نيويورك ‏عندما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ‏شروطها ثم قام، دون استشارة الولايات المتحدة، باغتيال ‏الأمين العام للحزب حسن نصر الله في بيروت. ويبدو أن ‏الولايات المتحدة قد دفنت خطة وقف إطلاق النار.

وأيد ‏المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكي هجمات الاحتلال ‏قائلا: "لا شيء رأيناه حتى الآن يقودنا إلى الاستنتاج بأنهم ‏يفعلون أي شيء آخر غير استهداف منظمة إرهابية، حزب ‏الله، الذي شن ضربات واستمر في شن الضربات ضد ‏إسرائيل، بما في ذلك في الأيام القليلة الماضية".