أفادت قناة عبرية، الأحد، بأن “حزب الله” أطلق اليوم نحو 250 صاروخا على شمال ووسط فلسطين المحتلة، وذلك غداة قصف عنيف تعرضت له العاصمة اللبنانية بيروت.
وذكرت القناة “14” العبرية، أن “إسرائيل تعيش تحت نيران الصواريخ اللبنانية، حيث تم إطلاق وابل من الصواريخ على الشمال الإسرائيلي يبلغ نحو 250 صاروخا”.
وأشارت إلى أنه “تم تفعيل صفارات الإنذار في مئات المدن والبلدات، إثر إطلاق وابل كثيف من الصواريخ الواحد تلو الآخر من لبنان إلى إسرائيل”.
وحتى الساعة 16:35 “ت.غ”، أعلن “حزب الله” أنه شن، الأحد، 40 هجوما على قواعد عسكرية وقوات إسرائيلية ومستوطنات.
ويأتي تصعيد الأحد، اتساقا مع تصريحات الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم، الأخيرة، التي أكد فيها أن الرد على قصف بيروت سيكون في “وسط تل أبيب”، بعد الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت العاصمة اللبنانية واغتالت المسؤول الإعلامي في الحزب محمد عفيف.
لكن في إطار ادعاءاتها بأنها قضت على نسبة كبيرة من قدرات “حزب الله”، تجاهلت إسرائيل هذا التحذير وقصفت بيروت بكميات كبيرة من المتفجرات السبت، في محاولة لاغتيال القيادي العسكري البارز بالحزب محمد حيدر.
ويرى مراقبون أن إسرائيل لم تعد تراعي أي قواعد اشتباك (غير مكتوبة) كما جرى العرف مع “حزب الله”، والتي تعتبر ضاحية بيروت الجنوبية مثل حيفا، وبيروت مثل تل أبيب.
وعبر إصراره على الرد السريع على قصف بيروت، يبدو أن “حزب الله” يصر على إثبات أنه لملم جراحه، ومن ثم إعادة إسرائيل إلى سياسة قواعد الاشتباك الضمنية التي كان يجري العمل وفقا لها طوال السنة الماضية.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها “حزب الله”، بدأت غداة شن إسرائيل إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة نحو 149 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و670 شهيدا و15 ألفا و 413 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق بيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء السبت.
ويوميا يرد “حزب الله” بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار مخابراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.