أعلن الجيش الإسرائيلي فجر الثلاثاء أنّه بدأ بشنّ “غارات برية محدودة وموضعية ومحدّدة الهدف” في جنوب لبنان ضد أهداف تابعة لحزب الله.
وقال الجيش في بيان قرابة الساعة الثانية فجرا (الإثنين 02,00 ت غ) إنّ هذا التوغل البري بدأ “قبل ساعات قليلة” بإسناد جوي ومدفعي وهو يستهدف “أهدافا وبنى تحتية إرهابية تابعة لحزب الله في جنوب لبنان”، مشيرا إلى أنّ “هذه الأهداف تقع في قرى قريبة من الحدود”. وأضاف أنّ هذه العملية البرية تتمّ وفق “خطة مرتّبة تمّ إعدادها في هيئة الأركان العامة وفي القيادة الشمالية والتي تدربت القوات لها على مدار الأشهر الأخيرة”. وأوضح أنّه “تمّت الموافقة على مراحل الحملة، ويتمّ تنفيذها وفقا لقرار المستوى السياسي”. وشدّد الجيش الإسرائيلي في بيانه على أنه “يواصل القتال والعمل لتحقيق أهداف الحرب، ويبذل كل ما هو مطلوب من أجل حماية مواطني دولة إسرائيل”. وطلب البيان “عدم نقل الشائعات والتقارير غير الرسمية حول أنشطة قوات الجيش الإسرائيلي، والالتزام بالإعلانات الرسمية فقط”. ومن جهة اخرى قال مصدر فلسطيني ووسائل إعلام لبنانية إن إسرائيل وجهت ضربة لمبنى في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بالقرب من صيدا بجنوب لبنان في وقت مبكر من صباح الثلاثاء. وهذه أول ضربة للمخيم المكتظ منذ اندلاع الأعمال القتالية عبر الحدود قبل عام تقريبا. وهو أكبر المخيمات الفلسطينية العديدة في لبنان. أفاد مصدرفي لبنان أن الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف مكتب القيادي الفلسطيني في حركة فتح منير المقدح بمخيم عين الحلوة شرق مدينة صيدا في جنوب لبنان. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت اليوم الاثنين لرؤساء المجالس المحلية في شمال إسرائيل إن المرحلة التالية من الحرب على امتداد الحدود الجنوبية للبنان ستبدأ قريبا، وستدعم هدف إعادة الإسرائيليين الذين فروا من صواريخ حزب الله خلال حرب على الحدود منذ نحو عام إلى ديارهم. وانسحبت القوات اللبنانية من منطقة الحدود مع إسرائيل في ساعة متأخرة من مساء اليوم الاثنين مع اقتراب الغزو البري إسرائيلي بعد أيام فحسب من مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وقتلت إسرائيل نصر الله يوم الجمعة، مما وجه واحدة من أشد الضربات منذ عقود لكل من حزب الله وداعمته إيران. وكان نصر الله أقوى زعيم في ما يسمى “محور المقاومة” التابع لطهران والذي يقف في وجه المصالح الإسرائيلية والأمريكية في الشرق الأوسط. وجاء ذلك بعد ضربات جوية مكثفة على مدى أسبوعين قضت على العديد من قادة حزب الله ولكنها أودت أيضا بحياة نحو 1000 مدني وأجبرت مليون شخص على الفرار من منازلهم، وفق الحكومة اللبنانية. وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن ما لا يقل عن 95 شخصا قُتلوا وأصيب 172 في الضربات الإسرائيلية على المناطق الجنوبية في لبنان وسهل البقاع وبيروت في الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقال نائب الأمين العام لجماعة حزب الله نعيم قاسم إن “قوات المقاومة جاهزة للالتحام البري”، وذلك في أول خطاب علني منذ أن قتلت إسرائيل نصر الله في غارات جوية الأسبوع الماضي. والهجمات الإسرائيلية على أهداف مسلحة في لبنان هي جزء من صراع يمتد من الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية المحتلة إلى الجماعات المدعومة من إيران في اليمن والعراق. وأثار التصعيد مخاوف من انجرار الولايات المتحدة وإيران إلى الصراع.