أنا إنسان أنا لست جراحا بارعا,احمل مديتي"بلغة الطب"لأعلمها في أجسام الغير،ولست كيميائيا أو فيزيائيا احلل العناصر وأعيد تركيبها من جديد . ولست لغـويا أخترع العبارات وأركب الجمل وأفصل الفاعل عن المفعـول,وأبـين المنصوب من المرفوع, أو المسكون من المكسور.أنا إنسان ولـدت إنسانا, وعشت إنسانا, وأمنيـتي أن يقول الناس عني عندما أموت, انه كان إنسانا. قيم العائلة لقد جئت إلي هذه الدنيا كبقية أبناء ديرتنا,سكنا ومعيشة وظروف حياة, ولكن ما ميز حياتنا,-مثل الكثيرون- إنما هي تلك البذور العظيمة إلي غرسها في نفوسنا منذ نعومة أظفارنا, أولياء الأمر منا (كن محبا للآخرين..كن عطوفا..كن رحيمـا, كن سيدا في ذاتك وعليها,وكن جريئا في قول الحق). الفراق من الصعب عليك أن تفارق من تحب,والأصعب من ذلك, إن يطول هذا الفراق,حينذاك تتغير الملامح,وتختـلط الأشياء بعضها ببعض,ويصبح من الصعـوبة بمكان أن تأخذ مكانك بسهولة في هذا الخضم من الأحداث.هذه هي الحياة نأتي إليها دون إرادتنا,ونعيشها مرغمين,وليس لنا يدا في مغادرتها. الحبيبة كنت أسمع أقراني,يتحدثون عن قصص الحب في حياتهم, وكنت أشنف السمع لكل ما يقولون,وكم تمنيت إن تكون لي حبيبة مثلهم,حتى أدلي بدلـوي في هذا الوسع من الخـيال, وكنت اسأل نفسي...هل يا ترى لو كانت لي حبيبـة, كنت سأتحدث عنها كما يتحدثون هم عن حبيباتهم؟؟؟لست ادري, ولكن كل شيء جائز, فانا في النهاية إنسان كالبقية , احمل في داخلي مشاعر وأحاسيس وعواطف,وأحلام كثيرة وكبيرة... من أنا؟ هناك لحظات حاسمة في حياة كل واحد منا, على ضوئها يتقرر المستقبل, وتتحدد الملامح ويأخذ السلوك مجرى له,فإما أن تصعـد إلى علو,وإما تهبـط إلى القـاع الذي سيصبح من الصعب الخروج منـه فيما بعد.من أنا؟ ماذا يجب أن ا كون؟ لماذا أنا موجود هنا؟ في أي صف يجب أن يكون مكاني؟؟ بين ملامـح الماضي,وحقائـق الحاضر, وما سيحمله المستقـبل المجهول،يقف الواحد منا تشده ثلاث مراحل تاريخية لا حدود للزمن فيها..العديد من الأسئلة التي يجب أن تحسم أي تردد قد ينتاب النفس عند شدائد الأحداث, والتي من المفترض أن يكون المرء قد حدد موقفه منها مسبقا,حتى لا يقـع في مطب سوء التقدير وقت حدوث الأزمة. العظماء إن مجرد الإحساس بان هنالك من يساندك ويقف معك ويعاضدك في قضيتك ويهـون علـيك من مصائبك وأحزانك وظروف حياتك غير العادية, ليوازي في عظمته أسمى الأشياء رفعة في التاريخ.. وحين تقيم الشعوب والأمم نصبا تذكارية لعزة أبنائها وجنودها المجهولين, وقادتها العظام, فان ذلك لا يأتي من باب الخوف أو الجهل أو الغطرسة أو الكبرياء الزائف ... وإنما هـو اعتراف حقيـقي إنساني لهم بأنهم كانوا مصدر عظمة وافتخار, وسمو مبادئ وقيم لهذا الشعب أو ذاك لهذه الأمة أو تلك فمتى نعترف للعظمـــــاء-في تاريخنا- بعظمتهم؟؟ إلى العمالقة إن تكون عملاقا في زمن القوزمة, فهذه مسالة فيها أشغال فكر ونظر,وأن تكون شجاعا في زمن الجبن والهروب .فأنت تستحق إذن أن تقف أمامك طوابير العسكر, لتؤدي لك التحية وفروض الطاعة,لأنك تعملقت في زمن تقوزم فيه الكثيرون –إن لم يكن الجميع-. وان تكون قادرا على زرع بسمة فوق شفاه حاولـوا ويحاولون وأد أي فرحة ترتسم فوقها ,فأنت إذن خضرة الروابي,وخيوط الشمس المتسللة عبر شقوق باب زنزانة مغلقة بأحكام على المشبوح فوق الحائط فيها:وأنت رسالة عشق أولى لعاشـق عرف الحب لأول مرة في حياته.... هكذا قلنا بصدق طبيعتنا عن أولائك الذين انتصبوا عمالقة، ليزرعوا البسمة فوق شفاهنا،ويشاركوننا أحلامنا وتفكرينا ويجذروا في نفوسنا , إننا استثنائيون في زمن الانبطاح ولعق الجزم....