نتنياهو “يقتُل” التبادل بدمٍ باردٍ : اصراره على احتلال فيلادلفيا أكبر خدعةٍ بالحرب لافشال الصفقة ومنع سقوط حكومته

الخميس 05 سبتمبر 2024 11:47 ص / بتوقيت القدس +2GMT
نتنياهو “يقتُل” التبادل بدمٍ باردٍ : اصراره على احتلال فيلادلفيا أكبر خدعةٍ بالحرب لافشال الصفقة ومنع سقوط حكومته



القدس المحتلة/سما/

 لا زالت  قضية احتلال محور فيلادلفيا من عدمه تثير جدلاً واسعًا في دولة الاحتلال، وتؤجج الخلافات الداخليّة بالمجتمع الصهيونيّ، فيما يستمِّر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بانتهاج جميع ألاعيب الخداع والكذب بهدف عرقلة أيّ تقدّمٍ في صفقة التبادل، لأنّ أيّ صفقةٍ ستؤدّي لسقوط حكومته.
 وفي هذا السياق، قال الجنرال بالاحتياط إسرائيل زيف، في مقالٍ نشره على موقع القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ: “كنتُ مسؤولاً لمدّة ثلاثة أعوامٍ على محور فيلادلفيا، وأقوال الآن إنّه يتحتّم عليّ وعلى الآخرين الكشف عن خداع نتنياهو، وإصراره على البقاء هناك هو عمليًا فرض حكم الإعدام وبدّمٍ باردٍ على الرهائن الإسرائيليين في القطاع، والتخلّي عنهم عن سبق الإصرار والترصّد، هي وصمة عارٍ، والتي يرفض الجمهور الإسرائيليّ الموافقة عليها”، على حدّ تعبيره.

في السياق، رأى المستشرق الإسرائيليّ، آفي إيسخاروف، أنّ أكبر عملية احتيال في الحرب الحالية في قطاع غزة هي الادعاء أنّ إسرائيل لا تستطيع المضيّ في صفقة التبادل بسبب الضرورة الأمنيّة لوجودها في محور فيلادلفيا. “فيلادلفيا يحدد مستقبلنا”، قال نتنياهو في خطابه إلى الأمة الذي قُدِّم كمؤتمرٍ صحافيٍّ.
 وتابع في مقالٍ نشره بصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، أنّه “ليس مهمًا أنّه حتى أيار (مايو)، لم تولِ الحكومة الإسرائيلية ورئيسها محور فيلادلفيا أهمية كبرى في الحرب، وليس مهمًا البتة أنّ المنظومة الأمنية في إسرائيل لم تنجح في إيجاد حلٍّ لمشكلات التهريب في محور فيلادلفيا، إلى حين طرح الحل الذي جرى الاتفاق عليه بين الولايات المتحدة ومصر، والذي لم يوافق عليه نتنياهو، لأنّ معنى هذا الأمر إزالة العقبة الأخيرة من طريق التوصل إلى صفقة”.
ومضى قائلاً: “لا خلاف على أنّ المشكلة الأمنية في محور فيلادلفيا لا تتعلّق بالواقع فوق الأرض. المشكلة لها علاقة بما هو تحت الأرض. ومعنى ذلك، وجود مادي لفِرق وألوية وفصائل في المحور لا يقدم ردًا على حفر نفق بعمق 70 مترًا تحت الأرض، من أيّ حيٍّ من الأحياء الداخلية في رفح. وحدها حلول ما تحت الأرض، مثل أجهزة استشعار، وجدار حديدي، وقنوات مياه، يمكنها تلبية الحاجة الأمنية الحالية إلى وقف التهريب إلى القطاع”.
وأوضح: “الظاهر أنّه يوجد مثل هذا الحل، وهو يتضمن إقامة غرفة عمليات ترسل إنذارًا في الوقت الحقيقي لدى حفر نفق في المنطقة، وهو ما يتيح العمل ضد الأنفاق، ويصبح في إمكان الإسرائيليين وقفه. هذه الصيغة حصلت على مباركة كلّ الأطراف، إلى أنْ وصلت إلى نتنياهو الذي رفضها لأنّه لا يريد حلولاً تسمح، لا سمح الله، بتقدّم المفاوضات بشأن تحرير المخطوفين”.
وشدّدّ على أنّه “في أمس الأوّل، قرر البيت الأبيض وضع حدٍّ لتلاعُب نتنياهو الإعلاميّ، وأوضح أنّه ورَد في المقترح الأمريكي، الذي وافقت عليه إسرائيل في أيار (مايو)، بوضوح، أنّ على إسرائيل الانسحاب من المحور، ويحاول مساعدو نتنياهو الادعاء أنّه لا يمكن العودة إلى السيطرة على محور فيلادلفيا، عسكريًا، إذا انسحبنا منه بسبب الخطر الكبير”.
وأردف: “لكن الأهم من ذلك، هو أنّ نتنياهو نفسه أصرّ على أنْ يكون اتفاق وقف إطلاق النار موقتاً فقط، وأنّ في إمكان الجيش العودة في نهاية المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار (6 أسابيع) إلى القتال في غزة. وهذه المدة القصيرة لا تكفي لحفر أيّ نفقٍ، ولا يمكن خلال هذه الفترة القصيرة من الزمن تهريب صواريخ من أنفاق رفح، فنتنياهو الذي أصرّ على إمكان تجدُّد القتال، لسبب ما، يتعامل مع وقف إطلاق النار على أنّه دائم، وليس موقتًا، حسبما طالب هو نفسه به.”
ولفت المُستشرق، الذي نقلت مقاله للعربيّة (مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة) لفت إلى أنّه “هنا تظهر الخديعة، ويتبنّى مؤيدوه السردية الجديدة التي قدمها من دون أنْ يتساءلوا لماذا لم يتحرك في فيلادلفيا طوال 14 عامًا من حُكمه، وإذا استيقظ الآن فقط، لماذا أصبحت الأسابيع الستة مهمة إلى درجة تفرض التخلي عن حياة 101 من المخطوفين؟”.
وقال أيضًا “عمومًا، جرت عمليات التهريب، في أغلبيتها، في السنوات الأخيرة في المعابر الحدودية، معبر رفح مع مصر، ومعبر كرم أبو سالم مع إسرائيل، التي سمحت خلال حُكم نتنياهو بدخول مواد مزدوجة الاستخدام عن طريق معبر كرم أبو سالم، وبذلك، ساعدت في حفر الأنفاق في رفح، وفي أماكن أُخرى، وفي إنتاج وسائل قتالية متقدمة”.
واختتم إيسخاروف: “في نهاية الأمر، يُحوّل نتنياهو النقاش العام نحو قضية فيلادلفيا، بينما هو يعلم بأنّ القضية العصيّة على الحل هي إطلاق سراح “مخربين فلسطينيين”، وهو ما سيؤدي إلى سقوط حكومته”، كما قال.