ذي هيل: معاناة أطفال غزة تكشف حجم الدعم الأمريكي لـ"إسرائيل"

الثلاثاء 03 سبتمبر 2024 05:43 م / بتوقيت القدس +2GMT
ذي هيل: معاناة أطفال غزة تكشف حجم الدعم الأمريكي لـ"إسرائيل"



واشنطن/سما/

نشر موقع “ذي هيل” مقالا لكي وورد تساءل فيه عن أهمية علاقات الولايات المتحدة مع إسرائيل وإن كانت تستحق الثمن الذي تدفعه أمريكا من أجلها.

وقال إنه مع اقتراب ذكرى هجمات 9/11 سأل نفسه بسؤال يهمس به دائما منذ الهجمات ضد البرجين في نيويورك: هل تستحق علاقة الولايات المتحدة مع إسرائيل الثمن؟

وكان من السهل الإجابة على هذا السؤال في أثناء الحرب الباردة، عندما دعمت الولايات المتحدة إسرائيل لمواجهة تأثير الاتحاد السوفييتي في المنطقة. كان هذا منذ وقت طويل، ورغم نشاط الروس في الشرق الأوسط إلا أن تأثيرهم ليس بذلك الحجم.

وكان الحفاظ على أسواق النفط سببا من الأسباب التي دعمت فيها أمريكا إسرائيل، لكن ذلك الوضع يتغير، وباتت الولايات المتحدة اليوم أهم منتج للنفط على وجه البسيطة. ويقول الكاتب إن إسرائيل بالطبع تواصل مساعدة الولايات المتحدة بطرق سياسية عدة بالمنطقة، ولكن الكاتب يشعر بالرغبة للسؤال إن كانت هذه المساعدة كافية لمواصلة الدعم الأمريكي لها.

ويعلق قائلا إن الولايات المتحدة دفعت خلال السنين الماضية ثمنا باهظا لعلاقتها مع إسرائيل، وليس فقط المال ولكن الدم. وبحسب تقرير لجنة التحقيق في 9/11 فقد كان دعم الولايات المتحدة لإسرائيل السبب الرئيسي وراء هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001. وجاء في تقرير اللجنة: “نبع عداء خالد الشيخ محمد للولايات المتحدة ليس من تجربته كطالب (في الولايات المتحدة) ولكن من معارضته العنيفة للسياسة الخارجية الأمريكية التي تحابي إسرائيل”.

ولو كنت كبيرا في العمر بما يكفي لتذكرت أزمة النفط في السبعينات من القرن الماضي وتقنين حصص البنزين الذي جاء معها وربما تذكرت أن النقص في الوقود هو جزء من حظر الدول العربية إمدادات النفط للولايات المتحدة بسبب غضبها من الدعم الأمريكي لإسرائيل في حرب أكتوبر أو يوم الغفران.

وربما تذكرت أيضا تفجير عام 1983 لثكنات المارينز في لبنان والذي قتل فيه 241 جنديا أمريكيا. ونظر إلى الهجوم في حينه كـ “درس في الخطر الذي تتعرض له الولايات المتحدة عندما تتدخل في النزاع بين إسرائيل وواحد من جيرانها”.

ويشعر الخبراء في ظل التوترات المتزايدة اليوم أن مخاطر تعرض الولايات المتحدة لهجوم تتزايد. وحذر المسؤولون الاستخباراتيون الأمريكيون من أن “هناك خطرا متزايدا من أن يقوم مسلحون من حزب الله اللبناني باستهداف الأمريكيين في الشرق الأوسط، وربما حتى داخل الولايات المتحدة”.

ويقول الكاتب إنه شعر بالخوف عندما قرأ تقرير لجنة التحقيق في هجمات 9/11 وأن الهجمات كان من المفترض أن تكون أقوى مما كانت عليه، وكانت ستشمل على 10 طائرات وليس ثلاث طائرات فقط، وأن أسامة بن لادن كان يريد أن تحدث الهجمات في وقت أبكر بكثير، ردا على اقتحام الأقصى من أرييل شارون الذي لم يكن في حينه رئيسا للوزراء وفي العام السابق للهجوم. و”لم يسعني إلا أن أتعجب من تصميم بن لادن على معاقبة الأمريكيين على ما فعله شارون”. وكانت الرسالة واضحة، “طالما ظلت الولايات المتحدة تقدم الدعم لإسرائيل فستكون حياة الأمريكيين في خطر”.

 وأشار الكاتب إلى هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر والذي قتل حوالي 1.200 إسرائيلي وتم أخذ 250 أسيرا إلى غزة. وفي ردها على هجمات حماس، قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 40,000 فلسطيني وشردت مئات الآلاف حسب وكالة أسوشيتدبرس. وكل المعاناة تدعو على الأسف، ولكن بصفة الكاتب مواطنا أمريكيا بذكريات حية عن تفجيرات مركز التجارة العالمي، فما “يخيفني أكثر من أي شيء آخر في هذه الموجة الأخيرة من العنف هي معاناة الأطفال. وأشعر، على وجه التحديد، بالقلق من تحويل جيل جديد بكامله من الشباب في غزة إلى جيل متطرف ضد إسرائيل والولايات المتحدة”.

وكان يحيى السنوار، العقل المدبر لهجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر والزعيم الجديد لحماس واحدا من أبناء جيل تأثر بتشرد عائلته في الحروب الأولى التي شكلت إسرائيل وانضم إلى حماس في وقت مبكر من حياته وصعد فيها وانتشرت سمعته في ملاحقة المتعاونين لدرجة إطلاق لقب “جزار خان يونس” عليه. واليوم “عندما أنظر إلى صور كل هؤلاء الشباب المعذبين في غزة، لا يسعني إلا أن أتساءل كم هم عدد الشباب الذين يشبهون “يحيى السنوار” بينهم”.

وبحسب تقرير صدر قبل فترة عن لجنة الإنقاذ الدولية، فقد تيتم أكثر من 19,000 طفل في غزة بسبب القتال. ويشكل الأطفال أكثر من 47% من سكان غزة، ويعتقد أن نصف القتلى الفلسطينيين كانوا من النساء والأطفال كما تقول اللجنة. وتضيف أن هناك أكثر من 90,000 جريح ومليون نازح بينهم الكثير من الأطفال.

وعبرت لجنة الإنقاذ الدولية عن مخاوفها من الآثار الطويلة الأمد التي تخلفها الحرب على هؤلاء الأطفال حيث يعانون من “الانفصال عن أسرهم والحرمان، والمخاطر الجسدية والبيئية، والجروح والضغوط النفسية والاجتماعية والعاطفية”.

ويقول الكاتب إن منظمات الإغاثة الدولية تعمل ما تستطيع لتخفيف المعاناة والألم عن الأطفال في غزة وبناء مستقبل لهم و”لكنني أعلم أنني لست الوحيد الذي يفكر في أنه لو كنت صبيا في الـ12 عاما في غزة وشاهدت أفراد أسرتي وأصدقائي يموتون في غارة إسرائيلية واضطررت إلى العيش في مخيمات للاجئين بعيدا عن منزلي وسط الفقر واليأس، فلن أكون متأكدا من أن كل ألواح الشوكولاتة المجانية من شركة هيرشي أو الألعاب التي يتم التبرع بها على هذا الكوكب ستجعلني أنسى الأمر”.