خبايا مفاوضات القاهرة: تعنّتٌ إسرائيليٌّ ومصر ترفض بقاء أيّ جنديٍّ إسرائيليٍّ بمعبر رفح وواشنطن تنفخ بجثّةٍ هامدةٍ..

الثلاثاء 27 أغسطس 2024 12:09 م / بتوقيت القدس +2GMT
خبايا مفاوضات القاهرة: تعنّتٌ إسرائيليٌّ ومصر ترفض بقاء أيّ جنديٍّ إسرائيليٍّ بمعبر رفح وواشنطن تنفخ بجثّةٍ هامدةٍ..



القدس المحتلة/سما/

يرفض الأمريكيون الإقرار بأنّ المفاوضات التي جرت في القاهرة، خلال الأيام الماضية، انتهت من دون تحقيق أيّ اختراقٍ أوْ تقدّمٍ. وبينما يقرّ الإسرائيليون بذلك، صراحة، أوْ ضمنًا إرضاءً لواشنطن، يؤكِّد الجانب الفلسطيني أيضًا أنّه لا تقدّم في المفاوضات، وأنّ المفاوض الإسرائيليّ لا يبرح يكثّف ويعقّد شروطه، وينقلب على التفاهمات السابقة.
وعلّق المحلّل السياسي الإسرائيلي في موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، باراك رابيد على مفاوضات القاهرة بهدف إبرام صفقة تبادل أسرى بين دولة الاحتلال وحركة (حماس)، قائلًا: “انتهت جولة المحادثات حول صفقة المختطفين التي جرت يوم أوّل من أمس الأحد في القاهرة دون تقدم. وقال مسؤولٌ إسرائيليٌّ إنّه على الرغم من أنّ المحادثات كانت إيجابية إلّا أنّ الفجوات بين الطرفين بقيت على حالها، على حدّ تعبيره.
ونقل رابيد عن مسؤولٍ إسرائيليٍّ إشارته الى أنّ “طاقم المفاوضات الإسرائيليّ-رئيس الموساد دافيد برنياع، رئيس الشاباك رونن بار واللواء في الاحتياط نيتسان ألون، عادوا إلى تل أبيب من القاهرة مساء أمس، فيما بقيت في القاهرة طواقم عمل من إسرائيل، الولايات المتحدة، مصر، قطر وحماس لمواصلة المحادثات والعمل لتقليص الفجوات وإغلاق قضايا مختلفة لا تزال مفتوحة في مخطط صفقة المختطفين” على حد تعبيره،

ووفق المسؤول الإسرائيليّ فإنّه “لا تزال هناك طريق يجب قطعها قبل التوصل إلى اتفاق”.
ووفق رابيد، الذي يعمل أيضًا في موقع (إكسيوس)، قال مسؤولٌ أمريكيٌّ: “إنّ جولة المفاوضات في القاهرة، أمس الأوّل الأحد كانت بنّاءة. كلّ الأطراف جاءت إلى المحادثات من خلال رغبة للتوصل إلى اتفاق قابل للتنفيذ. في الأيام المقبلة ستتواصل المفاوضات عبر مجموعات عمل لمناقشة القضايا والتفاصيل المتبقية”، حسب قوله.
من جهتهم، يقرّ المسؤولون الإسرائيليون بأنّ “فرصة التوصّل إلى صفقة ليست عالية”، لكنهم يشددون على ضرورة “استنفاد كل فرصة، حتى لو كانت منخفضة”، بحسب قناة (كان) الإسرائيلية.
ونقلت القناة عن مسؤول مطّلع على المحادثات، قوله إنّ “الفريق الذي بقي في القاهرة ركّز على التحرّك في قضية أسماء الأسرى الفلسطينيين (الذين ستشملهم الصفقة)”. وإذ أشار المسؤول إلى أنّ “فرص التوصّل إلى اتفاق ليست كبيرةً، طالما أنّ هناك إصرارًا على محور فيلادلفيا”، فهو أكّد أنّ “الفرق التفاوضية مقتنعة بإمكانية التوصّل إلى اتفاق، من دون المساس بالأمن، مع إقامة عائقٍ كبيرٍ على الحدود، بتمويل أمريكيٍّ”.
أمّا “الجانب المصري، فأبدى رفضه للتواجد الإسرائيليّ بشكلٍ كاملٍ في معبر رفح، بينما أظهر تفهّمًا لبقاء قوات الجيش الإسرائيليّ في مواقع قليلة في محور فيلادلفيا، على أنْ يكون انسحاب هذه القوات مُجدوَلاً في مواعيد مكتوبةٍ وواضحةٍ ودقيقةٍ”، بحسب مصادر تحدثت لصحيفة (الأخبار) اللبنانيّة.
ومع انتهاء جولة التفاوض الأساسية مساء أول من أمس، قال مصدران أمنيان مصريان، لوكالة (رويترز)، ليل الأحد – الإثنين، إنّ المفاوضين لم يتوصّلوا إلى أيّ اتفاق، وإنّ اقتراحات التسوية التي عرضها الوسطاء، رُفضت من قبل جانبي التفاوض، الإسرائيليّ والفلسطينيّ. وفيما غادرت الوفود التفاوضية العاصمة المصرية مساء الأحد، أصرّ الأمريكيون على إبقاء فرق عمل تقنيّة ليوم إضافي، بحضور المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، بريت ماكغورك، الذي بقي في القاهرة أمس، حتى مغادرة الفرق التقنية أيضًا مساء.
ونقلت القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ عن نتنياهو قوله خلال لقاء مع عائلات الرهائن: “لا يهمّني موقف المؤسّسة الأمنية والعسكرية بشأن محور فيلادلفيا”، وإنّه “إذا انسحبت إسرائيل من محور فيلادلفيا الآن، فسيكون الضغط عليها هائلاً لعدم السيطرة عليه مجددًا. وأكد مكتب رئيس الوزراء، بدوره، أنّ “نتنياهو مصمّمٌ على إعادة المخطوفين وبقاء محور فيلادلفيا بيد إسرائيل”.
وفي الوقت عينه، نقلت القناة نفسها عن وزير الأمن يوآف غالانط تأكيده أمام العائلات أنّ “غياب إسرائيل عن محور فيلادلفيا ليس عائقًا أمنيًا”، وأنّ “بإمكاننا التعامل مع الوضع في المحور إذا خرجنا منه لمدّة 6 أسابيع”.
كما قال غالانط، في لقاء مع رئيس “هيئة الأركان المشتركة” للجيش الأمريكيّ، تشارلز براون، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، إنّ “العدوان الإيراني يحطّم الأرقام القياسية”، معتبرًا أنّه “لمواجهته، يجب علينا تعزيز القدرات المشتركة عبر الحدود في جميع ساحات الحرب”، طبقًا لأقواله.
وفي الختام قالت صحيفة (هآرتس) العبريّة، اليوم الثلاثاء، إنّ ردّ (حزب الله) لم يجُرّ المنطقة إلى حربٍ شاملةٍ، لذا تعتقد واشنطن وتل أبيب أنّه من الممكن التقدّم في مفاوضات التبادل.
ونقلت عن مصادر أمريكيّةٍ وإسرائيليّةٍ قولها إنّ ردّ حزب الله أدّى إلى عزل قائد حماس، يحيى السنوار، وازدياد الضغوط العربيّة الممارسة عليه بهدف تليين مواقفه، مع ذلك، أقرّت المصادر عينها بأنّه حتى اللحظة لم يتّم التوصّل لاتفاقٍ مقبولٍ على الأطراف حول التواجد الإسرائيليّ في محور صلاح الدين (فيلاديلفي)، على حدّ تعبيرها.