في الطريق الى الانفجار؟ منوط بمن تسألون. الوزير يوسي بيلد اثار امس عاصفة حين اعلن بان المواجهة العسكرية في لبنان محتمة. ولكن سرعان ما أصدر مكتب نتنياهو بيانا يقول ان اسرائيل لا تتطلع الى مثل هذه المواجهة، وفي الجيش الاسرائيلي ايضا اوضحوا امس بان القتال في الشمال ليس من مصلحة أي من الاطراف. بيلد، قائد المنطقة الشمالية الاسبق حل ضيفا على حدث ثقافي في بئر السبع وسئل عن جبهة محتملة حيال حزب الله. وصرح الوزير بان "المواجهة العسكرية في لبنان محتمة. بلا ريب، نحن في الطريق الى جولة اخرى في الشمال. لا احد يعرف متى ولكن واضح ان هذا سيحصل. لم يعرف احد من قبل ايضا بان حرب لبنان ستندلع في التوقيت الذي اندلعت فيه". واضاف بيلد بان حزب الله يملك الان قدرات عسكرية أعلى من تلك التي كانت لديه عشية حرب لبنان الثانية. وذلك بزعمه لان العالم فشل في معالجة المنظمة. وقال انه "رغم قرار الامم المتحدة لم يتجرأ احد على لمس حزب الله. لبنان هو الدولة الوحيدة في العالم التي يوجد فيها منظمة عسكرية لا تخضع للسلطة وتدعمها دولتان خارجيتان – ايران وسوريا". واثارت اقواله صدى كبيرا، ولا سيما عقب ما قيل في الفترة الاخيرة في لبنان من مزاعم وبموجبها تستعد اسرائيل للهجوم، بل ان صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية افادت في نهاية الاسبوع بارتفاع مستوى حالة التأهب في حزب الله. غير أنهم في مكتب رئيس الوزراء سارعوا الى تخفيض مستوى اللهيب واوضحوا بانه لا توجد أي خطط لمثل هذه الخطوة في الفترة القريبة القادمة. وجاء في بيان رسمي نشره المكتب ان "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوضح بان دولة اسرائيل لا تتطلع الى أي مواجهة مع لبنان. وجهة اسرائيل هي نحو السلام مع جيرانها". وبعد نشر البيان سارع بيلد الى الانضمام الى ذلك وادعى بان اقواله لم تكن مثابة تهديد. وصرح أمس "اتفق مع رئيس الوزراء مائة في المائة. وجهة دولة اسرائيل نحو السلام وليس المواجهة. لم اتحدث عن نوايا اسرائيلية للشروع في مواجهة – تحدثت عن ان حزب الله سيقود لبنان الى مواجهة مع اسرائيل. رئيس الوزراء لم يقصد التهدئة. ماذا يوجد لتهدئته؟ أنا لم اكشف عن أي شيء جديد. حزب الله يحاولون خلق هنا جبهة مع دولة اسرائيل. حبذا لو كنت مخطئا". واذا لم يكن بيان مكتب رئيس الوزراء بكاف فان محافل رفيعة المستوى في قيادة الجيش الاسرائيلي أوضحت امس بان أي من الاطراف ليست لديه رغبة في القتال. حزب الله، كما تدعي هذه المحافل، غير معني بمواجهة اخرى في هذه المرحلة، بل فقط في موعد يكون مريح له من ناحية عسكرية وسياسية. 24 يناير 2010