خبر : قطيعة شبه تامة بين رئيس الوزراء نتنياهو والملك الاردني عبدالله – لم يتحدثا منذ اشهر../ هارتس

الأحد 24 يناير 2010 02:54 م / بتوقيت القدس +2GMT
قطيعة شبه تامة بين رئيس الوزراء نتنياهو والملك الاردني عبدالله – لم يتحدثا منذ اشهر../  هارتس



              أزمة خطيرة في علاقات اسرائيل – الاردن: فقد أفاد موظفون كبار في القدس ومسؤولون كبار اردنيون مؤخرا في احاديث مع "هآرتس" بانه يوجد اليوم بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والملك عبدالله قطيعة شبه كاملة.             خلافا لتركيا، حيث التوتر في العلاقات علني ومغطى اعلاميا، فان الازمة مع الاردن وان كانت هادئة الا انها اكثر عمقا وحدة بكثير. شدة الازمة تبرز على نحو خاص على خلفية العلاقات الدافئة والحميمة التي كانت لرئيس الوزراء ايهود اولمرت مع الملك عبدالله، وكذا بالقياس الى العلاقات الوثيقة لرئيس الوزراء نتنياهو مع الرئيس المصري حسني مبارك.             منذ دخل نتنياهو مكتب رئيس الوزراء للمرة الثانية التقى مرة واحدة فقط مع الملك عبدالله. وقد تم اللقاء في منتصف ايار 2009، قبل بضعة ايام من سفر نتنياهو الى واشنطن. وفي اللقاء ضغط الملك على نتنياهو للاعلان عن قبول مبدأ "دولتين للشعبين" ونقل له رسائل حادة بالنسبة للبناء في المستوطنات والنشاطات الاسرائيلية في شرقي القدس. اما مع مبارك بالمقابل فقد التقى نتنياهو ثلاث مرات. وذلك اضافة الى زيارتين لرئيس  المخابرات المصرية عمر سليمان الى القدس.             مستشار الامن القومي، عوزي اراد، زار السنة الماضية الاردن مرتين فقط. كما أن المعاملة لاراد في قصر الملك مشوبة بالشك والتردد، ضمن امور اخرى بسبب الرواسب من عهد ولاية نتنياهو الاولى. في زيارته الاخيرة الى عمان قبل الجمعية العمومية للامم المتحدة في شهر ايلول سعى اراد الى تنظيم لقاء بين الملك ونتنياهو. بيد أن الاردنيين تملصوا بدعوى امتلاء جدول الاعمال. وأخيرا التقى الرجلان لخمس دقائق في احدى الاروقة في مقر الامم المتحدة في نيويورك.             واشار موظفون اسرائيليون كبار ضالعون في العلاقات مع الاردن الى أن الملك عبدالله ونتنياهو تحادثا هاتفيا ليس اكثر من مرة واحدة في اثناء الاشهر التسعة الاخيرة. وعندما تناقلت الرسائل بين الرجلين، تم الامر عبر الرئيس شمعون بيرس الذي يتحدث مع الملك عبدالله كل بضعة اسابيع. قناة اخرى تكمن، أغلب الظن في الاتصالات التي يجريها رئيس الموساد مئير داغان مع قادة المملكة.             احد اسباب القطيعة، على حسب قول مصادر اسرائيلية واردنية، هو انعدام ثقة الملك عبدالله بنتنياهو. بل ان الملك عبر علنا عن هذه المشاعر في مقابلة منحها لصحيفة "التايمز" اللندنية في ايار 2009، قبل بضعة ايام فقط من لقائه مع نتنياهو: "كان لي ثلاثة اشهر في ولايتي كملك بالتوازي مع نتنياهو (1999 – ب. ر)". قال الملك، "هذه كانت الاشهر الثلاثة الاقل لطفا في كل عشر سنوات ولايتي حتى الان".             بالتوازي مع القطيعة مع نتنياهو، يقاطع الاردنيون وزير الخارجية افيغدور ليبرمان. ومثل زملائه من باقي الدول العربية، يتعامل وزير الخارجية الاردني ناصر جودة مع ليبرمان كـ "منبوذ" ويرفض أي اتصال به.             القطيعة تسود ايضا في مستويات أدنى من ذلك. خلافا للماضي، فان مدير عام وزارة الخارجية يوسي جال لم يجر حتى اليوم أي لقاء مع نظيره في عمان. أساس العلاقة بين وزارتي الخارجية يتم من خلال السفير الاسرائيلي في الاردني دانييل نافو الذي يحظى بتقدير شديد في عمان، وكذا السفير الاردني القديم في اسرائيل، علي العايد.             "العلاقات في درك اسفل خطير وفي ازمة حقيقية"، قال لـ "هآرتس" موظفون اسرائيليون كبار طلبوا الحفاظ على كتمام اسمائهم بسبب حساسية الموضوع. ورووا قائلين: "يوجد عدم ثقة حقيقي ومن الصعب العمل على هذا النحو". وزير كبير ضليع في العلاقات مع الاردن اكد هو ايضا على وجود ازمة حادة بين الدولتين. مصارد اردنية رسمية تحدثت مع "هآرتس" شددت ايضا على خطورة التدهور في العلاقات.             وسواء المحافل الاسرائيلية ام الاردنية متحدون في الرأي بان حملة "رصاص مصبوب" في قطاع غزة الى جانب نتائج الانتخابات في اسرائيل والجمود السياسي هي التي ادت الى الازمة الخطيرة. الملك عبدالله وباقي القيادة الاردنية لا يؤمنون بصدق نوايا نتنياهو بالنسبة للمسيرة السلمية ويشتبهون بانه يخدعهم.             "حتى اليوم لم نسمع من نتنياهو بشكل واضح ما هو هدفه، وهل هو ملتزم بالمسيرة السلمية وهل هو جدي بالنسبة لاقامة دولة فلسطينية"، قال مصدر اردني كبير. وحسب اقواله، فان "نتنياهو يعرف بالضبط مواقفنا والملك قال له كل شيء بشكل واضح ومباشر. ولكن لشدة الاسف، نحن لا نرى أي استجابة وتقدم في المسيرة السلمية".             حالة الشك والغضب الاردنية تجاه نتنياهو تبرز على نحو خاص في مسألة شرقي القدس والحرم. في السنة الاخيرة وقعت اكثر من خمس حالات مختلفة رفع فيها الاردنيون احتجاجات دبلوماسية لاسرائيل او استدعوا السفير الاسرائيلي في عمان الى حديث توبيخ في مواضيع تتعلق بالقدس. ويقول الاردنيون انهم يجسدون بذلك الصلة التي تقررت لهم بالاماكن المقدسة في القدس في اطار اتفاق السلام مع اسرائيل. ورغم حقيقة أن اتفاق السلام يذكر صلة بالاماكن المقدسة للاسلام فقط، فقد بدأ الاردنيون يرفعون احتجاجات ايضا على اعمال اسرائيلية تمس بزعمهم بالاماكن المقدسة للمسيحيين ايضا.             ويجري الاردنيون متابعة وثيقة لكل عمل اسرائيلي في القدس. الاضطرابات في الحرم عشية يوم الغفران الاخير رفعت التوتر بين الدولتين الى ذروة جديدة. كما أن الاردنيين يشتكون بشكل دائم من الحفريات التي بزعمهم تنفذها جمعيات اسرائيلية تحت الحرم، ولكن يرفضون الانضمام الى رجال وزارة الخارجية في جولات ميدانية للتأكيد من ان هذه الحفريات لا تنفذ. وحسب مصادر اسرائيلية، فان قسما من الشكاوى هي على حدود السخافة: كالشكوى من نصب نموذج ضخم للهيكل في مدرسة دينية قرب الحرم، اصلاح جدار في احدى الكنائس في الحي المسيحي في البلدة القديمة او نصب حجر من جبل البيت من عهد البيت الثاني في ساحة امام الكنيست.             مصدر اردني كبير اكد لـ "هآرتس" بان اعمال اسرائيل في شرقي القدس في السنة الاخيرة هي احد الاسباب المركزية للازمة في العلاقات. وقال المصدر انه "كان تفاقم كبير في المعاملة مع السكان العرب في القدس". وحسب أقواله "يطردون الناس من بيوتهم، يبنون دون توقف في شرقي القدس ويقومون باستفزازات في الحرم".             واشار موظفون اسرائيليون الى أنه تبذل محاولات عديدة لترميم العلاقات. ولكن، كل هذه المحاولات تحظى بكتف باردة من جانب الاردنيين. كل المشاريع المشتركة، باستثناء تلك التي في مجال المياه، توجد في تجميد تام ولا يبدو أي استعداد اردني لازالة هذا التجميد.             "كلما استمر الطريق المسدود في المسيرة السلمية يصبح الاردنيون اكثر سلبية في تعاملهم مع اسرائيل"، كما اجمل موظف اسرائيلي كبير.             وجاء من مكتب رئيس الوزراء التعقيب التالي: "رئيس الوزراء يرى اهمية كبيرة في تطوير العلاقات السلمية والجيرة مع الاردن. الاتصالات السياسية بين الدولتين مستمر كل الوقت على مستويات دبلوماسية. سيسر رئيس الوزراء ان يلتقي الملك الاردني في كل مناسبة تظهر فيها الحاجة الى ذلك. النوايا الجدية لحكومة اسرائيل في تحريك المسيرة السلمية مع الفلسطينيين ثبتت في الاشهر الاخيرة في سلسلة من الخطوات. واليوم يفهم كل مصدر موضوعي في الاسرة الدولية بان قيادة السلطة الفلسطينية هي رافضة السلام وهي التي تعرقل بدء المسيرة السياسية".   24 يناير 2010