باحث إسرائيلي بارز: التهديد الحقيقي لتل أبيب ليس إيران ولا “حزب الله” و”حماس” بل “فينا”

الجمعة 23 أغسطس 2024 03:29 م / بتوقيت القدس +2GMT
باحث إسرائيلي بارز: التهديد الحقيقي لتل أبيب ليس إيران ولا “حزب الله” و”حماس” بل “فينا”



القدس المحتلة/سما/

 يؤكد أبرز الباحثين العسكريين في إسرائيل أن التهديد الحقيقي على إسرائيل ليس إيران، ولا “حزب الله” و”حماس”، بل هو “فينا”.

يقول أوري ميليشتاين، في مقال نشرته صحيفة “معاريف”، اليوم، إن الفشل والخلل في قوة ومناعة إسرائيل قد بدأ منذ عقود، منذ أن بث قادتها دعاية وصدقوها بأنها دولة إقليمية عظمى ورأس حربة لأمريكا في المنطقة. منوهاً إلى أنه منذ بدأ قادة إسرائيل تصديق دعايتهم هذه في العالم، غداة حرب 1967، لم يتم تصليح أيّ من الإخفاقات التي تبينت، حتى في حزيران 1967، وخلال حرب الاستنزاف التي تلتها.

ويضيف ميليشتاين، في قراءته لواقع إسرائيل بين الماضي والحاضر: “عندما فشل الجيش الإسرائيلي في ساحة المعركة خلال خرب 1973 تسبّبت إسرائيل بخيبة أمل للولايات المتحدة، وفي عيون كثيرين في الإدارة الأمريكية ارتفعت مكانة مصر لديهم”. ويرى ميليشتاين أن هذه واحدة من أهداف مصر في تلك الحرب.

ويمضي في قراءته النقدية التاريخية: “لم تتعلم إسرائيل من دروس الإخفاقات الاستخباراتية والعملياتية التي سبقت حرب 1973 واستمرت في بدايتها”. ويقول إن “الجيش الإسرائيلي لم يستخلص العبر من الإخفاقات، ما أدى لتكرارها، وفي ذات الأنماط، في السابع من أكتوبر 2023.”

التهديد الحقيقي
من هنا يستنتج ميليشتاين أن التهديد الأكبر على إسرائيل وعلى مستقبل وجودها لا ينبع من إيران و“حزب الله” ومن الحوثيين والميليشيات الشيعية في العراق وسوريا، بل ينبع من رؤساء المؤسسة الأمنية فيها، ومن قادة جيشها الكبار.

ويضيف ميليشتاين أكثر من ذلك: “منذ سبعين عاماً، وأنا أحاول تفكيك هذا التهديد، وكل ما أنجزته هو أن رؤساء الدولة، والجيش، والمؤسسة الأكاديمية، والإعلام ينظرون لي ويتعاملون معي كأنني أنا التهديد، فيفعلون ما بوسعهم من أجل إسكات انتقاداتي، ومن جهتي أنا أتعامل مع محاولاتهم هذه كتجربة بحثية ينبغي القيام بها، وهم كانوا بالنسبة لي فأر مختبرات”.

ويقول إنه على أساس معطيات هذا البحث طوّر فلسفة، أو عقيدة أمنية، نشرها في كتابه “عقيدة الأمن العامة- مبدأ البقاء”. لافتاً إلى نظرة الاستخفاف لأبحاثه وكتاباته من قبل الجيش وأوساط في المؤسسة الأكاديمية. مشدداً على عدم إمكانية فهم أحداث السابع من أكتوبر دون خلاصاته التاريخية.

ويتابع: “الآن، وبعد أن رأى الجميع أنهم لا يفهمون عالم الجيش والحرب، رغم درجاتهم العسكرية، وألقابهم الجامعية، ربما يقرأ هؤلاء الجنرالات والأساتذة  كتابي المذكور. ولكن للأسف هذه آمال خائبة على ما يبدو. ولذا فإنني أقدم هنا مبادىء أساسية للفلسفة الأمنية التي طورتها :

الأول: نحن نتطلّع للبقاء، ونحن موجودون في بيئة تهددنا.

الثاني: كشف الحقيقة يهدد مستقبل صنّاع القرار، ومن هنا هم يعتبرون كشف الحقائق تهديداً يجب إبطاله”.

ويختتم ميليشتاين بالقول:  “المنظومات العسكرية تجتهد لإخفاء إخفاقات، وبدون فضحها لا يمكن استخلاص دروس. ومن دون استخلاص عِبر وتطبيقها فإن النتيجة تكون حتمية: فساد يتفاقم. وهناك فساد الجيش، بصفته منظومة عضلات الدولة، يهدّد وجود الدولة كما تدلّل تجارب تاريخ البشرية”.

 ويقول ميليشتاين إن “العقاب” الذي فرضته إسرائيل عليه بسبب كشفه الإخفاقات هو حرمانه من مستحقات الشيخوخة، وهو في عمر 85 عاماً.

ويضيف: “مع ذلك، لن أتوقف، وسأبقى أوجّه انتقاداتي وكشفي الإخفاقات بدون رحمة، وذلك لصالح الأمة كلها”.