قال الصحافي البريطاني ريتشارد ميدهيرست، إن قوات الأمن اعتقلته في مطار هيثرو يوم الخميس بناء على قانون الإرهاب 2000، بند 12، واتًهم “بالتعبير عن آراء وأفكار تدعم منظمة مصنفة كإرهابية” بدون التوضيح. وأفرج عنه بعد احتجاز لمدة 24 ساعة، لكنه قال إن ستة من ضباط الأمن البريطانيين كانوا ينتظرونه عند مدخل الطائرة واعتقلوه ولم يحتجزوه.
وقال ميدهيرست في منشور على منصة “إكس” إنه يشعر أنه مستهدف لأنه تحدث عن الوضع في فلسطين. مضيفا أنه أول صحافي يُعتقل بناء على هذا القانون. ويعتقد أن هذه محاكمة لعرقلة عمله كصحافي ونشاطه السياسي.
ووصف ميدهيرست كيف تم اعتقاله، حيث نُقل في سيارة إلى مركز الشرطة وقُيّد وصودر هاتفه وأجهزة التصوير وتم تفتيشه. وطُلب منه خلع حذائه وجوربيه. وقال إن حقيبته فتشتت بطريقة فوضوية. وتحدث عن معاملته كمجرم ورفض الضباط طلبه لكي يخبر عائلته. ولم يسمح له طوال 24 ساعة بالاتصال مع عائلته أو صديقه.
وقال الصحافي إن رفض كل الاتهامات الموجهة. مؤكدا أنه يرفض الحرب ولم يُعتقل أبدا في حياته.
وحصل والدا ميدهيرست على جائزة نوبل لعملهما في قوات حفظ السلام. وقال إنه نفسه كان ضحية للإرهاب. فعندما كان طالبا في مدرسة دولية بإسلام أباد، تعرضت السفارة المصرية لتفجير مزدوج. وأكد أنه يرفض الإرهاب ويعود لعائلة لها تاريخ طويل في الخدمة المدنية.
وعمل والده في شرطة لندن وبمكافحة الإرهاب قبل أن ينضم للأمم المتحدة، كما خدم جده في القوات الجوية البريطانية. وأكد الصحافي أنه يحب بلده، ويعتقد أن عمله هو جزء من العمل في الخدمة المدنية. وأن عمله في الصحافة هو جزء من تقديم رواية أخرى عما يقدمه الإعلام الرئيسي. ولكنه يشعر أنه وغيره مستهدفون بسبب حديثهم عن فلسطين.
وأكد أن غزة والأزمة الإنسانية فيها هي أهم موضوع ملحّ في العالم. ولكنه لا يفهم الكيفية التي يتم فيها إساءة تفسير أي تصريح مؤيد أو متعاطف، واعتباره مخالفا لقانون الإرهاب الذي يرى أنه خارج عن السيطرة، وظل يتحدث عن عيوبه، حتى قبل أن يصبح نفسه ضحية له.
وقال ميدهيرست إن قوانين مكافحة الإرهاب يجب استخدامها لمكافحة الإرهاب الحقيقي وليس الصحافة. وأوضح: “لا يمكننا اعتبار أنفسنا ديمقراطية حقيقية عندما يتم جر الصحافيين من الطائرة ويعاملون كقتلة”. وعبّر عن قرفه من الطريقة التي عومل بها، وهو لا يعرف إن كان سيواصل عمله كصحافي بعد خروجه بكفالة، ويقول إن حرية الصحافة والتعبير تتعرض للهجوم حيث تقوم الدولة بتصعيد القمع والاضطهاد لمنع الكشف عن تواطؤ الحكومة بالإبادة.
ميدهيرست مواطن بريطاني، وصحافي ومعلق سياسي مستقل، مولود في دمشق. يتحدث إلى جانب الإنكليزية، العربية والفرنسية والألمانية. ويقدم برامج لمناقشة التاريخ والسياسة والعلاقات الدولية والشرق الأوسط والتي تتجذر في عدائه للإمبريالية. وقد حظي الفيديو الذي وضعه على “إكس” وشرح فيه معاناته وأثر اعتقاله على نفسيته بأكثر من مليون مشاهدة.