البيت الأبيض إنه يشعر “بقلق بالغ” إزاء الغارة الجوية الإسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة اليوم السبت أسفرت وفقا لمسؤولين في الدفاع المدني الفلسطيني عن استشهاد نحو 100 شخص، مما دفع عدة دول عربية وتركيا وبريطانيا ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي للتنديد بالهجوم.
وكان المجمع التعليمي الواقع في مدينة غزة يؤوي عائلات فلسطينية نازحة. وقال الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة إن نحو 100 فلسطيني استشهدوا في الهجوم اليوم السبت. وزعمت إسرائيل إن نحو 20 مسلحا كانوا ينشطون في المجمع.
وأظهر مقطع مصور من الموقع أشلاء متناثرة وسط الأنقاض وجثثا أخرى يتم حملها بعيدا وأخرى مغطاة بأغطية.
وقالت كاملا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة للرئاسة عن الحزب الديمقراطي للصحفيين اليوم السبت “مرة أخرى يسقط عدد كبير جدا من المدنيين قتلى”، وكررت الدعوات التي تطالب بوقف إطلاق النار في غزة.
وقال البيت الأبيض في بيان “نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير عن سقوط شهداء من المدنيين في غزة بعد غارة شنها جيش الدفاع الإسرائيلي على مجمع يضم مدرسة”، مضيفا أن واشنطن على اتصال بإسرائيل للحصول على مزيد من المعلومات.
وتواجه واشنطن انتقادات محلية ودولية متزايدة، بعضها من جماعات حقوقية، بسبب دعمها العسكري لإسرائيل. وجاءت الغارة الجوية بعد يوم من إعلان متحدث باسم وزارة الخارجية أن الولايات المتحدة ستقدم لإسرائيل 3.5 مليار دولار لإنفاقها على أسلحة وعتاد عسكري أمريكي بعد أن خصص الكونجرس هذه الأموال في أبريل نيسان.
وأضاف البيت الأبيض “نعلم أن (حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية) حماس تستخدم المدارس كمواقع للتجمع وتنفيذ عمليات منها، لكننا قلنا أيضا في أكثر من مناسبة إنه يتعين على إسرائيل اتخاذ إجراءات لتقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين”.
وذكر البيت الأبيض في البيان أن “عددا كبيرا جدا من المدنيين ما زال يسقط بين قتيل وجريح” في حرب غزة مكررا دعواته لوقف إطلاق النار.
وجاءت التصريحات الأمريكية بعد تنديد مصر وقطر والإمارات والسعودية وتركيا بالهجوم.
وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه شعر بالفزع جراء الصور الواردة من المدرسة، بينما قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن الضربة أصابته “بذهول”.
ولجأ عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين إلى المدارس في غزة التي توقف معظمها عن العمل منذ بدء الحرب قبل 10 أشهر.
وهذا هو أحدث هجوم يتسبب في سقوط شهداء منذ بدء الحملة العسكرية على غزة والتي تقول وزارة الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس إنها تسببت في استشهاد ما يقرب من 40 ألف فلسطيني إلى جانب نزوح جميع السكان تقريبا البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وتسببت الحملة العسكرية أيضا في أزمة جوع وأثارت اتهامات أمام محكمة العدل الدولية بوقوع إبادة جماعية في القطاع، وهو ما تنفيه إسرائيل.
واندلعت أحدث موجة من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود في السابع من أكتوبر تشرين الأول عندما هاجمت حماس جنوب إسرائيل، مما أدى وفقا لإحصاءات إسرائيلية إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة.
وطرح الرئيس الأمريكي جو بايدن اقتراحا لوقف إطلاق النار على ثلاث مراحل في خطاب ألقاه في 31 مايو أيار. وتحاول واشنطن والوسيطان مصر وقطر منذ ذلك الحين التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن لكنهم يواجهون عقبات متكررة.
في غضون ذلك، تزايد خطر نشوب حرب أوسع في الشرق الأوسط بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في إيران والقائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر في بيروت قبل أيام، مما أثار تهديدات بالانتقام من إسرائيل.