تساؤلات كثيرة أثارتها زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لمصر اليوم الأحد، لاسيما استهلاله زيارته لمصر برفح والعريش.
“فيدان” قالها صراحة ودون مواربة: “زيارتي لميناء العريش، ليست من أجل الحديث عن المساعدات التركية، بل للفت انتباه الرأي العام العالمي إلى الإبادة الجماعية في غزة”.
وأضاف أن أنقرة تقدم أكبر قدر من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
“فيدان” كتب على صفحته على منصة إكس: “قيام إسرائيل بإغلاق المعابر واستهداف قوافل المساعدات وقتل العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، ومنع إجلاء المرضى والمدنيين، والتسبب في تعفن آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات، هو جريمة ضد الإنسانية تندرج تحت جريمة الإبادة الجماعية التي تمارسها على أرض الواقع”.
ووجه فيدان رسالة للعالم قائلا: «ينبغي على العالم أن يتوقف عن التزام الصمت إزاء قسوة الإدارة الإسرائيلية وأن يبذل المزيد من الجهود لضمان إيصال المساعدات إلى غزة دون عوائق أو انقطاع.»
وتابع قائلا: «نحن كتركيا، بدولتها ومواطنيها ومنظماتها سنقف إلى جانب الفلسطينيين حتى النهاية وتستمر في الوفاء بواجبها الأخلاقي والإنساني».
ووفق بيان للخارجية المصرية، تتناول المباحثات بين عبد العاطي وفيدان «تطورات الأوضاع الإقليمية»؛ وفي مقدمتها الحرب في غزة، إضافة للعديد من «المسائل الثنائية والإقليمية والدولية» ذات الاهتمام المشترك.
مراقبون رأوا في زيارة “فيدان” وضعا للمسات الأخيرة لزيارة الرئيس المصري لتركيا التي ستكون قريبة، وهي الزيارة التي يأمل الكثيرون في أن تطوي جراح الماضي.
الكاتب الصحفي مجدي أحمد حسين رئيس تحرير صحيفة “الشعب” يقول إن أي تقارب مصري تركي مرحب به لأنهما من أضلاع المنطقة، مشيرا إلى أن كل التحليلات تؤكد أن مصر وتركيا وإيران إذا اتفقوا على شيء، فسيحسم الصراع في المنطقة لصالح أهلها ضد كل المتربصين والمتسلطين والأعداء.
ويضيف لـ”رأي اليوم” أن أي تقارب بين الدول الثلاث مطلوب بشدة ومرحب به، مشيرا إلى أن الرهان على الدول الثلاث كبير.
ويتمنى حسين على تركيا اتخاذ مواقف عملية ضد إسرائيل، مؤكدا أن الآمال كبيرة على تركيا للانضمام إلى الركب سريعا، مشيرا إلى أن اليمن أثبتت أن البعض الجغرافي ليس هو المشكلة، لافتا إلى أنها أبعد بلد عن الصراع ولكنها تؤثر في الصراع بعد لبنان.
وأبدى استغرابه من موقف الجزائر من الإبادة التي يشنها جيش القتل الإسرائيلي على غزة، لافتا إلى أن موقف الجزائر السابق بطرد إسرائيل من افريقيا مشهود، ويمنّي بالمزيد، مؤكدا أنه لا يُتصور أن تقف مصر وتركيا على الحياد في مثل تلك اللحظة الحاسمة، معولا على حدوث انقلابات في موازين القوى في المنطقة.
ويختتم مؤكدا أن أحلامه أكبر من أن تكون زيارة وزير الخارجية التركي للعريش لمجرد إدخال مساعدات،لافتا إلى أن تركيا ومصر قادرتان على إجبار إسرائيل على إدخال المساعدات لأهل غزة إن أرادتا.
الكثيرون يرون في زيارة الوزير التركي لرفح والعريش رسالة قوية للصهاينة لاسيما بعد إهانة وزيرالخارجية الإسرائيلي لأردوغان وتهديده بمصير الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
اللافت بعد زيارة “فيدان” لرفح والعريش أنها أنعشت الآمال أن تكون الزيارة مقدمة لفتح ونصر لتركيا ومصر والأمة الإسلامية كلها.
استقبال محافظ العريش وليس وزير الخارجية ” فيدان” أثار بدوره علامات استفهام كثيرة حار في الإجابة عنها الكثيرون، وأرجع البعض الأمر لحساسية زيارة الوزير التركي لهاتين المدينتين الاستراتيجتين في تلك الأجواء الملتهبة، وكأن مصر تبرئ ساحتها من تلك الزيارة التي تنطوي على رسائل لا تخفى.