غادر عمان على نحو مفاجئ الأحد متوجها إلى الجمهورية الإيرانية نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في زيارة يبدو أنها هامّة واستثنائية وتبرز أو يتم تفعيلها على بعد ساعات من انفجار متوقع بالصدام العسكري بين إيران وإسرائيل على المستوى الإقليمي.
حذّر الأردن علنا عدة مرات من الاستفزازات الإسرائيلية التي تؤدي إلى توسيع نطاق المواجهات العسكرية في المنطقة.
لكن المصالح السيادية والسياسية والأمنية الأردنية هي الأساس في الزيارة التي بدأها صباح الأحد إلى طهران وفي ظرف معقد وزير الخارجية الأردني.
وذكرت تقارير رسمية وإعلامية محلية أن الصفدي سيزور طهران الأحد لتسليم رسالة مباشرة من عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني إلى الرئيس الإيراني الجديد المنتخب.
وكان وزير شؤون رئاسة الوزراء في الحكومة الأردنية إبراهيم الجازي قد حضر حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد في خطوة دبلوماسية تنطوي على مجاملة الاسبوع الماضي لكن منظومة الاتصالات والاحترازات تعقدت في ظل اتساع نطاق الحرب والمواجهة مع اسرائيل.
ويُنظر لهذه الزيارة الدبلوماسية باعتبارها أول إشارات الوضع الصعب والمعقد الذي ينتظر دول المنطقة، ولم يتم الكشف عن مضمون ومحتوى الرسالة الملكية.
لكن توجه الصفدي إلى طهران برسالة مباشرة من الملك الأردني إلى الرئيس الايراني مؤشر تقريبا غير معتاد في اللحظات الأخيرة لاحتمالات توسع العمل العسكري في المنطقة وأغلب التقدير أن هذه الرسالة والمباحثات التي سيُجريها الصفدي مع نظيره القائم بأعمال الخارجية الايرانية مرتبطان بصورة محددة وفقا للمحللين والمراقبين بترسيم وتحديد موقف الاردن تحديدا في سياسة النأي بالنفس والحياد تجاه المعركة الدائرة الان و نذر طبول الحرب التي تقرع بين إسرائيل وإيران.
والأردن يناضل لعزل نفسه والسعي لعدم تورطيه في أي مواجهات وشيكة، ولم تعرف بعد الاستراتيجية التي قررت الحكومة الاردنية اتباعها.
لكن من المرجح أن سلسلة إتصالات وشروحات قدمها الاردن للإيرانيين في اطار الحرص على مصالحه الأمنية والسيادية الخاصة في حال اندلاع مواجهة بين إيران وإسرائيل.
وبدأت هذه الشروحات من اتصال هاتفي بين الصفدي ونظيره الإيراني ونوقشت فيه بعض التفاصيل.
لكن يبدو أن عمان دبلوماسيا شعرت بأن الجمهورية الإيرانية تحتاج الى ما هو أكبر وأهم من اتصالات هاتفية، الأمر الذي يبرر أن يتولى الصفدي نقل رسالة ملكية في حدث نادر تقريبا إلى الرئيس الايراني، الأمر الذي يؤشر عمليا على ان الاردن راغب بالتحرز على تفاهمات أنية وسياسية وسيادية الطابع اذا ما اندلعت الحرب ولا يريد أن تكون الجغرافيا الأردنية طرفا فيها بأي حال من الأحوال.
ولتحقيق هذا الاحتياج السيادي المُلح لا بد من التواصل مع الإيرانيين مباشرة لكن التواصل هذه المرة يحدث عبر رسالة ملكية بمعنى عبر أرفع المُستويات.