يؤكد الأميركيون أن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة لم تصل إلى نهايتها، رغم التصعيد الأخير الذي جاء باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وأحد أبرز شخصياتها إسماعيل هنية.
لكنهم يدركون أن الوضع أصبح أكثر تعقيداً بعد الأحداث الأخيرة، هذا ما قاله مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وأضاف المسؤول الكبير نفسه أنه في أعقاب الهجوم الذي وقع في طهران يوم الأربعاء، بدأ كبار المسؤولين في الإدارة بالفعل محادثات مع مسؤولين إسرائيليين وقطريين وعراقيين وسعوديين، في محاولة لإنقاذ الاتفاق.
وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن الرئيس بايدن لم يعقد محادثات شخصية مع نظرائه الإقليميين، كما فعل في أبريل بعد أن أطلقت إيران طائرات مسيرة وصواريخ ضد إسرائيل ردا على غارة جوية في سوريا أسفرت عن مقتل جنرال إيراني وكان الموظفون "متورطين للغاية" في هذه القضية.
ويمثل هذا الحدث ضربة للمفاوضات الصعبة وهناك قلق في واشنطن بشأن احتمال شن هجمات انتقامية كبيرة ضد إسرائيل على جبهتين، وأعلنت إسرائيل يوم الثلاثاء مسؤوليتها عن غارة جوية في جنوب بيروت وأدى ذلك إلى مقتل المسؤول الكبير في حزب الله
وبينما لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم ضد هنية، أحد الوسطاء الرئيسيين في محادثات وقف إطلاق ألقت حماس وإيران باللوم على إسرائيل في هذا العمل.
صرح المسؤولون الأمريكيون أنه بينما كان الهجوم في بيروت متوقعًا، فإن الهجوم في طهران فاجأ واشنطن وزاد من قتامة الفرص، التي كانت ضئيلة، لتحقيق وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية. ورغم ذلك يؤكد مسؤولون أميركيون كبار أن المحادثات لم تصل إلى نهايتها.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي إن "تحقيق وقف إطلاق النار كان دائما معقدا. لا يزال معقدا"، مضيفا "لا نعتقد أن التصعيد أمر لا مفر منه".
وطلب وزير الخارجية أنتوني بلينكن من المسؤولين القطريين نقل رسائل إلى إيران وحزب الله وآخرين في المنطقة من أجل تهدئة التوترات. وأعرب رئيس وزراء قطر عن التزامه بمواصلة الجهود للتوصل إلى اتفاق، لكنه أعرب عن إحباطه من أن الهجمات الإسرائيلية يمكن أن تعرض المفاوضات الرامية إلى إطلاق سراح المختطفين للخطر.