خبر : باحثون: واشنطن لن تكون قادرة على مهاجمة ايران ولن تسمح لاسرائيل بتنفيذ الضربة

الجمعة 22 يناير 2010 11:50 م / بتوقيت القدس +2GMT
باحثون: واشنطن لن تكون قادرة على مهاجمة ايران ولن تسمح لاسرائيل بتنفيذ الضربة



القدس المحتلة  كشف محلل الشؤون الاستراتيجية في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، يوسي ميلمان، النقاب الجمعة، عن انّ ورشة محاكاة سياسية وامنية لبحث الملف النووي الايراني تمّ تنظيمها في الاسبوع الماضي في معهد كندي في جامعة هارفرد الامريكية.وبحسب ميلمان، المقرب جدا من المنظومة الامنية في الدولة العبرية، فقد قام البروفسور في هارفرد، غيرهام اليسون، المتخصص في شؤون الادارة والعلاقات الدولية، بادارة عملية المحاكاة، التي التزم المشاركون فيها ابقاءها سرية، وهو التزام لم يحل دون تسرب بعض تفاصيلها الى وسائل الاعلام الامريكية، ومن ثم الى وسائل الاعلام الاسرائيلية، على حد قوله.وأدى دور اسرائيل دوري غولد، السفير السابق في الامم المتحدة، وهو مقرب جدا من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ويعتبر من صقور السياسة الخارجية في الدولة العبرية، والدكتور شاي فيلدمان، وهو متخصص في المشروع النووي الاسرائيلي ويُدرِّس حاليا في جامعة برندايس. علاوة على ذلك، شارك في صياغة مواقف الدولة العبرية خلال ورشة المحاكاة جنرال في الاحتياط لم يُفصح عن اسمه، بالاضافة الى عالم اسرائيلي متخصص في مجال الفيزياء النووية.اما الدور الامريكي، فقد ادّاه نيكولاس بيرنز، الذي شغل في الماضي منصب نائب وزيرة الخارجية الامريكية السابقة، كوندوليزا رايس خلال عهد الرئيس السابق جورج بوش، وكان مسؤولا عن الملف الايراني. بالاضافة الى ذلك، شارك عن الجانب الامريكي الاميرال وليام فالون، الذي كان في الماضي قائد المنطقة الوسطى في الجيش الامريكي، فيما القي تمثيل الموقف الايراني على عاتق البروفيسور غاري سيك من جامعة كولومبيا، الذي كان عضوا في مجلس الامن القومي خلال ولاية الرئيس جيمي كارتر.واضافت الصحيفة العبرية قائلة انّه شاركت في اللعبة ايضا شخصيات اكاديمية امريكية واوروبية (بعضهم موظفون سابقون في الادارة)، ادّوا فيها ادوار روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا، ودول مجلس التعاون الخليجي الست.كما تمّت دعوة الصحافيين ديفيد اغناسيوس من صحيفة "واشنطن بوست" وديفيد سينغر من صحيفة "نيويورك تايمز" ليكونا مراقبين ويُمثِّلا دور الاعلام.وخلال المحاكاة، قال المحلل الاسرائيلي، تمّ السماح للمشاركين باجراء محادثات واتصالات ثنائية او متعددة، وان يسرّبوا معلومات الى وسائل الاعلام ويطلقوا تصريحات علنية، وان يزود بعضهم بعضا بمعلومات استخبارية.واوضحت الصحيفة العبرية انّ سياق ورشة المحاكاة كشف عن ديناميكية ذكّرت كل من يتابع الازمة النووية الايرانية بواقعها المعقّد. وخلال التجاذب، قام بيرنز الذي ادّى دور الرئيس الامريكي، باراك اوباما، بكل ما يستطيع للامتناع عن شن عملية عسكرية، خشية ان يقود ذلك الى رد شديد من جانب طهران، والى استهداف الجنود الامريكيين في العراق والخليج وافغانستان.اما غولد، الذي ادّى دور رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، فحاول ان يجند جميع المشاركين لفرض عقوبات اقتصادية على ايران وصناعاتها النفطية، وهو الامر الذي فعلته ايضا دول الخليج، وفي مقدمتها السعودية، قبل ان تبدي موقفا متحفظا عندما حاولت اسرائيل التوصل الى تنسيق سري معها في هذا الشأن.وفي السياق نفسه، توسلت واشنطن مجلس الامن لتشديد العقوبات، لكن مساعيها باءت بالفشل في ظل التهرب الصيني والروسي الذي واجهته، قبل ان تكتشف في نهاية المطاف ان الدولتين عملتا من وراء ظهرها، وتوصلتا عبر شركات تجارية تابعة لها الى اتفاقات مع ايران لتزويدها بما تحتاج اليه عوضا عن الشركات الغربية. عند هذه المرحلة، اضافت الصحيفة الاسرائيلية، صرفت الادارة الامريكية جهودها كلها باتجاه محاولة ابتزاز تعهّد اسرائيلي بعدم مهاجمة ايران من دون اذنها تحت اي ظرف كان.ولكنّ الممثل الاسرائيلي، دوري غولد، الذي ادّى دور نتنياهو، رفض تقديم تعهّد كهذا، الامر الذي ادى الى مساجلة حادة بينه وبين بيرنز (اوباما). وفي محاولة يائسة، سعى الامريكيون الى اغراء اسرائيل، واقترحوا عليها اتفاقا دفاعيا ومظلة نووية اذا تخلت عن الخيار العسكري. ولكن مع هذا، فانّ الدولة العبرية، عبر ممثلها في ورشة المحاكاة رفضت العرض الامريكي، وأصر ممثلها، غولد، على المبدأ الاسرائيلي القائل انّ للدولة العبرية الحق الكامل في الدفاع عن نفسها. وفي ختام اللعبة، قال بيرنز للصحافي من صحيفة (واشنطن بوست) انّ اصعب مشاكلنا كان كيف نكبح جماح اسرائيل، ونمنعها من القيام بعملية عسكرية ضدّ البرنامج النووي الايراني.في نفس السياق قال د. دوري غولد للمحلل الاسرائيلي في "هآرتس"، بعدما كان قد نقل معطيات ما حصل معه الى الجهات المعنية في اسرائيل، ان اللعبة بيّنت له ان الولايات المتحدة الامريكية بدأت تنتقل من سياسة ترمي الى منع ايران من حيازة سلاح نووي الى توجّه يسلّم بامكان ان يكون بحوزتها سلاح كهذا، وانه ينبغي ردعها عن استعماله بالاحتواء، اما بالنسبة للدولة العبرية، فقال غولد، انّها ما تزال تؤمن بانّه يتحتم بكل وسيلة منع الجمهورية الاسلامية الايرانية من حيازة الاسلحة النووية، اي بكلمات اخرى، لم يُسقط غولد الخيار العسكري الاسرائيلي ضدّ المنشآت النووية الايرانية.