هاجم نجل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، قطر، متهما إياها بأنها دولة رائدة في دعم الإرهاب، ما استدعى توبيخا من دبلوماسي قطري حذر من أن التعليقات قد تضر بمحادثات وقف إطلاق النار بين تل أبيب وحماس التي تساعد الدوحة في التوسط فيها.
وقال يائير نتنياهو، خلال حديثه في ندوة في ميامي الأحد، حيث يقيم الآن: إن قطر تحظى بمعاملة “السجادة الحمراء” في واشنطن ونيويورك، على الرغم من أنها تأتي بعد إيران فقط في قائمة أكبر الدول الراعية للإرهاب.
وزعم نتنياهو الابن، أن الدوحة هي الراعي الأول للجامعات الأميركية، ملمحاً إلى وجود صلة بين قطر والاحتجاجات المناهضة لإسرائيل التي هزت الجامعات الأميركية مؤخراً.
كما انتقد نتنياهو الابن “المنظمات اليسارية المتطرفة، ومنظمات [جورج] سوروس التي تمول وتنظم أعمال الاحتجاجات ضد إسرائيل”، قبل أن يتهم “إسرائيل بأنها ليست هدفهم الحقيقي”.
وادعى “أن هدفهم الحقيقي هو تدمير النسيج الاجتماعي للولايات المتحدة”، كما زعم. “إن إسرائيل ليست سوى تجربة لمعرفة مدى نجاح هذا الجيش من المتنمرين والمشاغبين في العمل من أجل استخدامها عندما يحتاجون إليها حقًا، كما حدث في عام 2020″، وفق موقع “صدى البلد”.
وفي رده على ذلك، قال دبلوماسي قطري لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” الصادرة اليوم الاثنين، إن تعليقات يائير نتنياهو “منسوخة من أحاديث الجماعات المتطرفة المعادية لأي حل سلمي للصراع في غزة”.
وأضاف الدبلوماسي أن “هذه الادعاءات الكاذبة لن تخفف الضغوط عن أولئك الذين يفضلون مواصلة الحرب”.
ونوه الدبلوماسي بأن “اتهامات ترامب لقطر بأنها “أكبر مانح” للجامعات الأميركية كاذبة أيضا. في الواقع، هذه المدفوعات ليست تبرعات. إنها تغطي تكاليف فروع الجامعات الأميركية في قطر. قطر ليس لها أي علاقة بالاحتجاجات الأخيرة في الجامعات الأميركية”، في إشارة إلى المعسكرات المناهضة للاحتلال،التي انتشرت في مختلف أنحاء البلاد نحو نهاية الفصل الدراسي الربيعي.
وحذر ة من أن “تصريحاته غير مسؤولة، خاصة في هذا الوقت الحساس من المفاوضات. ولا يمكن أن تؤدي إلا إلى تعقيد الأمور أكثر”.
وإلى جانب مصر، تعتبر قطر وسيطا رئيسيا في المفاوضات بين الاحتلال وحماس.
وكان نتنياهو نفسه قد انتقد قطر في السابق بسبب دورها في المحادثات، متهماً إياها بعدم ممارسة الضغط الكافي على حركة حماس، مما دفع الدوحة إلى التحذير من أنها قد تعيد تقييم دورها في المفاوضات.
وجاءت تصريحات يائير نتنياهو في خضم جولة أخرى من المحادثات للتوسط في وقف إطلاق النار وعقد صفقة تبادل أسرى بين الاحتلال وحماس.
ويعيش يائير نتنياهو في فلوريدا منذ العام الماضي، وسط اتهامات بأنه يؤجج التوترات في إسرائيل ويفاقم الخلاف الدبلوماسي مع الولايات المتحدة.
وإلى جانب حضوره المثير للجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي واجه بسببه إجراءات قانونية، تعرض يائير نتنياهو لانتقادات بسبب بقائه في الولايات المتحدة، والتهرب من الخدمة في جيش الاحتلال على الرغم من اندلاع العدوان على غزة، ومشاركة مئات الآلاف من جنود الاحتياط فيها.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد 38 ألفا و584 شهيدا، وإصابة 88 ألفا و881 آخرين، إلى نزوح نحو 1.9 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.