غزة / سما / حض نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" اللواء جبريل الرجوب أميركا وأوروبا على فتح حوار مع "حماس" والإقرار بوجود الحركة كجزء من منظومة العمل السياسي النضالي الوطني. واعترف الرجوب وهو أيضا رئيس اتحاد كرة القدم ورئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية في تصريحات لصحيفة القدس المحلية بان "فتح" تعرضت لتهديدات أميركية أثناء النقاش من اجل المصالحة الفلسطينية وقال: "نعم أثناء النقاش وصلنا تهديد من الأميركيين بان توقيعنا على وثيقة المصالحة سيقود إلى فرض حصار علينا". وشدد على ضرورة أن يكون للجانب التركي دور أوسع في المفاوضات من اجل السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وفي ما يأتي نص الحديث: * هل تخلى جبريل الرجوب عن السياسة لصالح الرياضة أم أن في هذا التوجه خيارا جديدا لكسب القاعدة الشعبية الاوسع داخل فلسطين؟ - أزور تونس لأسباب رياضية وكما يعرف الجميع فان أي احتكاك فلسطيني - تونسي مرتبط بالملف السياسي. حتى الاحتكاك الرياضي له مضمون ومغزى سياسيان. تونس كانت تستضيف القضية والقيادة الفلسطينية خارج نص المصالح وهذا شكل ضمانا لحماية قرارنا وإرادتنا السياسية وأعفانا من تجاذب الأجندات الإقليمية والقطرية في فترة كانت من أصعب محطات تاريخنا بعد الخروج من بيروت إلى ان بدأت مسيرة العودة إلى ارض الوطن. أنا أسعى لتفعيل قطاع الشباب لصالح مشروعنا الوطني ولدي أجندة وطنية على الطريقة العرفاتية وان تكون الرياضة عنصر استقرار وطني وتاثير على المستوى الإقليمي والدولي لصالح قضيتنا.. * الا ترى ان الحركة التي تشير اليها تعاني من علل وأمراض كثيرة، فهل سيكون بإمكانها مواصلة المسيرة ومواجهة التحديات القائمة؟ - تعيش القضية الفلسطينية في مأزق هو تعبير عن جوهر الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني الذي ارتكز على نفي فلسطين شعبا وأرضا من الخارطة السياسية. الوجه الآخر كان حركة "فتح" ومبادؤها ومفاهيمها ومنطلقاتها لانتزاع الهوية الوطنية ووضعها على الخارطة الإقليمية والدولية كعنصر واجب الوجود في معادلة الصراع. ولكن مع تعاظم الانجازات الفلسطينية تتفاقم المؤامرات لطمس حقيقة وجوهر رسالتنا الإنسانية التحررية، وبلا شك أن المرحلة صعبة ولكن مستوى وتيرة الاهتمام الاقليمي والدولي والتحول الايجابي، حتى في السلوك السياسي الاميركي وربط الدولة الفلسطينية بمصالح الأمن القومي الأميركي في حد ذاتها، مسالة ليس بالامكان الاستهانة بها. حتى وان حصل نوع من التراجع في موقف الإدارة فان القضية تبقى حاضرة على كل المستويات. * ماذا عن مصير المصالحة، وهل هي باتت من الامور غير المتوقعة؟ - آمل ان يكون الانقسام قد بلغ ذروته وان يستخلص اخواننا في حركة "حماس" العبر ويدركوا حجم الكوارث التي جلبوها على انفسهم وعلى قضيتنا ويهبوا إلى طاولة المصالحة التي تبدأ بالتوقيع على الوثيقة المصرية من دون أية تحفظات واعادة صياغة مفهومهم للحل السياسي على قاعدة بناء الدولة ومفهوم جذري للمقاومة وربطه باجندا سياسية لانجاز الاستقلال وازالة الاحتلال وانهاء ظاهرة المليشيات وانتشار السلاح غير القانوني وبناء مجتمع القانون الواحد والسلاح الواحد، وارساء مفاهيم للشراكة السياسية لبناء مجتمع يتسم بالتعددية والديموقراطية وحرية التعبير عن الراي من موقع الالتزام بالحوار واحترام صناديق الاقتراع. * هل صحيح ان جهود المصالحة تعرضت لضغوط ومن أي جانب؟ - عندما اقترحت مصر مشروع المصالحة حصل نقاش في اللجنة المركزية لحركة "فتح" وكان لدينا الكثير من الملاحظات على المقترحات المصرية، ولكننا غلبنا صوت العقل والمنطق وقبلنا بالتوقيع وأسقطنا كل التحفظات. وأثناء النقاش وصلنا تهديد من الولايات المتحدة بان توقيعنا على الوثيقة سيقود إلى فرض حصار علينا وهو ما شكل استفزازا للجنة المركزية وتحديا لنا كفتحاويين لأننا متمسكون باستقلالية قرارنا وارادتنا. * وكيف كان رد فعلكم؟ - كانت الموافقة بالإجماع على المقترحات المصرية ورفض التدخل الأميركي الاستفزازي، لكن للأسف غيرنا استجاب لضغوط وأجندات فلسطين براء منها. نأمل ان تكون هناك نقطة مراجعة عند الآخرين، ونحن جاهزون للقائهم في منتصف الطريق. فلسطين بقيادة "فتح" ليست جزءا من أية منظومة إقليمية أو دولية لانها تجسد إرادة الانتماء لصالح القضية الفلسطينية. * ما هو موقفكم من الوفود الأوروبية والأجنبية المتوافدة لكسر الحصار على غزة المحاصرة مقابل غياب التحرك العربي والفلسطيني؟ - نرحب بكافة الوفود الاوروبية والعربية التي تزور قطاع غزة لكسر الحصار ونحن نشجع أميركا وأوروبا على فتح حوار مع "حماس" والاقرار بوجودها كجزء من منظومة العمل السياسي النضالي الوطني، وعليه نحن مع كسر الحصار على قطاع غزة وأيضا مع رفض الفيتو على الإقرار بعدم وجود "حماس". لكننا أيضا نريد من الاخوة في "حماس" ان يدركوا ان طريقهم إلى الشرعية الإقليمية والدولية لن تكون الا عبر بوابة الوحدة الوطنية وفي إطار منظمة التحرير الفلسطينية. * يعود المبعوث الأميركي ميتشل مجددا إلى المنطقة في جولته الرابعة عشرة فماذا تتوقعون منها هذه المرة؟ - نحن ثابتون على مواقفنا وسنقول لا لاستئناف العملية السلمية من دون سقف زمني ومرجعيات واضحة ووقف اجراءات الاحتلال على الأرض بما في ذلك الاستيطان وبناء الجدار والتغييرات الجغرافية والديموغرافية في شرق القدس. وهذه استحقاقات استئناف العملية السلمية ونحن متمسكون بها. أما زيارة ميتشل وغير ميتشل فلن تغير في الامر شيئا، سنواصل تحركنا السياسي على كل المستويات لتطوير موقف الاسرة الدولية وتطبيق العدالة في حل الصراع القائم. * وكيف ستتعاملون مع قرار الرئيس ابو مازن عدم الترشيح للانتخابات، وماذا عن تداعيات الفراغ السياسي؟ - ابو مازن رئيس حركة "فتح" وهو ملك للحركة. بلا شك لديه إحباط لأسباب موضوعية تبدأ من سلوك الادارة الأميركية وتراجعها وكذلك سلوك اطراف اوروبية وحتى عربية، وانكفائها على مصالحها القطرية. كل ذلك ولد ردة فعل لدى ابو مازن، ولكن اذا تمت المصالحة وتقرر اجراء الانتخابات الوطنية فهو مرشح حركة "فتح" وهو العنوان في المنظمة والتزامه بفكرة انهاء الاحتلال مسالة جذرية. * كيف تفسر نجاح تركيا في اقتلاع اعتذار رسمي من الاحتلال الإسرائيلي، فيما لم يتسن لاي جهة عربية أو أخرى الحصول على ذلك، ناهيك عن الإعتراف بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال؟ - تركيا دولة إسلامية بمفاهيم واليات حديثة ومتطورة وإمكاناتها تجعل منها قوة اقليمية قادرة على التاثير في الايقاع الاقليمي والدولي. ونلحظ في السلوك التركي تعبيرا عن إمكاناتها الحالية وتاريخها ودورها وموقعها الجغرافي والتاريخي. ونحن نثمن موقف اردوغان وغول وحزبهما، اذ رفضا العدوان على الارض الفلسطينية وكذلك دعمهما اللامحدود واللامشروط لشعبنا وقضيتنا. * هل يمكن ان يكون لتركيا دور اكبر في المنطقة وفي إدارة الصراع في الشرق الأوسط؟ - نتطلع فعلا إلى دور اكبر لتركيا في التأثير على الصراع العربي - الإسرائيلي الذي يهدد استمراره الاستقرار الإقليمي والدولي وتركيا لها مصلحة في ان يتحقق هذا الاستقرار.