خطة إسرائيلية لما بعد الحرب تثير السخرية: “فقاعات إنسانية” في القطاع خالية من “حماس”

الثلاثاء 02 يوليو 2024 04:11 م / بتوقيت القدس +2GMT
خطة إسرائيلية لما بعد الحرب تثير السخرية: “فقاعات إنسانية” في القطاع خالية من “حماس”



القدس المحتلة/سما/

نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريراً لمراسلها في تل أبيب نيري زيبلر قال فيه إن إسرائيل ستحاول تجريب “فقاعة” خالية من “حماس” في مرحلة ما بعد الحرب في غزة، وسط شكوك من نجاحها.

وقال في تقريره إن الكثيرين تلقّوا خطط إسرائيل لخلق “فقاعات” خالية من “حماس” بنوع من السخرية.

وأضاف أنه سيجري الإعلان قريباً عن الخطة التجريبية “للجيوب الإنسانية”، وهي نسخة عمّا تتخيله إسرائيل في مرحلة ما بعد الحرب،  في مناطق عطاطرة وبيت حانون وبيت لاهيا قريباً، حسب 6 أشخاص على معرفة بالخطة.

 إلا أن هناك شكوكاً واسعة داخل الجيش الإسرائيلي، الذي سيبدأ تطبيق الخطة، وبشأن قابليتها للحياة، وسط معارضة “حماس”، والخلاف في داخل حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن التفاصيل، والدعم الفاتر من الدول العربية لها.

وقال شخص على معرفة بالأمر بأنه مشروع “فانتازيّ”.

وبناء على الخطة، سيقوم الجيش الإسرائيلي بنقل  المساعدات الإنسانية من معبر إيرتز لفلسطينيين يثق بهم وبدورهم سيقومون بتوزيع المساعدات، ومع مرور الوقت يوسعون من مسؤولياتهم، حتى يستطيعوا السيطرة على أمور الإدارة والحكم في المنطقة. وسيتحمل الجيش، في المرحلة الأولى على الأقل، مسؤولية توفير المساعدة الأمنية. ولو نجحت الخطة ستوسّع إسرائيل تجربة “الفقاعات” إلى الجنوب ومناطق غزة الأخرى، واستبدال إدارة “حماس”، التي مضى عليها عقدان من الزمان بإدارات محلية جديدة.

 وقال شخص على معرفة بالخطط بالأمر إن الخطة هي محاولة من إسرائيل لممارسة الضغط على “حماس”، ودفعها لتقديم تنازلات في المحادثات لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى.

وتأتي المبادرة الإسرائيلية الأخيرة بعد أشهر من الضغوط الدولية على حكومة نتنياهو لتقديم بديل موثوق به عن نظام “حماس”. ولكن شخصين آخرين على معرفة بالخطة قالا إنها نسخة مكررة عن مبادرات إسرائيلية سابقة، والتي أفشلتها “حماس”.

وقال مسؤول إسرائيلي سابق مطلع على خطط ما بعد الحرب: “حاولنا في أجزاء ثلاثة من وسط وشمال غزة، بما في ذلك العشائر المحلية، وتم ضربهم أو قتلهم على يد حماس”.

والأسبوع الماضي، اندلعت اشتباكات وسط غزة، بين عائلة معروفة وقوى أمنية تابعة لـ “حماس”، وذلك بعدما قتلت “حماس” رئيس عائلة أبو عمرة بسبب “تقبّله” لمحاولات إسرائيل، حسب مصدر أمني في غزة.

وقالت “حماس”، في بيان لها الأسبوع الماضي، إنها لن تسمح بأي لاعب “للتدخل” في مستقبل قطاع غزة، و”ستقطع أيّ يدٍ للاحتلال تحاول التلاعب بمصير ومستقبل شعبنا.

وقال شخص آخر على معرفة بخطط ما بعد الحرب في غزة إن محاولات الإسرائيليين لتحديد فلسطينيين محليين قادرين على أخذ مكان “حماس” جارية منذ تشرين الثاني/نوفمبر، وبدون أي نجاح ملموس.

وقال الشخص إن “هذه المحاولة هي الأخيرة، ويفكّر الإسرائيليون أن جهة- دول عربية، أو المجتمع الدولي، ستموّلها، وستُدار على يد محليين في غزة، لكن لا أحد يراهن”.

وأشارت الصحيفة إلى أن أهم عقبة أمام نجاح المبادرة هي حكومة بنيامين نتنياهو التي تعارض أي مشاركة من السلطة الوطنية التي تمارس تأثيراً محدوداً في مناطق الدولة، وأجبرت على الخروج من غزة عام 2007.

واستبعد نتنياهو أي فكرة عن دولة فلسطينية في المستقبل. وكرّر موقفه، في الأسابيع الماضية، بقوله: “لست جاهزاً لإنشاء دولة فلسطينية هناك [في غزة]، ولست جاهزاً لتسليمها إلى السلطة الوطنية”.

ومع ذلك، يواصل نتنياهو ومساعدوه الكبار التأكيد على أن الحكومات العربية ستلعب دوراً مهماً في ترتيبات مرحلة ما بعد الحرب، سواء من خلال الدعم الدبلوماسي، أو التمويل، وحتى المشاركة في قوات حفظ السلام”.

ودعا مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، الذي كان يتحدث إلى مؤتمر أمني، الأسبوع الماضي، إلى ما أسماه “قيادة من فوق إلى أسفل”، و”مجموعة من الدول العربية المعتدلة إلى جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة” و”قيادة محلية فلسطينية” تقود “التحرك لإيجاد بديل عن حماس”، ومع ذلك رفضت الدول العربية لعب أي دور بدون مشاركة للسلطة الوطنية وتقدم عملي باتجاه الدولة الفلسطينية، بحسب خمسة أشخاص على معرفة بالنقاشات.

وقال دبلوماسي عربي: “لن تدعم الدول العربية عمليات إعادة الإعمار، أو خطط ما بعد الحرب، إلا في حال اتخذت إسرائيل خطوات قوية نحو إنشاء دولة فلسطينية”.

وتعلق الصحيفة بأن “الفقاعات الإنسانية” هي جزءٌ تكتيكي من خطة ما بعد الحرب، وعلى ثلاث مراحل، تدعو إليها المؤسسة الأمنية والعسكرية، ويدعمها وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، حسب المسؤول الأمني السابق. وبناء على الخطة، سيقدم تحالفٌ دولي واسع، يضم دولاً عربية معتدلة “المظروفَ” الدبلوماسي والمالي لمرحلة ما بعد الحرب في غزة.

أما السلطة الوطنية الفلسطينية والقادة المحلّيون في غزة فسيشرفون على النظام الجديد، وهي سلطة وسيطة يصرّ الدبلوماسيون الغربيون على كونها حكومة من التكنوقراط.

  وعلى الأرض، فإن “الفقاعات الإنسانية” ستُدار بشكل فعلي من ممثلين عن التحالف الدولي العربي والمسؤولين المحليين التابعين للسلطة الوطنية، ومتعهدين خاصين ورجال أعمال.

وقال عددٌ من الأشخاص المطّلعين على خطط ما بعد الحرب إنها تشمل على تدريب قوى أمن من داخل غزة للسيطرة على أمن “الفقاعات الإنسانية”.

وستضم القوة الأمنية هذه عناصر سابقة من قوات أمن السلطة الذين سيسافرون إما للأردن أو الضفة الغربية لتلقّي التدريب، وبإشراف من المنسق الأمني الأمريكي بين إسرائيل والسلطة الوطنية المقيم في القدس الجنرال مايكل فينزل.

وبدأ مسؤول الأمن المؤثر في السلطة الوطنية ماجد فرج بفحص المرشّحين داخل غزة، حيث تم تحديد آلاف من الأشخاص كمرشحين محتملين، إلا أن الخطة لقيت معارضة من أعلى المستويات في حكومة نتنياهو، التي “ليست مستعدة حتى لنطق كلمة السلطة الوطنية”.

 وقال مسؤول: “لو حاولت التجريب على مستوى متدن، فلن تنجح، ولن يضع أحدٌ ماله بدون وجود خطة شاملة طويلة الأمد، ولا يوجد مشترون لخطة الفقاعات الإنسانية”.