"وول ستريت جورنال": حماس تُعيد تجميع صفوفها.. "إسرائيل" قد تغرق في صراع طويل الأمد

الإثنين 01 يوليو 2024 06:11 م / بتوقيت القدس +2GMT
"وول ستريت جورنال": حماس تُعيد تجميع صفوفها.. "إسرائيل" قد تغرق في صراع طويل الأمد



واشنطن/سما/

تحدّثت صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن إعادة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة "تجميع صفوفها وتسليحها"، ما يشير إلى أنّ "الصراع قد يتحول إلى حرب استنزاف طويلة الأمد".

وفي تقرير، لفتت الصحيفة إلى أنّ المقاومة في غزة أطلقت، في وقتٍ سابق اليوم، واحدة من أكبر عمليات إطلاق الصواريخ في اتجاه "إسرائيل" منذ أسابيع، في إشارة إلى قصف سرايا القدس مستوطنات "كيسوفيم" و"العين الثالثة" و"نيريم" و"صوفا" و"حوليت" في "غلاف غزة"، برشقات صاروخية مركزة. 


وقد أتى ذلك بالتزامن مع خوض المقاومة اشتباكات مع "جيش" الاحتلال في حي الشجاعية في مدينة غزة الذي اجتاحه سابقاً، وفق "وول ستريت جورنال". 

وبحسب الصحيفة، فقد "عززت هذه الهجمات من التحدي الذي تواجهه إسرائيل في سعيها لمواصلة حربها ضد المقاتلين في غزة، والذين يحتفظون بقدرات إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون بعد مرور 9 أشهر تقريباً".

كما رأت أنّ "توغل الجيش الإسرائيلي في حي الشجاعية بمدينة غزة، يوضح مدى صعوبة تحقيق إسرائيل لهدف القضاء على حماس في القطاع".

وأوضحت أنّ "العملية في الشجاعية هي الأحدث، والتي اضطرت فيها القوات الإسرائيلية إلى العودة إلى المنطقة التي انسحبت منها، لأنّ حماس أعادت تجميع صفوفها وأعادت فرض سيطرتها".

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قد عادت إلى عدد من المناطق التي اجتاحتها في وقت سابق في قطاع غزة، بما في ذلك جباليا شمالي القطاع، بالإضافة إلى مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في القطاع.

مستنقع غزة
وعليه، يقول محللون أمنيون إنّ "إسرائيل معرضة لخطر الغرق في صراع طويل الأمد مع حماس، التي أظهرت قدرتها على البقاء، مستفيدةً من بعض الدعم من السكان في غزة".

وقال جوست هلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية إنّ "الصراع منخفض الحدة سيكون لفترة طويلة"، واصفاً الأمر بـ"المستنقع". 

وأضاف: "يمكنك استخدام العمليات العسكرية لدفع حماس إلى جيوب مختلفة في غزة، لكنّها في النهاية تتسرب مرة أخرى عبر نظام الأنفاق أو براً.. إنّها تكتسب مجندين جدد كل يوم، فالشباب الذين فقدوا عائلاتهم، سوف يقومون بالالتحاق بها".

يأتي ذلك في وقتٍ تواصل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عملياتها ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، مكبّدةً إياها خسائر كبيرة، وسط مواصلة الاحتلال للعدوان على القطاع من دون أن يقترب من تحقيق أي هدف من أهدافه المعلنة من الحرب. 

وفي السياق، أكّد مسؤول أميركي لشبكة "CBS"، في حزيران/يونيو الماضي، أنّ "إسرائيل" ليست قريبة من تحقيق هدفها "بتدمير حماس".

وأوضح المسؤول الأميركي أنّه "لا يزال مئات من مقاتلي حماس على الأرض، بالإضافة إلى أميال عديدة من الأنفاق التي لم يتم اكتشافها بعد، فيما لا يزال زعيم حماس داخل قطاع غزة يحيى السنوار طليقاً".

كما رأى أنّه "في ظل غياب وجود أيّ خطة إسرائيلية لليوم التالي للحرب في غزّة، فإنّ الاستراتيجية الحالية هي أنّ الحرب مستمرة".

الاحتلال يؤكد أن حماس تعيد تأهيل نفسها عسكريا وماليا في الشجاعية

وفي السياق، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن حركة حماس تمكنت من إعادة تأهيل نفسها ليس فقط عسكريا في حي الشجاعية، ولكن أيضا ماليا، وتمكنت من "استئناف دفع الرواتب لعناصرها وتجنيد بتجنيد المئات".

وزعمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن "القوات التي تعمل على مكافحة عودة ظهور حماس في المنطقة اكتشفت أن عنصار حماس يستخدمون المدارس والعيادات لإخفاء الأسلحة، وتمكن الجيش من القضاء على العشرات في معارك وجها لوجه".

وأضاف أن الجيش نفذ في الأيام الأخيرة "غارات وعمليات في حي الشجاعية بمدينة غزة، واكتشف أن حماس تحصنت في عمق الحي الواقع، وتمكن الجنود من القضاء على العشرات مسترشدين بدعم جوي".

وذكر أنه "في إطار عمليات التفتيش العملياتية للمباني المدنية التي تم تحويلها إلى بنية تحتية لحماس في الحي الكبير، داهم الجنود مدرسة تابعة للأمم المتحدة كان عناصر كتيبة الشجاعية يستخدمونها كمخبأ ومخزن، وعثر على عشرات الأسلحة والقنابل اليدوية ووثائق استخباراتية قيمة".

ونقل الموقع عن مصدر أمني أن الجيش الإسرائيلي "يواجه حاليا بعض المجندين الجدد داخل حدي الشجاعية".

والخميس، قالت هيئة البث الإسرائيلي إن الجيش بدأ عملية برية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة لـ "تفكيك البنية التحتية لحركة حماس التي لا تزال نشطة هناك".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول تشن "إسرائيل" حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 124 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، ما أدخل تل أبيب في عزلة دولية وتسبب بملاحقتها قضائيا أمام محكمة العدل الدولية.

وتواصل "إسرائيل" حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.