خبر : الارهاب الجديد نجلس على الجمر /يديعوت

الأربعاء 20 يناير 2010 11:39 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الارهاب الجديد نجلس على الجمر /يديعوت



ها هو أمامكم سؤال غبي جدا: ما هو الاخطر، شعلة كبيرة أم جمر يتلظى في كوم يتبقى بعد النار؟ الجواب هو بالطبع، الجمر المتلظي، لان كل ريح خفيفة ستبث فيه النار من جديد، حيث يخيل للجميع ان النار انطفأت وانهم لم يعودوا في محيطها. في كانون الثاني 2010 تجلس دولة اسرائيل على كوم من الجمر المتلظي وتتمتع بكل لحظة بالدف في برد الشتاء. ظاهرا، لم يسبق لوضعنا أن كان على نحو افضل: المحلات مليئة حتى آخرها، في المقاهي يتنازعون على الكراسي الشاغرة، الاجور ترتفع، التوتر الامني ينخفض. لا توجد انتفاضة في باصات القدس، لا توجد صواريخ قسام في شوارع سديروت. يا له من جميل!ينبغي أن نتابع بعناية شديدة ما يجري في الساحات السياسية والعسكرية كي نفهم ونشخص بان تحت السطح يعتمل شكل جديد من الارهاب ضد اسرائيل. في هذا النوع من الارهاب لا يطلقون النار، لا يجرحون ولا يقتلون. ورغم ذلك يبدو ان هذا الارهاب خطر علينا اكثر من ارهاب القنابل: هذا ارهاب نزع الشرعية العالمية – نزع دولة اسرائيل من اوساط امم العالم. كنقطة انعطافة، لحظة الحسم، يمكن ان نشير الى تقرير غولدستون بعد حملة "رصاص مصبوب". هذه الحملة ضد دولة اسرائيل بدأت قبل ذلك، ولكن التقرير كان الريح التي اشعلت الجمر المتلظي. ينبغي أن ننتبه الى الهدوء، الى انعدام النشاط لدى الزعامة الفلسطينية في الزمن الاخير. ابو مازن ورفاقه بالكاد يفعلون شيئا، بل واقل من ذلك يتحدثون على الملأ. لماذا يحتاجون ذلك؟ فالعالم، كله تقريبا، يقوم بمهمته – والمثقفون الفلسطينيون في هذا الوقت صامتون. من الهند حتى كوش، وبقوة اعظم، يحل الفلسطينيون محل الاسرائيليين كـ "مساكين العالم". العالم بأسره يميل اكثر فأكثر الى صالحهم، يرى اسرائيل كـ "محتلة" والفلسطينيين كبائسين وبالاساس كمظلومين.هذا الميل لم يبدأ مع نشر تقرير غولدستون ولكنه تعزز منذئذ. ابو مازن يبحث في هذه المرحلة عن مكانه في كتب التاريخ ومريح له الا يتخذ أي خطوة: الزمن يعمل في صالحه وفي صالح حلمه في دولة ثنائية القومية. سنة اخرى، خمس سنوات اخرى والارقام ستتحدث: في اعقاب اغلبية فلسطينية من البحر حتى النهر ستقام هنا دولة ديمقراطية، جديدة، كل العالم سيعترف بها. فقط مزيدا من الصبر. الفلسطينيون انتظروا حتى الان 62 سنة حتى هذه اللحظة. وهم سينتظرون اكثر قليلا. ابو مازن، الذي يريد ان يدخل كـ "عظيم" الى التاريخ، يعمل الان حسب الميول التاريخية. من سيخرب عليه الرؤيا، الحلم؟ في هذا الوضع هناك احتمال طفيف في استئناف اعمال الارهاب. واذا كان ثمة تخوف كهذا، فهو سيأتي من مجموعات هامشية. ابو مازن حقا يعارض الارهاب، وبالاساس لانه يبدو له بانه سيحقق اهدافه دون سفك دماء. إذن ما العمل؟ لا توجد معلومات وقائية ضد العمليات المضادة السياسية. كما لا توجد معلومات استخبارية لفهم ميول التاريخ. اذا كان صحيحا التشخيص بان ابو مازن ورفاقه "يراهنون على كل الصندوق" ووجهتهم نحو دولة واحدة، ثنائية القومية، ففي الزمن القريب، على الاقل، لن يكون جديدا وتجديدا في المجال السياسي وفي المجال العسكري. ابو مازن يحتاج الى الهدوء في يهودا والسامرة كي تدخل الى عقولنا الغافية بان "لم يكن وضعنا ابدا..." من ناحيته علينا ان نغفو في الحراسة. املنا هو ان يرتكب الفلسطينيون اخطاء في الميل الذي فصلناه هنا – ولكن ما الذي سنقوله؟ في الزمن الاخير العرب بشكل عام والفلسطينيون بشكل خاص يخيبون آمالنا. تبقى فقط بث ريح في كوم الجمر وعمل كل شيء لاستئناف المحادثات وجلب الفلسطينيين الى طاولة المباحثات. حسب ما حصل حتى الان، فان الممثلين الاسرائيليين غفوا في الحراسة حتى على الطاولة.