-بيروت / إسرائيل باتت شبه متأكدة أنّ الحزب قادر على شن حرب هجومية استباقية وليس فقط الدفاعالسباق بين الحرب واللاحرب المخيم على الأجواء بفعل التهديدات الإسرائيلية المستمرة وما أُعلن عن مناورات جديدة ستنفذها إسرائيل في شهر شباط المقبل تصفها مصادر قيادية معنية في "حزب الله" بأنها تندرج في إطار "الحرب الباردة التي لم تتوقف منذ أن هدأت أصوات إنفجارات صواريخ العدو في إعتدائه على لبنان في العام 2006". لكن "الحرب الباردة" تلك بحسب المصادر نفسها قد شهدت "فترات ساخنة وحرجة ترجمت من خلال الحرب الأمنية المستمرة كما المناورات، فمنذ ذلك التاريخ لا يكاد يمر شهر دون الإعلان الإسرائيلي عن استعدادات وتدريبات وتحصينات وتسلح و"قبب حديدية" وما شابه، في حين أن اللافت هو أن الإسرائيليين يعمدون عند كل خطوة يقومون بها، إما إلى الإعلان بشكل واضح عما يفعلونه وإما إلى اللجوء إلى التسريب عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية تارة، والأجنبية طورا، في رسالة يفهمها حزب الله جيدا ومعناها التحذير المستمر الذي يعكس "خوفا" و"خشية" مستمرة من اندلاع حرب جديدة يقدر الحزب نفسه ووفقا للمعطيات المتوفرة لديه أن إسرائيل ليست جاهزة حتى الآن لخوضها لأنها ستشكل مغامرة بالنسبة إليها بعد فشلها في الحرب السابقة". وتقول المصادر القيادية المعنية في "حزب الله" إن إسرائيل تحاول خوض "حرب استباقية عبر الإعلام نتيجة لعدم جهوزيتها وخوفا من أن تتم مباغتتها، لأنها باتت شبه متأكدة من أن الحزب قد أصبح قادرا على شن حرب هجومية "استباقية" على الأراضي الفلسطينية المحتلة وليس فقط اللجوء إلى الدفاع عن نفسه وعن لبنان وذلك من خلال التحليلات التي تنشر يمنة ويسرا حول ما بلغه من امكانيات على مستوى التسلح، وغياب المعلومات الدقيقية حول ذلك إضافة إلى تقليص حجم المعلومات حول حركة حزب الله عموما بعد تهاوي شبكات التجسس الإسرائيلية في الاشهر الماضية ما أحدث إرباكا شديدا لدى أجهزة جمع المعلومات الإسرائيلية والتي تشكل قاعدة بيانات الجيش في اية عملية عسكرية قد يشنها ولذا لجأت الدولة العبرية إلى الحرص الدائم على تكثيف مناوراتها في كل القطاعات متعمدة الاعلان عنها بهدف الإبقاء على أجواء الحرب قائمة من خلال التحذيرات التي تطلقها في موازاتها". ورأت هذه المصادر أن إسرائيل قد دأبت منذ سنوات على توجيه رسائل في أوقات محددة "كالتي أرسلتها مؤخرا حول مناوراتها في شباط المقبل وهو الشهر الذي تصادف فيه ذكرى استشهاد الأمين العام السابق السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب كما يصادف فيه ايضا هذه السنة الذكرى الثانية لاستشهاد القائد العسكري في المقاومة عماد مغنية الذي اغتالته إسرائيل في دمشق في 12 شباط 2008"، مشيرة إلى أن "إسرئيل التي اغتالتهم جميعا تعرف جيدا أهمية هذا الشهر بالنسبة للمقاومة وحزب الله وهي في كل عام تستحضر هذا التاريخ وتستنفر فيه كل أجهزتها وقواتها خشية أن يكون رد حزب الله على اغتيالاتها في هذه المناسبة، إلا أن ذلك لا يخرج عن دائرة الاحتمالات لأن اي رد فاعل يراعي المستوى المطلوب لن يقف عائقا أمامه لا الزمان ولا المكان". وأضافت المصادر القيادية المعنية في "حزب الله" أن الإسرائيليين قد عمدوا منذ مدة إلى استخدام أسلوب "الإستفزاز" من خلال تضخيم تحذيراتهم ومناوراتهم لدفع "حزب الله" إلى الرد عليها ومجاراتها في حرب "عرض عضلات" لاستخلاص ما يمكن أن يكون عليه موضوع مراهنة الحزب "كالكشف عن صواريخ معينة أرض- أرض أو أرض - جو تسعى إسرائيل جاهدة لمعرفة ما إذا كانت المقاومة قد حصلت عليها، إلا أن ذلك لن ينجح فالخطط الموضوعة للمواجهة والأسلحة التي ستستخدم فيها ستتكلم عن نفسها في أرض المعركة، في حين أن حزب الله قد وضع "سيناريوهات" عديدة و"مرنة" للمواجهة، وجهز نفسه للحرب المقبلة إذا وقعت وفق تصورات تفوق ما تعلن عنه إسرائيل". عن موقع / لبنان الان