تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية، في تقرير، عن فشل عمليات الاغتيال لقادة حزب الله ومسؤوليه رفيعي المستوى، في "إزالة تهديد القوة النارية الهائلة التي يشكلها".
وفي التفاصيل، قالت وكالة "Jewish news syndicate" الإخبارية، إنّ عمليات الاغتيال "ليست كافية للتعامل بشكل استراتيجي مع التهديد الشديد الذي يشكله حزب الله وترسانته الضخمة".
وإذ رأت الوكالة أنّ "الضربات المستهدفة يمكن أن تعطل القيادة والسيطرة بشكل مؤقت"، فإنّها أكّدت أنّ مثل هذه الضربات "لا تؤدي إلى إضعاف القدرات العسكرية الأساسية لحزب الله"، حيث "تظهر الموجات المستمرة من الهجمات اللبنانية بالقذائف والطائرات من دون طيار نحو الشمال".
وأضافت أنّ رد حزب الله على اغتيال القائد الشهيد طالب عبد الله بإطلاق أكثر من 300 صاروخ وطائرات من دون طيار على الشمال خلال 48 ساعة، بما في ذلك استهداف شركة "بلاسان" الدفاعية التي تصنع أجزاء المركبات المدرعة، يؤكّد "قدرته على تعبئة وتنفيذ هجمات دقيقة واسعة النطاق وبسرعة، بحيث إنّ هذه القدرة لا تعتمد على أي قائد واحد".
كما يؤكّد الرد على الاغتيال أنّ "الضربة الإسرائيلية لم تشل قدرة حزب الله على الانتقام بسرعة وقوة، على الرغم من أنّها ضربة معنوية كبيرة".
بمعنى آخر، يُظهر الهجوم الواسع النطاق الذي شنه حزب الله على الشمال يوم الأربعاء، رداً على الاغتيال، أنّ "التهديد الأساسي لا يكمن في أي من القادة الأفراد، بل في مجموعة كبيرة من القوة النارية الراسخة بعمق في جميع أنحاء جنوب لبنان، وكذلك في بيروت وفي وادي البقاع".
وتيرة عمليات مقلقة بالنسبة لـ"إسرائيل"
في الوقت نفسه، "يستخدم حزب الله بفعالية متزايدة صواريخ ألماس الموجهة المضادة للدبابات لاستهداف القواعد العسكرية في الشمال، كما يستخدم أسلحة دقيقة لمحاولة تدمير بطاريات الدفاع الجوي الخاصة بالقبة الحديدية"، ما يُشير إلى أنّه "يستخدم الصراع الحالي للتكيف والتعلم بوتيرة مثيرة للقلق"، وفق "Jns".
في هذا السياق، شدّدت الوكالة على أنّ "البنية التحتية العسكرية لحزب الله والقوة البشرية الواسعة تُشكلان أكبر تهديد تقليدي لإسرائيل".
وأضافت أنّ "جهاز الحزب العسكري غير مسبوق ويحتضن جيشاً واسع النطاق ومنظم جيداً ومتأصل بعمق داخل المجتمع اللبناني".
وبحسب "Jns"، فإنّ "ترسانة حزب الله التي تضم أكثر من مائتي ألف رأس حربي، تشتمل على عشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف، ومائة وأربعين ألف قذيفة هاون، وذخائر موجهة بدقة، ومركبات جوية من دون طيار، بحيث تسمح هذه الترسانة لحزب الله بمواصلة الصراعات المطولة وتنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف إسرائيلية".
وأردفت بالقول إنّ "استخدام حزب الله الفعال بشكل متزايد للطائرات من دون طيار في الأيام الأخيرة هو تذكير آخر بهذا التهديد المستمر".
و"مع وجود 50 ألف عضو نشط وعدد مماثل من جنود الاحتياط، يحتفظ حزب الله بقوة بشرية كبيرة، مما يسمح للجماعة باستيعاب الخسائر الناجمة عن الضربات المستهدفة ومواصلة عملياتها بأقل قدر من التعطيل"، بحسب "Jns".
وعليه، خلُصت الوكالة الإسرائيلية إلى أنّ "الهيكل التنظيمي لحزب الله، وقدرات التجنيد، يضمن التدفق المستمر للأفراد لتعويض الخسائر". وبالتالي، "يمكن تخفيف حتى الخسائر الكبيرة في صفوف الأعضاء رفيعي المستوى، مما يسمح للجماعة بمواصلة عملياتها على المدى الطويل".