الآن فقط زاد احتياج غزة إلى إيران! د محجوب احمد قاهري

الأحد 02 يونيو 2024 04:38 م / بتوقيت القدس +2GMT



تخيل لو لم تكن إيران موجودة ماذا كان سيحدث للقضية الفلسطينية؟ وماذا قد سيحدث لغزة الآن، وهل كانت قادرة على هذا الصمود الخيالي امام الغرب الامبريالي والعرب الرسمي الدكتاتوري لثمانية أشهر؟ سؤال قد تراه عبثيا لكنه في الحقيقة سؤال يتعلق بمصير المقاومة درع الأمة كاملة.
فإيران كانت ولا تزال ماكينة تعبيد الطريق نحو استرداد الحقوق الفلسطينية منذ أصبحت إيران إسلامية.
فإيران 1979 قلبت موازين العلاقات مع الكيان الصهيوني ابتداء من اراضيها. فقبل الثورة الإيرانية كانت إيران حضنا دافئا للكيان، مكنته من سفارة على ارضها، يدير بها دعم الأنظمة العربية الموالية له، واغتيال الأصوات المناهضة، وبعد الثورة سلمت هذه السفارة لمنظمة التحرير الفلسطينية وتحولت الى سفارة فلسطين. ليبقى الطريق واضحا نحو تحرير الأرض وعودة الحق.

وإيران عدلت بوصلة التاريخ بدعم المقاومة في الأراضي الفلسطينية. ففي حين تآمرت السلطة الفلسطينية على نفسها وشعبها، ودخلت بيت الطاعة تحت عنوان مفاوضات السلام بكامب ديفيد، وأقدم الرئيس عرفات على مطاردة المقاومة واعتقال افراد حماس والجهاد لم تدعم إيران هذا الوضع. وبعد انهيار مفاوضات الذل استفاق المرحوم عرفات وأطلق سراح افراد المقاومة، حينها عادت إيران لدعم الجهاد وحماس نحو التحرر ومقاومة هذا السرطان الصهيوني، وهي تعلم ان عرفات قد سقط فعليا في يد الأنظمة الدكتاتورية العربية ونظام الاستكبار العالمي الامريكي. ودعم إيران لم يكن خافيا على أحد، ففي سنة 2002 استولى الصهاينة على سفينة كانت تحمل 50 طن من الأسلحة المتطورة أرسلتها إيران إلى غزة الصامدة. إيران كانت دائما تصوب الطريق نحو التحرر الفلسطيني.
وإيران هي التي صنعت كماشة المقاومة في أرض العرب للدفاع عن فلسطين. ولا تحتاج أن تسأل من يسند المقاومة في غزة الآن؟ الوحيد الذي يسند غزة هي الكماشة، هذه الكماشة المقاومة تمتد بشكل لم تتخيله امريكا، من اليمن جنوبا، الى حزب الله شمالا، الى مساحة كبيرة من الشرق اهمها العراق. وهل سمعت خرطوشة دعم واحدة خرجت من غير هؤلاء؟ ابدا. وتلك الخرطوشة صنعت او مولت من طرف إيران. وفي مقابل الكماشة التي دعمتها إيران، بدأ محور الخيانة يتسع ويتمدد، ويتامر على المقاومة في غزة. ولا أحد من الشعوب العربية يستعصى عليه ان يرى بوضوح خارق كيف تواطأت مصر والأردن والسعودية والبحرين والأردن والامارات، وكيف كانوا شركاء فعليون في حصار غزة وقتل أبنائها لسنوات طوال وثمانية أشهر حارقة. ساهموا في اغلاق المعابر، لم يقفوا صدا للكيان، ساعدوه في تأمين الغذاء الى اهله، واقتسموا الهدف معه في التخلص من المقاومة. وكانوا يريدون راس المقاومة واسكاتها الى الابد مقابل مزيد من التطبيع العلني وإعادة الاعمار في غزة. فقط إيران كانت تعرف الطريق نحو الحرية والاستقلال، وتعرف من بإمكانه السير فيه وتحقيق الهدف.
وحدها إيران 1979 لم تتخل على تسوية الطريق امام المقاومة الفلسطينية لتستكمل التحرير، وحدها إيران قادرة على مزيد دعم هذه المقاومة في غزة لتصمد أكثر بعد ان تكالب عليها الغرب والعرب لاستئصالها. وكل المفاجآت بيد إيران، وحدها، وغزة الان أكثر احتياجا لها، ولا نعتقد انها ستتأخر.
 تونس