رد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم السبت، على مقطع مصور تم مشاركته عبر الإنترنت، والذي يظهر جندي احتياط ملثم يهدد بتمرد عسكري واسع حال قرر وزير الجيش يوآف غالانت إدخال السلطة الفلسطينية لغزة، أو الانسحاب من القطاع،
وجاء في بيان لمكتب نتنياهو: “لقد حذر رئيس الوزراء مرات عديدة من خطورة ظاهرة العصيان والتساهل معها”.
ومن دون إشارته إلى الفيديو بشكل مباشر، والذي نشره أيضا نجله، يائير نتنياهو، أضاف البيان أن نتنياهو كان “ثابتا” في موقفه بشأن الرفض العسكري، وأنه "يعارض بشكل قاطع أي رفض من أي جانب".
جاء رد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعد دقائق من نشر وسائل الإعلام العبرية اقتباسا من مسؤول كبير، ينتقد فيه "صمته المطبق" بشأن هذه المسألة.
وكان المصدر الرفيع الذي نقلت عنه "القناة 12" الإسرائيلية قبل قليل، قوله إن مشاركة يائير نتنياهو للفيديو، هي "دعوة واضحة للتمرد ضد قيادة الجيش الإسرائيلي".
ونُقل عن المصدر قوله: "إن رئيس الوزراء بصمته المطبق ساعة بعد ساعة، يدعم هذا العمل الخطير".
وسبق لنتنياهو أن أدلى بتصريحات مماثلة ضد "العصيان"، عندما توقف مئات من جنود الاحتياط النخبة عن التطوع في أوائل عام 2023، احتجاجا على خطط حكومته لقلب النظام القضائي.
وظهر جندي احتياط ملثم داخل ما بدا أنه منزل مهدم بقطاع غزة، ومن خلفه شعارات مكتوبة بالعبرية لحركة “كاخ” المتطرفة المصنفة إرهابية في إسرائيل، وفق صحيفة “معاريف” العبرية.
وقال الجندي: “لن أسلم أنا و100 ألف جندي احتياط مفاتيح غزة للسلطة الفلسطينية أو فتح أو حماس أو أي كيان عربي”.
وطالب وزير الجيش بالاستقالة، مضيفا “لا يمكنك الانتصار في الحرب، ولا يمكنك أن تقودنا أو أن تصدر لنا الأوامر”.
وأضاف مخاطبا غالانت: “أقول لك: إذا لم نذهب إلى النصر، سيبقى مائة ألف من جنود الاحتياط هنا. لن نتحرك من هنا. وسندعو سكان دولة إسرائيل إلى القدوم إلى غزة تحت حماية جيشنا”.
وتابع “سنستمع إلى زعيم واحد. هو ليس وزير الدفاع، ولا رئيس الأركان (هرتسي هاليفي)، إنه فقط رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو)”.
وكشف الجندي عن الميول الانتقامية السائدة داخل الجيش الإسرائيلي بقوله: “نريد أن نقتل كل من احتفل بذبحنا، كل الأطفال الصغار الذين داسوا على رؤوس إخواننا الجنود في غزة، لن يبقى أحد من هؤلاء حيا، وأنت يا سيد غالانت، لا تستطيع أن تفعل ذلك”.
وأضاف مهددا وزير الجيش: “ها أنا أعلمك، إما أن تغير سجلك وتدرك أننا نريد الانتصار أو سنمضي مع رئيس الوزراء فقط، وسنتبع فقط من يقرر أنه يجب علينا الانتصار”.
وبحسب “معاريف” أثار الفيديو صدمة داخل الجيش الإسرائيلي، وتداوله نجل رئيس الوزراء يائير نتنياهو على حسابه بتطبيق تليغرام.
وذكرت صحيفة “هآرتس” أن “ما قاله المتحدث في الفيديو إلى جانب نشره من قبل يائير نتنياهو، قد يشكل جريمة جنائية تتعلق بالفتنة ونشر الفتنة، والتي تصل عقوبتها إلى السجن لمدة خمس سنوات”.
من جانبه، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: “السلوك الموثق في الفيديو هو انتهاك خطير لأوامر وقيم الجيش الإسرائيلي، ويشكل شبهة ارتكاب جرائم جنائية”، وفق ذات المصدر.
وأضاف أن رئيس النيابة العسكرية أمر بفتح تحقيق من قبل الشرطة العسكرية في الواقعة.
وقال المتحدث إنه “نظرا لخطورة الحادث، وجه رئيس الأركان هرتسي هاليفي بإجراء حوار مع الجنود والقادة على كافة المستويات”.
ومنذ شهور يطفو على السطح ما بدا أنه خلاف بين وزير الجيش غالانت ورئيس الوزراء نتنياهو بشأن مستقبل حكم غزة.
وفي أحدث صوره، حذر غالانت من تداعيات مضي إسرائيل نحو ترسيخ حكم عسكري في غزة، داعيا إلى إيجاد بديل فلسطيني لحماس يحظى بقبول عربي، ليتعرض لهجمات شرسة من وزراء متطرفين في الحكومة ودعوات له بالاستقالة.