ندّد الرئيس الأميركيّ، جو بايدن، مساء اليوم الإثنين، بمذكرات توقيف "مشينة" طلبت الجنائية الدولية إصدارها ضدّ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير أمنه، يوآف غالانت، فيما وصف نتنياهو قرار الجنائية الدولية بـ"العبثيّ والكاذب"، عادّا أنه "تشويه كامل للواقع".
وقال نتنياهو إن "الأمر العبثيّ والكاذب الذي أصدره المدعي العام في لاهاي، ليس موجّهًا فقط ضد رئيس حكومة إسرائيل ووزير الأمن، بل إنه موجّه ضد دولة إسرائيل بأكملها. إنه موجَّه ضد جنود الجيش الإسرائيلي، الذين يقاتلون ببطولة ضدّ قتلة حماس الأشرار، الذين هاجمونا بوحشية رهيبة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر"، على حدّ وصفه.
وأضاف مخاطبا المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية، كريم خان: "بأية جرأة تتجرأون على مقارنة وحوش حماس بجنود الجيش الإسرائيلي، الجيش الأكثر أخلاقية في العالم؟، بأي جرأة تقارن بين حماس التي قتلت وأحرقت وذبحت واغتصبت واختطفت شقيقاتنا وأشقاءنا، وبين جنود الجيش الإسرائيلي الذين يخوضون حربا عادلة لا مثيل لها في الأخلاق"، على حدّ زعمه.
وتابع نتنياهو: "باعتباري رئيس حكومة إسرائيل، فإنني أرفض باشمئزاز المقارنة التي أجراها المدعي العام في لاهاي بين إسرائيل الديمقراطية، والقتلة الجماعيين لحماس"، عادًّا أن ذلك "تشويه كامل للواقع".
وقال نتنياهو: "هذا هو بالضبط ما تبدو عليه معاداة السامية الجديدة، فقد انتقلت من الجامعات في الغرب إلى المحكمة في لاهاي؛ يا للعار".
وخاطب نتنياهو الذي تتصاعد الاحتجاجات المطالبة باستقالته، المواطنين الإسرائيليين، بالقول: "أعدكم بشيء واحد: محاولة تقييد أيدينا ستفشل"، مضيفا: "قبل 80 عاما، كان الشعب اليهودي أعزل في مواجهة أعدائنا، ولكن ليس بعد الآن".
وأضاف نتنياهو: "أكرّر ما قلته عشية يوم المحرقة في القدس: ’بصفتي رئيس حكومة إسرائيل، أتعهّد بأن أيّ ضغط أو قرار في أي محفل دوليّ، لن يمنعنا من ضرب أولئك الذين يسعون إلى تدميرنا، وسوف نسقط حكم حماس الشرير، ونحقق النصر المطلَق".
وقال بايدن في بيان إن "طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات توقيف ضد زعيمين إسرائيليين بشبهة ارتكاب جرائم حرب هو أمر مشين".
وأضاف بايدن: "سأكون واضحا: بغض النظر عمّا تنطوي عليه (خطوات) هذا المدعي، لا مساواة إطلاقا بين إسرائيل وحماس".
كما ندّد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بمساعي المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحقّ نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت، عادًّا أن لا سلطة قضائية للهيئة الدولية على إسرائيل، ومحذّرا من أنها تعرّض جهود وقف إطلاق النار في غزة للخطر.
وقال بلينكن في بيان: "نرفض مساواة المدعي العام للمحكمة الجنائية بين إسرائيل وحماس. إنه أمر مخز"، علما بأن مدعي المحكمة الجنائية الدولية كريم خان طلب أيضا إصدار مذكرات توقيف بحق قادة في حركة حماس.
وطلب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، اليوم، إصدار مذكرات اعتقال ضدّ نتنياهو وغالانت، وزعيم حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، وقائد كتائب القسام، محمد الضيف، ورئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، للاشتباه في ارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية على خلفية هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقال كريم خان إنّه يسعى للحصول على مذكرات توقيف ضدّ نتنياهو وغالانت بتهم ارتكاب جرائم تشمل "التجويع والقتل العمد والإبادة و/أو القتل"، بحسب ما جاء في بيان صدر عنه في أعقاب تصريحات أدلى بها خلال مقابلة أجرتها معه شبكة "سي.إن.إن"، في وقت سابق اليوم.
وفي إشارة إلى نتنياهو وغالانت، أضاف البيان "نؤكد أنّ الجرائم ضدّ الإنسانية التي تضمّنتها الالتماسات، ارتُكبت كجزء من هجوم واسع النطاق وممنهج ضدّ المدنيين الفلسطينيين وفقاً لسياسة الدولة. وهذه الجرائم، وفق تقديرنا، لا تزال تُرتكب حتى يومنا هذا".
بدوره، أعلن وزير الدفاع الأميركي، مساء الإثنين، أن الولايات المتحدة ستواصل التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية بشأن أوكرانيا، رغم الخلاف معها في شأن طلب إصدار مذكرات توقيف بحق مسؤولين إسرائيليين.
وقال أوستن للصحافيين: "في ما يتصل بمعرفة ما إذا كنا سنواصل تقديم دعمنا للمحكمة الجنائية الدولية بالنسبة الى الجرائم المرتكبة في اوكرانيا أو لا، نعم، سنواصل هذا العمل".