ذكرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية أن إيمريك كارون، النائب البرلماني عن حزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي، والذي يُعدّ نائب رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية- الإسرائيلية في البرلمان الفرنسي، سيُقاطع الرحلة الدبلوماسية التي من المقرر أن ينظمها البرلمان الفرنسي إلى إسرائيل في الفترة من 15 إلى 19 يوليو/تموز المقبل.
وقال كارون، الذي فرض نفسه بقوة كأحد أبرز الوجوه السياسية الفرنسية الرافضة وبشدّة للحرب على غزة، “يقود هذه المجموعة نواب، مهما قالوا، فإنهم يدعمون حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو. إنها مجموعة ضغط ودعائية، وهي منحازة للغاية، ولذلك لا أؤمن ولو للحظة واحدة برحلة لإجراء حوار غير موجه ومفتوح مع البرلمانيين الإسرائيليين”، وفق ما أوردت “لوفيغارو”.
كما يتّهم النائب البرلماني الفرنسي من يهاجمونه بـ“الظلامية”، قائلاً: “هؤلاء النواب جميعهم يدافعون عن سياسة الاستيطان الإسرائيلية. إنهم لا يدافعون بأي حال من الأحوال عن الموقف الرسمي لفرنسا، وهو الدعوة إلى وقف إطلاق النار أو حل الدولتين”.
ويبدو أن قرار أمريك كارون هذا لا يفاجئ أحدا ضمن مجموعة الصداقة البرلمانية الفرنسية- الإسرائيلية التي هو نائب رئيسها. بمن فيهم، النائب البرلماني عن حزب “التجمع الوطني” الوطني اليمني المتطرف، جوليان أودول، الذي سيشارك في هذه الرحلة، والذي قال: “المفاجأة هي أن يقرر أمريك كارون المشاركة في هذه الرحلة. إنها استمرارية في منطق الكراهية لإسرائيل. إنه نائب رئيس مجموعة الصداقة ولكن من الأفضل أن يكون في مجموعة العداء نظرا للدعاية التي يبثها منذ 7 أكتوبر”.
في أبرز التعليقات أيضا تهديد المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام الناطقة بالفرنسية، جوليان بهلول، في حال قدوم كارون إلى إسرائيل، قائلا “عام من المظاهرات ضد الإصلاح القضائي في إسرائيل، ليل نهار. أفتقد ذلك، نظرا للأخبار المحلية. إذا أتيت، أعدك بترحيب يليق بالاسم الذي ستتذكره”.
بسبب موقفه الصارم المندد بالحرب الإسرائيلية على غزة، تعرّضت واجهة مكتب إيمريك كارون في باريس للتشويه، قبل أربعة أيام، إذ تم تلطيخها بالطلاء الأحمر الذي يُشبه الدم المزيف. كما تم وضع ملصقات عليها وجوه بعض المحتجزين الإسرائيليين في غزة على واجهة المكتب.
ويندد إيمريك كارون بانتظام بالوضع في غزة. وأشار مطلع أبريل/ نيسان إلى أنه يريد بث صور الحرب وفظائع الجيش الإسرائيلي كي يشاهدها البرلمانيون الذين حضروا في وقت سابق بث الفيلم الخاص بهجوم 7 أكتوبر، والذي وصف حركة حماس بـ“الإرهابية”.
وكان إيمريك كارون قد نشر في وقت سابق صورة التقطها جنود إسرائيليون لقذيفة دبابة كتبوا عليها: “إيمريك كارون يمكنك البكاء الآن”. اعتبر وقتها أن موقف وصمت الدبلوماسية والإعلام في بلاده حيال الدمار الحاصل في قطاع غزة بسبب القصف الإسرائيلي مسيئاً لفرنسا.