قال ميخائيل رازفوجاييف الحاكم المعين من قبل روسيا لإدارة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم اليوم الأربعاء إن القوات الجوية الروسية صدت هجوما جويا “ضخما” شنته أوكرانيا على المدينة التي تضم ميناء لكن حطام أحد الصواريخ سقط على منطقة سكنية.
وأضاف عبر قناته على تطبيق تيليجرام أن البيانات المبدئية تشير إلى أن الهجوم لم يسفر عن وقوع إصابات. وذكر أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت “عددا من المقذوفات الجوية” فوق البحر الأسود الليلة الماضية.
ولم يعرف بعد نطاق الهجوم ولا ما تسبب فيه من أضرار. وضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا قبل عشر سنوات في خطوة ندد بها حلفاء كييف الغربيون.
ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من تلك الأنباء. ولم يصدر تعليق بعد من أوكرانيا.
وتقول أوكرانيا وروسيا إنهما لا تستهدفان المدنيين في الحرب التي نشبت عندما غزت روسيا أوكرانيا في فبراير شباط 2022 وهو الغزو الذي تصفه موسكو بأنه “عملية عسكرية خاصة”.
وتسببت الحرب في مقتل الآلاف وتشريد الملايين وحولت مدنا أوكرانية إلى حطام.
وتقول كييف إن استهداف البنية التحتية العسكرية وبنية الطاقة والنقل يقوض المجهود الحربي الروسي ويشكل ردا على هجمات لا حصر لها تشنها روسيا.
وفي تطور آخر، قال حاكم منطقة بيلجورود في جنوب غرب روسيا على الحدود مع أوكرانيا إن شخصين أصيبا في هجوم شنته كييف على المنطقة والذي تسبب أيضا في إلحاق أضرار بخط للكهرباء والعديد من المنازل والسيارات.
وتزايدت في الأسابيع القليلة الماضية هجمات أوكرانيا على بيلجورود الروسية التي تقع قبالة منطقة خاركيف الأوكرانية حيث تقول القوات الروسية إنها تحقق مكاسب. وتقول موسكو إن الهجمات الأوكرانية على تلك المنطقة تزداد شراسة.
إلى ذلك تعهد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في زيارة لكييف الثلاثاء بأن تقف الولايات المتحدة إلى جانب أوكرانيا لحين ضمان سيادتها الأمنية.
ويأتي تعهد بلينكن في وقت تكثف فيه روسيا هجماتها في شرق أوكرانيا.
وزيارة بلينكن لأوكرانيا هي الأولى لمسؤول أمريكي كبير بعد أن أقر الكونجرس الشهر الماضي حزمة مساعدات عسكرية حجمها 61 مليار دولار انتظرتها كييف طويلا.
وفي خطاب سياسي ألقاه في معهد إيجور سيكورسكي للفنون التطبيقية في كييف، أقر بلينكن بأن تأخر وصول الأسلحة الأمريكية جعل أوكرانيا أكثر عرضة للهجمات الروسية، لكنه قال إن كييف يمكنها الاعتماد على دعم واشنطن الثابت لأن الشعب الأمريكي يدرك أن روسيا لن تتوقف في أوكرانيا.
وأضاف بلينكن “يكثف بوتين هجوما آخر ضد أوكرانيا في خاركيف وفي أنحاء من الشرق، ويرسل موجة تلو الأخرى من الجنود الروس، والطائرات المسيرة الإيرانية، والمدفعية الكورية الشمالية، والدبابات والصواريخ والطائرات المقاتلة المصنوعة من مكونات وقطع غيار مقدمة من الصين”.
ومضى يقول “نحن معكم اليوم. وسنبقى إلى جانبكم لحين ضمان أمن أوكرانيا وسيادتها وقدرتها على اختيار طريقها”.
ووصل بلينكن إلى كييف بالقطار في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء في زيارة لم يكشف عنها سلفا وبعد أيام من توغل روسيا بريا في خاركيف في شمال أوكرانيا وفتح جبهة جديدة ترهق القوات الأوكرانية.
واتخذت كييف موقفا دفاعيا في ساحة المعركة منذ أشهر مع تقدم القوات الروسية ببطء، خاصة في منطقة دونيتسك إلى الجنوب، مستفيدة من نقص القوات الأوكرانية وقذائف المدفعية. والقوات الروسية متفوقة كثيرا في العدد والعتاد.
وفي اجتماعه مع فولوديمير زيلينسكي، حاول بلينكن طمأنة الرئيس الأوكراني بأن المساعدات الأمريكية ستتدفق الآن بانتظام.
وقال في تصريحات مع زيلينسكي “نعلم أن هذا وقت مليء بالتحديات. لكننا نعلم أيضا أن المساعدات ستصل قريبا، وقد وصل بعضها بالفعل وسيصل مزيد منها… وهذا سيحدث فرقا في مواجهة العدوان الروسي المستمر في ساحة المعركة”.
وتسيطر روسيا حاليا على نحو 18 بالمئة من أوكرانيا، وتحرز تقدما منذ عدم تحقيق الهجوم المضاد الذي شنته كييف في 2023 تقدما كبيرا في مواجهة قوات موسكو المتحصنة خلف حقول ألغام.