خبر : المعلومات الاستخبارية لمنفذي العملية كانت نوعية، اما التنفيذ فمخلول../ هارتس

الجمعة 15 يناير 2010 06:32 م / بتوقيت القدس +2GMT
المعلومات الاستخبارية لمنفذي العملية كانت نوعية، اما التنفيذ فمخلول../ هارتس



              خليط من المعلومات الاستخبارية النوعية وما بدا كتنفيذ مخلول – هذه الصورة التي تلوح استنادا الى التفاصيل الاولية بشأن محاولة العملية الفاشلة ضد الدبلوماسيين الاسرائيليين في الاردن أمس. من زرع العبوة للمركبتين المحصنتين للسفارة، في طريقها من عمان الى جسر اللنبي كانوا مزودين على ما يبدو بمعلومات استخبارية تمهد للعملية على مستوى عالٍِ. فقد عرفوا كم دبلوماسيا اسرائيليا يتواجد بشكل عام في عمان بدون ابناء عائلاتهم، عاداتهم في الخروج الى اجازات في نهاية الاسبوع في البلاد وعرفوا كيف يشخصون القافلة من السيارتين ما أن وصلت.             هذه تفاصيل تحتاج الى اعداد اساسي ومتابعة حقيقية لنمط نشاط السفارة. من هنا، ينبغي الافتراض بان بعضا من ستار السرية في حراسة السفارة، التي تعتبر الاكثر عرضة للتهديد في العالم بسبب مكانها في دولة عربية، قد خرق. بالمقابل، يبدو ان العبوة ألحقت ضررا قليلا نسبيا بالسيارتين. يحتمل أن يكون الامر ينبع من الشدة المحدودة للعبوة، من خلل ما فيها، او من تشغيل غير خبير – ادى الى انفجار  في توقيت احدث ضررا جزئيا فقط.             المشبوهون الفوريون في تخطيط العملية يمكن ان يكونوا من اتجاهين اساسين: القاعدة ومنظمات "الجهاد العالمي"، السنة المتطرفين او حزب الله الشيعي. القاعدة وفروعها نشطاء في الاردن، ضمن امور اخرى في عملية قاسية في فنادق في عمان في تشرين الثاني 2005. لحزب الله، سلسلة طويلة له امسكت في الاردن قبل نحو عقد من الزمان. ولا يزال هناك حساب مفتوح مع اسرائيل في قضية اغتيال عماد مغنية. وتتهم المنظمة اسرائيل بتصفية نشيطها الكبير في دمشق في شباط 2008، ومنذئذ سجلت سلسلة محاولات، أكثر من عشرة على ما يبدو لعمليات ثأر ضد اهداف اسرائيلية في أرجاء العالم. الخطة الطموحة الاخيرة احبطت في العام الماضي في تركيا. اما في ايار 2008، باكو عاصمة اذربيجان فقد احبطت محاولة مشتركة من ايران وحزب الله لتفجير السفارة الاسرائيلية من خلال سيارات مفخخة.             في جهاز الامن الاسرائيلي يقدرون بان اغتيال مغنية، الى جانب سلسلة أحداث غريبة اخرى في سوريا ولبنان، يعزوها حزب الله لاسرائيل، خرقت ميزان الردع بين الطرفين بشكل غير معقول في نظر حزب الله وتستوجب من زاوية نظرهم ردا مناسبا. فرضية العمل، بالتالي، هي أن من المتوقع المزيد من عمليات الثأر. الاغتيال هو وسيلة عمل مفضلة في نظر المنظمة، لان فيها عنصر "العين بالعين".             أجهزة امن الاردن، التي تسيطر في الدولة في ظل استخدام وسائل متشددة جدا ضد الارهابيين ومن يشتبه بهم كأعداء للاسرة المالكة، بدأت أمس بالتحقيق في محاولة العملية. يمكن الافتراض بأنهم يتلقون مساعدة مباشرة من المخابرات الاسرائيلية. العلاقات الامنية بين الدولتين، رغم التوترات الموسمية بين الملك عبدالله ورؤساء الوزراء المتواترين في اسرائيل، جيدة. من ناحية الاردنيين، لا بد أن الحدث يلحق حرجا: فقد فشلوا في منح حماية كافية للمندوبين الاسرائيليين.             هذا حدث شديد ثانٍ في غضون، يلقي بظلاله على علاقات الاردن مع دولة صديقة رغم أن الحدث السابق كان بالطبع اشد خطورة بكثير. في كانون الاول انفجر انتحاري اردني في معسكر الـ سي.اي.ايه في افغانستان وقتل سبعة من رجال وكالة الاستخبارات المركزية للولايات المتحدة. وقد استخدم الرجل كعميل امريكي لدى رجال طالبان، ولكن في نظرة الى الوراء تبين أنه عميل مزدوج. حسب التقارير، قتل في العملية ايضا رجل مخابرات اردني كبير، كان مسؤولا عن العميل ورجل ارتباط مع الامريكيين.             من الزاوية الاسرائيلية، معقول أن يكون الحدث يستوجب تفكير متعاظم آخر في مسألة حراسة الممثليات في العالم. هكذا ايضا، منظومة الحراسة في المخابرات الاسرائيلية متوترة حتى آخر حدود قدراتها، منذ اغتيال مغنية. ولكن كل عملية من هذا النوع، تحبط، تحتاج تفكيرا متجددا، فحصا لنقاط الضعف واستخلاص الدروس. يحتمل أن تتخذ في الزمن القريب القادم وسائل جديدة في دول تعتبر ذات مستوى خطر عال. يحتمل أن تفرض قيود  جديدة على حركة الدبلوماسيين وزيارات مسؤولين كبار اسرائيليين الى خارج البلاد، لتقليص المخاطر.   15 يناير 2010