الجزائر تؤكد سعيها لإسماع صوت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مجلس الأمن إزاء ما يجري في غزة

الأربعاء 24 أبريل 2024 05:00 م / بتوقيت القدس +2GMT
الجزائر تؤكد سعيها لإسماع صوت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مجلس الأمن إزاء ما يجري في غزة



الجزائر/سما/

 أكد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف أن “اللجنة الدولية للصليب الأحمر بإمكانها الاعتماد بشكل كامل على الصوت الجزائري داخل مجلس الأمن للمرافعة بقوة عن مهمتها الإنسانية باعتبارها منظمة مستقلة ومحايدة وغير متحيزة”.

وأوضح عطاف، لدى استقباله رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش إيغ، أن بلاده تثمن “جهود فرق اللجنة الدولية المتمركزة في قطاع غزة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تُواصل تقديم الرعاية الصحية الأساسية وغيرها من الخدمات الحيوية في ظل ظروف أقل ما يقال عنها أنها عصيبة ومروعة”.

وأشاد الوزير الجزائري بجهود فرق الصليب الأحمر التي “تواصل تحمل كل المخاطر والصعوبات لإنقاذ أرواح الفلسطينيين الأبرياء”، معبراً عن حزنه على “الخسارة المأساوية لهؤلاء النساء والرجال الشجعان الذين دفعوا الثمن الأعظم أثناء محاولتهم تغيير الأوضاع نحو الأفضل في غزة”.

كما أعرب عن يقينه بأن المحادثات التي جمعته مع السيدة سبولياريتش إيغر “ستشكل فرصة متجددة لاستعراض وإبراز العلاقات المتينة والمتميزة التي تربط الجزائر باللجنة الدولية للصليب الأحمر”.

وشدد الوزير على أن هذه “العلاقات تستند وترتكز بشكل أساسي إلى التزام الجزائر الثابت وتمسكها الراسخ بالقانون الدولي الإنساني”، مشيراً إلى أن “هذه العلاقات استمدت قوتها من القيم الأساسية المتمثلة في الثقة والدعم والتفاهم المتبادلين، وهي القيم التي تلتزم بها كل من الجزائر واللجنة الدولية أيّما التزام”.

واعتبر أن “العلاقات بين الجزائر واللجنة الدولية للصليب الأحمر كانت ولا تزال مميزة ومثمرة، والأهم من ذلك أنها أسهمت في ترقية القانون الدولي الإنساني”، مضيفاً أن “برامج الدعم الإنساني وبناء القدرات التي تقدمها بعثة اللجنة الدولية في الجزائر هي أكبر دليل على العلاقات المتينة بيننا”.

 وكانت اللجنة الدولية قد زوّدت الجزائر بأرشيف نشاطاتها وأعمالها الإنسانية في الوطن خلال فترة الكفاح والنضال من أجل التحرر والاستقلال.

وفي نفس السياق، قال وزير الخارجية إن الجزائر تتطلع اليوم إلى “تعميق المباحثات المثمرة التي بدأتها قبل ثلاثة أشهر في نيويورك مع اللجنة الدولية حول القضية الفلسطينية، وغيرها من المواضيع المرتبطة بالأزمات الأخرى في منطقتنا وخارجها، خاصة أن اللجنة قد أثبتت نفسها في كل هذه البيئات المضطربة كقوة للخير، ومنارة للأمل، وكشريك رئيسي لتحقيق السلام والعدالة”.

وبخصوص الوضع في فلسطين، أكد الوزير أن “الوضع المأساوي في قطاع غزة والقضية الفلسطينية بصفة عامة سيبقى على رأس أولوياتنا في مجلس الأمن في الوقت الراهن”، مشيراً إلى مواصلة الضغط من أجل إقرار وقف فوري ودائم لإطلاق النار والتمكين لجهود الإغاثة الإنسانية دون شرط أو قيد، فضلاً عن توفير الحماية المطلوبة للمدنيين الفلسطينيين”.

وأشار الوزير إلى أن الجزائر “ستستمر في التأكيد على الضرورة الملحة لدعم الحق التاريخي وغير القابل للتصرف للشعب الفلسطيني في إقامة دولته السيدة والمستقلة، باعتباره السبيل الوحيد نحو تحقيق السلام والاستقرار الدائمين في منطقة الشرق الأوسط”.

ويأتي الحديث عن الجهد الإغاثي في غزة مع الصليب الأحمر، بعد نحو أسبوع من إعلان الجزائر تقديم مساهمة مالية استثنائية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” قدرها 15 مليون دولار. وأعلن عطاف، خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن بشأن الأونروا، بطلب من الجزائر والأردن أن هذه المساهمة الاستثنائية “تضاف إلى ما سبق وأن بادرت الجزائر بتقديمه بصفة مباشرة للسلطة الفلسطينية”، مؤكداً أن بلاده تعتبر هذه المبادرة “واجباً وحقاً ومسؤولية ثابتة تقع علينا وعلى غيرنا من أعضاء المجموعة الدولية”.

وكانت 18 دولة، منذ 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، قد علّقت تمويلها للوكالة الأممية، على خلفية مزاعم إسرائيلية بأن عدداً من موظفيها شاركوا في الهجوم على مستوطنات محاذية لقطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، فيما أعلنت الوكالة أنها تحقق في تلك المزاعم. لكن بعض هذه الجهات بدأت، في مارس/آذار الماضي، مراجعة قراراتها إزاء الأونروا، وأفرجت عن تمويلات للوكالة.

من جانب آخر، أعلن البرلمان الجزائري مشاركته في فعاليات مؤتمر “رابطة برلمانيون من أجل القدس”، المزمع انعقاده من 26 إلى 28 نيسان/أفريل بمدينة إسطنبول التركية. وأكد رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، في اجتماع خاص حول المؤتمر، أن موقف الجزائر سيظل ثابتاً وداعماً للقضية الفلسطينية العادلة، ومساندتها المطلقة لحق الشعب الفلسطيني في المقاومة حتى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

كما شدد الرجل الثاني في الجزائر على “أهمية الدور الذي تقوم به الدبلوماسية البرلمانية الوطنية لمرافقة جهود الدبلوماسية الرسمية تحت إشراف الرئيس عبد المجيد تبون، في جهودها الكبيرة لإيقاف الإبادة الجماعية والتهجير القسري المسلطين من طرف الاحتلال الاسرائيلي على غزة في فلسطين الجريحة والمظلومة”.

ووجّه قوجيل، في نفس الإطار، بضرورة التنسيق مع برلمانات الدول الشقيقة والصديقة المساندة للقضية الفلسطينية من أجل تجريم الاحتلال وحماية الشعب الفلسطيني، وكذا دعم مساعي الجزائر في مجلس الأمن الدولي من أجل منح فلسطين العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة”.