سلطت صحيفة "الغارديان" الضوء على حركة "غير ملتزم" التي لفتت الأنظار من خلال التصويت الاحتجاجي ضد الرئيس جو بايدن بالانتخابات التمهيدية بسبب موقفه من الحرب في غزة.
وتحت عنوان "كيف هزت الحركة بايدن بشأن غزة"، قالت الصحيفة البريطانية إن نجاح هذه المجموعة الشعبية "يسلط الضوء على السخط بشأن الحرب ويمثل تحذيرا للديمقراطيين" بينما يخوضون سباقات نحو التجديد لبايدن في البيت الأبيض لأربع سنوات أخرى.
وشرحت "الغارديان" كيف تولدت هذه الحركة في ولاية ميشيغان، الواقعة في الغرب الأوسط، التي يقطنها كثير من الأمريكيين العرب والمسلمين الذين دعموا سابقا بايدن، وساهموا في فوزه بالرئاسة بانتخابات عام 2020.
بدأت الحركة بالمسيرات والمظاهرات والظهور في المناسبات العامة التي يحضرها بايدن، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لجذب انتباهه، لذلك توصلت إلى استراتيجية جديدة، وهي مطالبة الناخبين الديمقراطيين بالإدلاء بـ"غير ملتزم"، أي عدم التصويت لأي شخص، احتجاجا على الحرب في غزة.
وفي ميشيغان، حدد المنظمون هدفا هو الحصول على 10 آلاف صوت غير ملتزم، وهو تقريبا الهامش الذي فاز به ترامب بالولاية، في عام 2016.
وأشارت الصحيفة إلى القدرة التنظيمية الهائلة لهذه المجموعة، إذ أجروا أكثر من 500 ألف مكالمة هاتفية وأرسلوا أكثر من 600 ألف رسالة نصية إلى الناخبين.
وحصلت الحملة التي أطلق عليها "استمع إلى ميشيغان"، على تأييد عشرات من المسؤولين المنتخبين، مثل النائبة من أصل فلسطيني، رشيدة طليب، وعضو الكونغرس السابق، آندي ليفين.
وكانت المفاجأة أن تجاوزت الحملة أهدافها بكثير، فقد حصلت على أكثر من 100 ألف صوت ديمقراطي في ميشيغان صوتوا بـ"غير ملتزم" بدلا من إعطاء صوتهم لبايدن في الانتخابات التمهيدية للحزب في الولاية المتأرجحة.
ورغم فوز بايدن بالاقتراع، إلا أن الأصوات "غير الملتزمة"، التي مثلت 13 في المئة من إجمالي المشاركين في الانتخابات، كانت لافتة.
وتقول ليلى العبد، وهي مديرة حملة "استمع إلى ميشيغان": "لم يكن لدينا سوى القليل من الوقت للوصول إلى قمة الجبل. وفي أقل من 3 أسابيع، حققنا المستحيل".
وبعد النجاح في ميشيغان، بدأ اليسار المنهاض للحرب العمل في ولايات أخرى لمواصلة الضغط على بايدن لوقف إطلاق النار، وتمثلت المجموعات في هذه الولايات من ناخبين متعددي الأديان والأعراق والأجيال، من المنظمات الإسلامية إلى المنظمات اليهودية إلى الجماعات السياسية إلى النقابات.
وكانت المحطة التالية هي ولاية مينيسوتا، وهي ولاية تقدمية، يقطنها عدد كبير من الصوماليين، ولديها عدد كبير من منظمي الحملات المتمرسين الذين تعلموا كيفية إيصال الرسائل بسرعة خلال الاحتجاجات ضد العنصرية، عام 2020.
وأتى العمل بثماره، فقد اختار حوالي 19 في المئة من الناخبين الديمقراطيين عدم الالتزام، وهي نسبة تقارب 46 ألف ناخب، وكان هذا أكبر قليلا من الهامش الذي فازت به هيلاري كلينتون في ولاية مينيسوتا على الرئيس السابق دونا ترامب، عام 2016
وفي ولاية واشنطن، حثت لافتات في جميع أنحاء سياتل، عاصمة الولاية، المشاركين في الانتخابات التمهيدية، يوم 12 مارس، على التصويت بـ"غير ملتزم" أيضا، وكتب على بعض اللافتات "أكثر من 30 ألف قتيل (في غزة). صوتوا على وقف إطلاق النار يوم 12 مارس".
وفي النهاية، حصلت الحركة على حوالي 7.4 في المئة من الأصوات في ولاية واشنطن، وفق تقديرات لم يتم تأكيدها بعد.
وقالت "الغارديان" إن الهدف في ولاية ويسكونسن، التي ستصوت في الثاني من أبريل، هو الحصول على 20682 صوتا على الأقل، وهو الهامش الذي فاز به بايدن بالولاية في عام 2020.
وفي ولاية أخرى متأرجحة هي أريزونا، يضغط منظمون للتصويت لصالح، ماريان ويليامسون، لأن الولاية تسمح فقط بالتصويت للمرشحين المؤهلين وليس لديها مساحة تسمح بالتصويت بـ"غير ملتزم".
ووفق التقرير حصلت الحملات في مينيسوتا وواشنطن وويسكونسن على مساعدة تنظيمية من ميشيغان، مشيرا إلى أن زخم حملة "غير ملتزم" كان بمثابة شهادة على أن "الرسالة لاقت صدى لدى الناخبين في جميع أنحاء البلاد الذين يريدون وقف إطلاق النار وسيستخدمون تصويتهم لتوضيح ذلك لبايدن".