البنتاغون يسحب سفنه الحربية الكبرى من البحر المتوسط كإشارة على احتمال التوصل لهدنة في غزة

الأحد 17 مارس 2024 04:33 م / بتوقيت القدس +2GMT
البنتاغون يسحب سفنه الحربية الكبرى من البحر المتوسط كإشارة على احتمال التوصل لهدنة في غزة



وكالات/سما/

سحب البنتاغون جميع سفنه الحربية الكبرى ومنها حاملات الطائرات من البحر الأبيض المتوسط، في خطوة يمكن تفسيرها بأن واشنطن ضمنت عدم اتساع نطاق الحرب بدخول حزب الله فيها. وعليه، لا يمكن استبعاد مباحثات جرت سرا بينها وبين طهران في هذا الشأن.

ومنذ اندلاع الحرب بعد طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر الماضي، نشر البنتاغون حاملتي طائرات في المنطقة وهي إيزنهاور في بحر العرب وجيرالد فورد شرق المتوسط والسفينة الهجومية البرمائية التي تحمل عشرات المروحيات باتان في البحر الأحمر علاوة على عدد آخر السفن الحربية. وكان الهدف من هذه السفن الحربية هو مد الكيان الإسرائيلي بالسلاح الذي يكون من باب الاحتياط في السفن، ثم التهديد بالحرب في لبنان إذا انخرط حزب الله في الحرب ضد إسرائيل. وكان الأمين العام لحزب الله قد اعترف في خطابه الأول بعد 7 أكتوبر بوجود تهديد أمريكي حقيقي ضد لبنان في حالة التدخل في الحرب.

وبعدما غادرت جيرالد فورد شرق المتوسط، انتقلت سفينة باتان من البحر الأحمر الى هذه المنطقة.  وكانت هذه الحاملة تشارك في مناورات في الخليج العربي بداية أكتوبر الماضي، وبعد 7 أكتوبر انتقلت الى البحر الأحمر ولاحقا قبالة السواحل اللبنانية ضمن سياسة الردع العسكري ضد حزب الله. وتضم هذه 2200 من نخبة أفراد المارينز المعروفين بمجموعة “26 أ”، الذين يقومون بمهام التدخل البري في مناطق الأزمات وعمليات بحرية منها حماية السفن، ولهذا تحمل هذه السفينة طائرات مروحية لنقل الجنود والضرب الناري وليس المقاتلات. وعمليا، ومنذ تأسيس هذه الوحدة سنة 1970، شاركت في معظم التدخلات الأمريكية سواء الحربية مثل يوغوسلافيا والعراق أو إجلاء الأمريكيين من مناطق النزاع، ويعتقد أن بعض عناصرها شاركوا في حرب قطاع غزة.

ونشر المعهد البحري المختص في أخبار البحرية الحربية الأمريكية معلومات عن وصول السفينة الحربية باتان الى مقرها في كارولينا الشمالية نهاية هذا الأسبوع، بعد شهور في الشرق الأوسط. وبينما يحافظ البنتاغون على حاملة الطائرات إيزنهاور في البحر الأحمر لمواجهة الهجمات التي يقوم بها الحوثيون ضد سفن الشحن الدولي، لم يعد يتوفر على أي سفينة حربية كبيرة شرق المتوسط.

ولا يمكن فهم هذا التطور العسكري سوى بفرضية اقتراب إرساء هدنة حرب بين حركة حماس وإسرائيل، ثم احتمال وجود مباحثات سابقة بين طهران وواشنطن عبر أطراف ثالثة لتهدئة المنطقة ومنها بقاء المواجهات بين حزب الله والكيان الإسرائيلي في نطاق المناوشات وليس الحرب الواسعة. وكانت قناة التلفزيون سي إن إن قد نقلت منذ أيام عن مصادر سياسية أمريكية وجود مباحثات بين واشنطن وطهران عبر وساطة سلطنة عمان.