نشرت مجلة “بوليتيكو” تقريرا أعدته شيا كابوس وآدم كانكرين، قالا فيه إن عربا ومسلمين وفلسطينيين رفضوا دعوة لمقابلة مساعدين للبيت الأبيض. وأضافا أن عددا كبيرا منهم هاجموا جهود البيت الأبيض للقاء منظمات مجتمعية في شيكاغو، لشرح موقف الإدارة الأمريكية من الحرب في غزة.
وفي رسالة مشتركة أُرسلت إلى البيت الأبيض، انتقد هؤلاء القادة محاولات التواصل مع المجتمعات العربية والمسلمة والفلسطينية لـ”تبييض أشهر من تقاعس البيت الأبيض”، قائلين إنه لا يوجد ما يدعو للموافقة على المقابلة حتى يغير الرئيس جو بايدن نهجه من الحرب.
وجاء في الرسالة: “نحن مهتمون بحل عملي”. وحصلت “بوليتيكو” على الرسالة التي ورد فيها: “هذا ما سيحكم به التاريخ علينا، وليس لقاء رمزيا عندما يكون الوقت هو المهم”. وفي الوقت الذي خطط فيه بعض القادة لمقابلة مسؤولي البيت الأبيض، إلا أن عددا من المشاركين في الرسالة أكدوا رفضهم الدعوة إلى البيت الأبيض.
ويضم “تحالف العدالة من أجل فلسطين” الجماعات العربية والفلسطينية الستة في شيكاغو، إلى جانب عدد آخر من الجماعات والأفراد الذين وقّعوا على الرسالة.
وعلقت المجلة أن التوبيخ يعتبر تحديا لبايدن الذي يواجه صعوبات في إقناع الناخبين الذين نفّرهم موقفه الثابت الداعم لإسرائيل وحربها ضد غزة. وانتشرت حملة تدعو الناخبين للتصويت بغير ملتزم، حيث صوّت حوالي 13% من الناخبين في ميشيغان بغير ملتزم أثناء الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في الشهر الماضي.
ورفض البيت الأبيض التعليق على الرسالة، وقال مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته، إن المساعدين للرئيس سيقابلون ممثلين محليين. ووصف المسؤول اللقاء بأنه “جزء من عملية مستمرة مع المجتمعات التي تأثرت بنزاع الشرق الأوسط”، لكنه لم يحدد الممثلين الذين سيحضرون من شيكاغو.
ويتوقع أن يتواجد مدير البيت الأبيض لشؤون الحكومة توم بيريز، حيث سيجلس إلى جانب مسؤولين في جلستين أو ثلاثة مع قادة المجتمع في إلينوي. وسيحضر اللقاء أيضا مدير التواصل العام، ستيف بنجامين، ورئيس مجلس الأمن القومي كيرتيس ريد.
لكن ردة الفعل على موقف الإدارة الأمريكية من غزة عرقلت جهودها في محاولتها استعادة ثقة المجتمعات. وقال حاتم أبو دية، أحد المنظمين للجماعات التي أرسلت الرسالة إلى البيت الأبيض: “ترفض كل القيادة الفلسطينية التي تعمل في شيكاغو هذه المحاولة، وتعتبر شبكة المجتمع الفلسطينية أي شخص، سواء كان فلسطينيا، عربيا أم مسلما، يحضر اللقاء مع البيت الأبيض، بصفته مبيوعا”.
ولم يدع أبو دية الذي نظم سلسلة من التظاهرات احتجاجا على موقف الولايات المتحدة من حرب إسرائيل على غزة إلى اللقاء. وقال نائب المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس لصحيفة “جويش إنسايدر” إن مجلس العلاقات الأمريكية- الإسلامية والذي وقّع على الرسالة لم يدع للقاء.
لكن رشيد، الممثل الديمقراطي البارز، أكد تلقيه دعوة من البيت الأبيض، إلا أنه رفضها، وقال إنه التقى مع مسؤولي البيت الأبيض من قبل. وأخبر المجلة أنه “لا يوجد هناك ما يمكن قوله، ونحن بحاجة لوقف فوري ودائم لإطلاق النار، ونريد وقف السلاح الأمريكي لإسرائيل”.
وشعر المسؤولون في البيت الأبيض بالغضب بسبب الاهتمام الذي مُنح للاحتجاجات المعادية للحرب، وقالوا إنها لا تمثل قوة بايدن في القاعدة الديمقراطية. وأضافت المجلة أن بايدن اتخذ خطوات لدعم الفلسطينيين وتحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الهجوم على مدينة رفح. ولكنه تجاهل أمثلة عن رفض القيادات العربية والمسلمة لقاءه في الأشهر الماضية، مع أن هناك مخاوف من عدم مشاركة العرب الأمريكيين في الانتخابات بالولايات المهمة والبقاء في بيوتهم يوم التصويت.
ورفض عدد من قادة المجتمع في ميشيغان لقاء مديرة حملة بايدن، جولي شافيز رودريغيز التي زارت الولاية في كانون الثاني/ يناير بسبب ما رأوه محاولات من بايدن لتأمين أصواتهم بدلا من تقديم معلومات جوهرية بشأن نهجه من الحرب في غزة.
وأرسل البيت الأبيض لاحقا مسؤولين بارزين للقاء المسؤولين العرب والمسلمين في الولاية، مع أن بعضهم رفض مقابلتهم. وقال من حضروا اللقاءات إن النقاش كان حادا. وفي الوقت الذي قدم فيه المسؤولون اعتذارا عن تصريحات لبايدن بعد 7 أكتوبر، إلا أنهم رفضوا تقديم التزامات بالدعوة لوقف إطلاق النار. وتم تأجيل لقاء بين قادة عرب ومسلمين، ونائبة الرئيس كامالا هاريس، نظرا لأن من وُجهت لهم الدعوة لا يمثلون الجاليات العربية والمسلمة.
وتبدو حملة إعادة انتخاب بايدن في خطر بميشيغان، حيث تعتبر مدينة ديربون، مكان إقامة أكبر تجمع عربي في الولايات المتحدة. إلا أن أكبر تجمع فلسطيني هو في إلينوي حيث يعيش ما بين 70,000 – 100,000 فلسطيني في منطقة شيكاغو.
وتظل إلينوي منطقة ديمقراطية ولا توجد مخاطر بأن تتحول ضد بايدن، لكن اللقاء المقرر جاء قبل خمسة أيام من الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، ولم تكن هناك دعوات لغير ملتزم كما بدا في الانتخابات الأخرى. وستكون شيكاغو محلا لاجتماع الحزب العام في آب/أغسطس.
وربما كان رفض القادة لقاء البيت الأبيض نذيرا باحتجاجات كبرى. وقال جيمس زغبي، مدير المعهد العربي الأمريكي :”سيجلبون هذا على أنفسهم” بدون تغيير في السياسة، و”لا أعرف كيف سيمنعون هذا بالمسار الذي يسيرون فيه”.