كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، الأربعاء، أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل أنها تدعم عمليتها العسكرية في رفح في حال تجنبت الأخيرة غزواً واسع النطاق قد يؤدي إلى إضعاف التأييد العالمي لها.
وبحسب الصحيفة الأميركية، فقد أخبر كبار المسؤولين الأميركيين نظراءهم الإسرائيليين أن إدارة بايدن ستدعم إسرائيل في ملاحقة أهداف ذات قيمة عالية لحماس برفح وتحتها طالما أن إسرائيل تتجنب عملية واسعة النطاق.
ونقلت الصحيفة عن أربعة مسؤولين أميركيين كبار قولهم إنّ إدارة بايدن تدعم خطة أقرب إلى عمليات مكافحة الإرهاب منها إلى حرب شاملة في رفح، لأن ذلك من شأنه أن يقلل الخسائر في صفوف المدنيين.
وأشارت الصحيفة، نقلاً عن المسؤولين، إلى أن بعض الأعضاء الرئيسيين في فريق بايدن يشككون في أن إسرائيل تخطط للقيام بعملية عسكرية كبيرة في رفح في وقت قريب.
وبحسب مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، نقلت عنه الصحيفة، فإن عملية برفح تقتضي القيام ببعض عمليات إعادة تموضع القوات، مضيفاً أن هذا لم يحدث مما يدل على أن العملية في رفح ليست وشيكة.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في وقت سابق من يوم الأربعاء، إنّه يعتزم نقل جزء كبير من 1.4 مليون فلسطيني نازح يعيشون في بلدة رفح بأقصى جنوب قطاع غزة نحو "جزر إنسانية" في وسط القطاع، قبل شروعه في الهجوم المرتقب على المنطقة.
وأصبح مصير الفلسطينيين الموجودين في رفح مصدر قلق كبير لحلفاء إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة والمنظمات الإنسانية، التي ترى أن الهجوم على المنطقة المكتظة بالنازحين سيكون بمثابة كارثة.
وبالإضافة إلى ذلك، تعتبر المنطقة أيضاً نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات التي تشتد الحاجة إليها في غزة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد قال إنّ الهجوم على رفح أمر بالغ الأهمية لتحقيق هدف إسرائيل المعلن المتمثل في تدمير حركة حماس.
وكان نواب في الحزب الديمقراطي الأميركي قد طالبوا إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بربط الدعم العسكري لإسرائيل، بتسهيل الأخيرة وصول المساعدات إلى قطاع غزة، وذلك على وقع جدل كبير بشأن التهديد الإسرائيلي بشن عملية في رفح.
لكن مثل هذه الدعوة تواجه معارضة شديدة من قبل أعضاء آخرين من نفس الحزب الحاكم، أبدوا رفضهم المس بالدعم العسكري المقدم للاحتلال الإسرائيلي، والذي ساهم بشكل حاسم في حرب الإبادة التي قتلت وجرحت أكثر من 110 آلاف فلسطيني في غزة، 70% منهم نساء وأطفال.